«العسكري» يبدي استعداده لتسليم السلطة فور الجولة الأولى من انتخابات الرئاسة

مرشحو الرئاسة المصرية علقوا حملاتهم.. وكيري يلتقي بطنطاوي

TT

قال الفريق سامي عنان، نائب رئيس المجلس الأعلى للقوات المسلحة، إن المجلس العسكري، والذي يتولى شؤون البلاد منذ تنحي الرئيس المصري السابق، لن يلجأ للصدام مع المتظاهرين وقال عنان خلال اجتماع بين المجلس العسكري وقوى سياسية مصرية، لبحث إنهاء الاشتباكات الدائرة، إن المجلس ينتظر الانتخابات الرئاسية بفارغ الصبر لتسليم السلطة. وقال: «نبحث تسليم السلطة يوم 24 مايو (أيار) الحالي في حال فوز الرئيس في الجولة الأولى من الانتخابات الرئاسية، والتي تنتهي جولتها الأولى في اليوم ذاته»، مضيفا: «لن نستخدم العنف بأي حال من الأحوال ضد المتظاهرين مؤكدا أنه ليس للمجلس أي نوايا لاستخدام إجراءات استثنائية».

وقالت النائبة ماريان ملاك، عضو مجلس الشعب المصري والتي حضرت اجتماع الأمس إن الاجتماع دار بالأساس حول الأحداث التي تشهدها منطقة العباسية (شرق القاهرة) والاشتباكات الدائرة بين المعتصمين أمام مقر وزارة الدفاع والذين يطالبون بسرعة تسليم السلطة وعدد من البلطجية وكيفية إنهاء الاشتباكات. وقالت ملاك لـ«الشرق الأوسط»: إن الفريق عنان أكد أيضا خلال الاجتماع أن «القوات المسلحة تحملت الكثير من الاتهامات إلا أنها مصممة على عدم استخدام القوة ولن تفض الاعتصام أمام مقر وزارة الدفاع بالقوة».

وتابعت ملاك: «صدر عن الاجتماع بيان وقعت عليه كافة الأحزاب والقوى السياسية المشاركة وأكدت فيه على حق كافة المواطنين المصريين في تنظيم المظاهرات والاعتصامات، مشددا في الوقت نفسه على تجريم ورفض أي أعمال شغب أو عنف أو تخريب للممتلكات العامة أو الخاصة».

وكشف دكتور رفعت السعيد، رئيس حزب التجمع اليساري، عن أنه: «كانت هناك بعض الأصوات داخل الاجتماع تطلب من الجيش التدخل بالقوة لفض الاعتصام وتسيير الأمور لكن بعد مناقشات بين جميع الأطراف اتفق الجميع على أن تدخل الجيش من الممكن أن يسبب المزيد من العنف وأنه يجب أن يكون هناك حل دون فض للاعتصام وللتأكيد على حق المواطنين في التظاهر والاعتصام مع ضرورة أن يستخدم الجيش مؤسساته لمعرفة المتسبب في هذا الأمر والقبض عليه ومحاكمته».

وبينما علق بعض المرشحين في انتخابات الرئاسة المصرية حملاتهم الانتخابية أمس مع تصاعد الانتقادات للحكومة، تقرر تأجيل أولى مناظرات الرئاسة التي كان مقررا إقامتها اليوم بين المرشحين عمرو موسى وعبد المنعم أبو الفتوح إلى الأسبوع المقبل بسبب الأحداث الدامية في منطقة العباسية.

وكان المرشح عبد المنعم أبو الفتوح أعلن اليوم تعليق حملته الانتخابية احتجاجا على العنف غير المبرر تجاه معتصمي محيط وزارة الدفاع وعدم حماية سلطات الأمن المصري لهم. ويؤيد أغلب المعتصمين القيادي السلفي الشيخ حازم صلاح أبو إسماعيل الذي استبعد من الترشح للانتخابات بعد أن قالت لجنة الانتخابات الرئاسية إن والدته حملت الجنسية الأميركية في السنوات الأخيرة من حياتها.

وقال موقع جماعة الإخوان المسلمين على الإنترنت: إن حملة مرشح الجماعة محمد مرسي علقت أنشطتها لمدة يومين حدادا على قتلى الاشتباكات.

من جهته قال عمرو موسى، المرشح لرئاسة مصر، الأمور في مصر خطيرة للغاية، مؤكدا أن الشعب لا يتحمل المزيد من الاضطرابات وإراقة الدماء.

وفي معرض تعليقه على أحداث العباسية، أكد موسى في مؤتمر صحافي، عقب مشاورات خاصة أجراها مع السيناتور الأميركي جون كيري، على حرية الاعتصام السلمي والتعبير، وضرورة منع وصول الوضع إلى أسوأ مما هو عليه الآن. وردا على سؤال حول من يتحمل مسؤولية أحداث العباسية، قال الأمين العام السابق لجامعة الدول العربية: إن هذا ليس وقت توزيع المسؤوليات، وإنما هو وقت إنهاء هذا الوضع بسرعة لوقف إسالة الدماء.

وأوضح موسى قائلا: «كلما نتقدم خطوات تحدث أمور تعوقنا، وتحدث اضطرابات ودماء.. هل هذا يحمل خطة؟ هل هذا معقول؟... هذا أمر مؤسف للغاية ويجب على أي قوى تحاول أن تلعب بمصر وتعبث بأمنها أن تتوقف».

وعن تعليق بعض المرشحين لحملاتهم الانتخابية، قال المرشح الرئاسي إنه لا يفهم ما معنى تعليق الحملات إذا كانت الإعلانات واللافتات موجودة في الشوارع والجولات مستمرة بالفعل، مضيفا أنه من جهته أعلن حدادا في هذا الإطار وعلق عددا من الاجتماعات التي كانت مقررة باستثناء تلك التي لم يكن من الممكن تأخيرها عن موعدها مثل لقاء كيري اليوم الذي كان محددا سلفا.

وفيما يتعلق بتصريحات رئيس أركان الجيش المصري الفريق سامي عنان بشأن بحث تسليم السلطة يوم 24 مايو (أيار) المقبل، قال موسى إن الأمر لا يتعارض مع التصريحات الأخرى للمجلس حول رغبته في تسليم السلطة، مضيفا أن هذا كلام مهم لأن انتقال السلطة مسؤولية كبيرة وتتعلق بمدى استقرار الوطن كله. من جانبه قال محمد عباس، عضو ائتلاف شباب الثورة في مصر، إن الائتلاف نظم مظاهرة بالأمس من ميدان رمسيس بوسط القاهرة وصولا لميدان العباسية بمشاركة عدد من القوى والائتلافات الثورية من أجل دعم المعتصمين والتأكيد على مطالبهم بسرعة تسليم السلطة ومحاولة فض الاشتباكات الدائرة.

وتعليقا على تصريحات عنان قال عباس: «أتمنى أن يسلم المجلس العسكري السلطة اليوم قبل الغد هذا هو مطلبنا الأساسي لأن المجلس يتعامل بنفس أسلوب النظام القديم ويحاول نشر الفوضى»، وأضاف: «كيف يموت المصريون على بعد خطوات من مقر وزارة الدفاع دون أن يتدخل أحد لحماية المتظاهرين»، وتابع: «نريد تسليم السلطة لمجلس الشعب المنتخب حتى يتم انتخاب رئيس جمهورية جديد».

ويرى مراقبون أن التصريحات التي خرجت عن الاجتماع، تهدف لتهدئة ما يتردد داخل أوساط سياسية مصرية بأن المجلس العسكري يريد استغلال الاضطرابات كذريعة لتأجيل الانتخابات.

إلا أن مسؤول (أدمن) صفحة المجلس العسكري أكد على موقع التواصل الاجتماعي «فيس بوك» في رسالة نشرها أمس أن «القوات المسلحة المصرية وعلى مدار الأسبوع الماضي بالكامل قد تحملت ما لا طاقة لها به من إهانات واعتداءات من معتصمي وزارة الدفاع الذين رفضوا الاعتصام في ميدان التحرير أو فتح الطريق لعدم تعطيل مصالح المواطنين، مؤكدا أن هذا الأمر يحاول به البعض تعطيل انتخابات الرئاسة ومنع تشكيل اللجنة التأسيسية للدستور، وتابع الأدمن: «وهذا هو السيناريو الذي لن نسمح بتنفيذه أيا كانت القوى السياسية الظاهرة فيه أو الأيادي الخفية التي تعبث بأمن وسلامة مصر.. ونؤكد أن الانتخابات الرئاسية ستتم في الميعاد المحدد لها أيا كانت الظروف والضغوط والمؤامرات، والدستور سيتم وضعه ليكون دستورا لكل المصريين يرضى عنه كافة أبناء الشعب المصري».

ومن جهة اخرى التقى المشير حسين طنطاوي، القائد العام رئيس المجلس الأعلى للقوات المسلحة أمس، السيناتور جون كيري رئيس لجنة العلاقات الخارجية بمجلس الشيوخ الأميركي، وتباحث الجانبان حول سبل دعم التعاون والعلاقات الثنائية بين البلدين والمستجدات والمتغيرات المتلاحقة على الساحتين المحلية والإقليمية. وتناول اللقاء متابعة خطوات التحول الديمقراطي في مصر في ظل المرحلة الانتقالية، وأهمية دفع عجلة الاقتصاد والاستثمارات في كل المجالات بالمرحلة المقبلة.