اقتحامات واعتقالات عشوائية في ريف دمشق.. وناشطون يقطعون طريقا يربط دمشق بعمان

«المرصد السوري»: مقتل 15 عنصرا نظاميا بينهم عقيدان في كمين على طريق بلدة الراعي بحلب

متظاهرون سوريون بمحافظة درعا يلوحون بأعلام الثورة أثناء احتجاجات تطالب بسقوط النظام أمس (أ.ب)
TT

تابع النظام السوري، أمس، عملياته العسكرية، التي تخللها قصف عنيف لعدد من المدن والبلدات السورية، وعمليات اقتحام ودهم واعتقالات عشوائية طالت ناشطين عدة، بعد نهار دام أول من أمس سقط فيه خمسون قتيلا. وبينما خرجت مظاهرات شعبية هتفت بالحرية وبإسقاط النظام في أحياء دمشقية عدة وفي عدد من المناطق، تمكن ناشطون وسريون من قطع طرق داخل العاصمة دمشق، وطريق مؤد إلى العاصمة الأردنية عمان.

وبث ناشطون على مواقع الثورة السورية على شبكة الإنترنت صورا قالوا إنها تظهر أعضاء في «اتحاد شباب دمشق للتغيير»، وهم يشعلون إطارات لقطع أحد الطرق الرئيسية التي تصل بين دمشق والعاصمة الأردنية عمّان، مما تسبب في أزمة مرورية. وذكر ناشطون أن قطع الطريق جاء ردا على ما وصفوها بمجازر النظام. كما بثوا صورا لقطع طريق رئيسي في منطقة المهاجرين وسط دمشق، في موازاة إغلاق مجموعة منهم منطقة طلعة المصطبة في حي المهاجرين، على بعد أمتار من منزل الرئيس بشار الأسد ومقرات حراسته الشخصية، وذلك ضمن فعاليات حملة أطلقوا عليها عنوان «هذه دمشق».

كما أظهرت صور مظاهرة حاشدة في منطقة جوبر في العاصمة دمشق، طالبت بالحرية ودعم «الجيش السوري الحر» والمدن الثائرة وبإعدام الرئيس السوري بشار الأسد. وذكرت لجان التنسيق أن مظاهرة نسائية حاشدة خرجت في حي العسالي، من أمام مسجد حذيفة، هتفت بإسقاط النظام وتسليح «الجيش الحر»، وأفادت بإصابة شابين بجروح في إطلاق نار على المتظاهرين في منطقة حي الورود وشارع دعبول.

وفي ريف دمشق، اقتحمت قوات الأمن السورية بلدة داريا ونفذت سلسلة اعتقالات، في ما وصفه ناشطون بأنه «محاولة من النظام لإسكات أهالي المدينة قبيل قدوم المراقبين الدوليين». وأفيد بوجود أمني كبير في أراضي بسطرة وحملة اعتقالات طالت العشرات من أبناء مدينة حرستا.

وذكر «المرصد السوري لحقوق الإنسان» أن «اشتباكات عنيفة دارت في حرستا بعد منتصف ليل الثلاثاء - الأربعاء بين القوات النظامية السورية من جهة، وجنود انشقوا عن الجيش في المدينة ومقاتلين من المجموعات المنشقة المسلحة من جهة أخرى، واستمرت حتى ساعات الفجر الأولى، وأسفرت الاشتباكات عن مقتل ما لا يقل عن ستة من القوات النظامية السورية، بينما لم يسجل حسب نشطاء من المدينة سقوط ضحايا في صفوف مقاتلي المجموعات المسلحة المنشقة أو الجنود الذين انشقوا عن القوات النظامية»، وفق المرصد.

وفي كناكر، خرجت مظاهرة طلابية هتفت للمدن المنكوبة وطالبت بحماية الشعب السوري، في موازاة تنفيذ قوات الأمن حملات دهم واعتقال في منطقة الغوطة الشرقية بريف دمشق، بعد عمليتي انشقاق ثمانية عناصر من حاجز المخفر، وانشقاق عناصر من قوات النظام في سرية المدفعية في منطقة القصاري.

وفي حمص، خرجت مظاهرات في حي الوعر وفي مدينة الرستن بريف حمص، حيث ردد المشاركون هتافات طالبت بإسقاط نظام الأسد وتأييد «الجيش الحر» في مواجهة القوات النظامية. وأفاد ناشطون بوقوع انفجار ضخم في حي الخالدية ليلا، كما شوهدت أعمدة الدخان تتصاعد في حيي القصور والقرابيص في المدينة. وقال ناشطون إن قلعة الحصن، في ريف حمص، قد تعرضت لقصف عنيف بالمدفعية والهاون وقذائف الدبابات من قبل الجيش السوري، بينما ذكرت «لجان التنسيق» أن القصف اشتد مساء أمس على تلكلخ من الثكنة العسكرية في المدينة.

وفي دير الزور، قصفت قوات الجيش السوري المتمركزة في منطقة البصيرة بشكل عنيف قرية الدحلة، مستخدمة المدفعية الثقيلة وقذائف الهاون. وأشار «المرصد السوري» إلى أن «القوات النظامية نفذت في مدينة القورية حملة مداهمات ترافقت مع إحراق لمنازل بعض النشطاء المتوارين عن الأنظار. وكانت شوارع التكايا ودوار المدلجي ودوار غسان عبود في مدينة دير الزور قد شهدت أمس انتشارا عسكريا كثيفا».

كما اقتحمت قوات الأمن مدينة البوكمال بأعداد كبيرة بعد ساعات من الانسحاب منها، وسط إطلاق نار عشوائي ونهب وحرق محلات عدة، كما نفذت اعتقالات عشوائية. وفي الميادين، شنت قوات الأمن المدعومة بالسيارات حملة مداهمات في المدينة طالت أكثر من خمسين منزلا، وسط عملية تخريب وتكسير لها.

وفي إدلب، تعرضت أريحا لإطلاق نار كثيف من حاجز شعبة التجنيد، طال المحال التجارية بشكل رئيسي. وفي جسر الشغور، اقتحمت قوات الأمن قرية بداما. وأفاد ناشطون بسماع دوي انفجارات، وإطلاق نار من رشاشات في قريتي بداما والناجية.

وفي محافظة درعا، ذكر «المرصد السوري» أن «مواطنا من قرية نصيب قتل إثر إطلاق النار من قبل القوات النظامية السورية في منطقة اللجاة، بينما سمع صوت إطلاق رصاص كثيف في مدينة داعل».

أما في مدينة حلب، فقد أفاد ناشطون بدوي انفجارات عدة في حيي الفردوس والأعظمية، تزامنت مع خروج مظاهرات مسائية في أحياء عدة من حلب وفي بلدات وقرى مجاورة. وفي حين ذكرت «لجان التنسيق» أن تعزيزات عسكرية جديدة استقدمت أمس إلى بلدة حريتان، هاجمت قوات الأمن السورية مظاهرة لطلاب جامعة حلب بالغاز المسيل للدموع، من أجل تفريقهم.

من جهة أخرى، ذكر «المرصد السوري» أن «15 عنصرا من قوات الأمن السورية، بينهم ضابطان كبيران برتبة عقيد، قتلوا فجر أمس إثر كمين نصب لهم على طريق بلدة الراعي (حلب)، التي دارت فيها اشتباكات بين القوات النظامية ومقاتلين من المجموعات المنشقة المسلحة، استشهد خلالها مقاتلان من المجموعات المسلحة المنشقة».

من ناحيتها، لم تنشر وكالة الأنباء السورية الرسمية (سانا) أي خبر عن هذا الكمين، لكنها أشارت إلى أن «مجموعات إرهابية مسلحة اغتالت صباح أمس مساعدا من قوات حفظ النظام يدعى كمال محمد الزعبي في مدينة بصرى الشام في ريف درعا، والمساعد الأول من قوات حفظ النظام مرعي زنيقة في بلدة محجة في ريف درعا»، لافتة إلى «استشهاد المساعد الأول من حفظ النظام لؤي كيشينة وإصابة 15 آخرين بنيران مجموعة إرهابية مسلحة في الشحيل في ريف دير الزور».