7 قتلى في هجمات كابل احتجاجا على زيارة أوباما

طالبان تعلن بدء «هجوم الربيع» ضد الحلف الأطلسي

TT

قتل 7 أشخاص على الأقل في هجمات على نزل محصن يؤوي موظفين أجانب في كابل أمس بعد ساعات فقط على زيارة خاطفة للرئيس الأميركي باراك أوباما، فيما أعلنت حركة طالبان بداية «هجوم الربيع» في تحد لإعلان أوباما بأن الحرب شارفت على الانتهاء.

وفجر انتحاريون يرتدون البراقع التي ترتديها النساء الأفغانيات سيارة مفخخة واشتبك مسلحون مع الحراس في مجمع «القرية الخضراء» المحاط بتدابير أمنية مشددة والذي يستخدمه موظفو الأمم المتحدة والاتحاد الأوروبي، قرب مطار العاصمة الأفغانية الذي استهدفته في وقت سابق عملية انتحارية بواسطة سيارة مفخخة تبنتها حركة طالبان. ويثير الهجوم مخاوف جديدة حول قوة التمرد، وقد تزامن مع الذكرى السنوية لمقتل زعيم تنظيم القاعدة أسامة بن لادن، بعد أسبوعين على تعرض كابل لأسوأ هجمات منذ بدء النزاع قبل 10 سنوات عند قيام ناشطين باستهداف مكاتب للحكومة وسفارات وقواعد أجنبية. وأعلنت الحركة أن الهجوم جاء تحديا لتصريح أوباما بأن الحرب قد انتهت أثناء زيارته التي تصادفت مع الذكرى الأولى لمقتل زعيم تنظيم القاعدة السابق أسامة بن لادن. وكان أوباما توجه إلى كابل سرا في منتصف الليل ووقع اتفاق شراكة مع نظيره الأفغاني حميد كرزاي يحكم العلاقات الأميركية الأفغانية بعد سحب قوات الحلف الأطلسي القتالية في 2014.

ووصفت طالبان هذا الاتفاق بأنه «غير شرعي». وفي كلمة مهمة نظرا لأنها تأتي في عام الانتخابات الرئاسية، قدم أوباما نفسه على أنه قائد القوات المسلحة القادر على إنهاء حربين طويلتين، إحداها في العراق انتهت بانسحاب القوات الأميركية، والقضاء على تنظيم القاعدة، وحاول أن يعلن عن بدء فجر جديد للشعب الأميركي الذي أنهكه النزاع والركود الاقتصادي. وقال أوباما «لقد بدأت هذه الحرب في أفغانستان وستنتهي هنا»، مشيرا إلى «سحابة حرب قاتمة» استمرت عقدا من الزمن بعد الهجوم الذي كان وراءه بن لادن في سبتمبر (أيلول) 2001. وأضاف: «وهنا أيضا، في فترة ما قبل فجر الظلام في أفغانستان، نستطيع أن نرى نور يوم جديد يلوح في الأفق». وكان أوباما توجه إلى كابل سرا في منتصف الليل ووقع اتفاقا مع نظيره الأفغاني حميد كرزاي بشأن اتفاق تقديم مساعدات أميركية إلى أفغانستان لمدة 10 سنوات بعد سحب قوات الحلف الأطلسي القتالية في 2014.

وكان معظم الأفغان نائمين أثناء زيارة أوباما الذي غادر بعد 6 ساعات من وصوله. وصرح أوباما خلال مراسم التوقيع على الاتفاق «لم تسع الولايات المتحدة ولا كابل وراء هذه الحرب، لكننا صمدنا معا طيلة عقد كامل».

وقال أوباما «نأمل بمستقبل يعمه السلام ونحن نوقع اتفاقا لنصبح شركاء على المدى الطويل».

وقالت حركة طالبان إن كرزاي ليس له حق التوقيع على الاتفاق، واتهمته بأنه يبيع سيادة أفغانستان إلى الأميركيين.

وتعهدت الحركة بمواصلة القتال المسلح «ضد جميع محتويات الوثيقة غير الشرعية إلى حين الانسحاب الكلي لجميع القوات الغازية ودماها» في إشارة إلى حكومة كرزاي.

وبدأ الهجوم على «القرية الخضراء» بعد نحو الساعتين من مغادرة أوباما. وقالت الشرطة إن مهاجمين يرتدون البراقع بدأوا الهجوم عند الساعة 6:15 صباحا (14:45 بتوقيت غرينتش) حيث فجروا سيارة مفخخة قبل أن يشتبكوا مع الحراس. وذكرت وزارة الداخلية أن 7 أشخاص قتلوا من بينهم 6 أفغان على الأقل.

وقالت الوزارة إن 3 مسلحين نفذوا الهجوم، منهم واحد بسيارة مفخخة، واثنان دخلا إلى المجمع، حيث فجر أحدهما نفسه بينما قتل الآخر بنيران قوات الأمن. وشوهدت الجثث والأشلاء تتناثر في الطريق بعد الهجوم، الذي أدى كذلك إلى تدمير عربتين وتحطم زجاج نوافذ مدرسة مجاورة. وذكر كارغار نورغلي المتحدث باسم وزارة الصحة أن 18 شخصا جرحوا وتم إدخال 8 إلى المستشفى.

وقال المتحدث باسم طالبان ذبيح الله مجاهد لوكالة الصحافة الفرنسية إن الهجوم هو رسالة إلى أوباما بأن المسلحين سيواصلون القتال حتى مغادرة جميع الجنود الأجانب. وأعلنت حركة طالبان أمس عن بدء «هجوم الربيع» السنوي في جميع أنحاء أفغانستان ضد قوات الحلف الأطلسي التي تدعم حكومة أفغانستان، وجميع حلفائها اعتبارا من اليوم.

وقالت الحركة على أحد مواقعها الإلكترونية إن عملية «الفاروق» ستستهدف في المقام الأول «الغزاة الأجانب ومستشاريهم والمتعاقدين معهم وجميع الذين يساعدونهم عسكريا واستخباراتيا».

وقبل نحو الأسبوعين، استهدفت جماعات من المسلحين مكاتب حكومية وسفارات وقواعد أجنبية في أكبر هجوم منسق في كابل خلال أكثر من 10 سنوات من الحرب منذ الإطاحة بنظام طالبان. والاتفاق الذي وقع بين أوباما وكرزاي قبل 3 أسابيع من قمة الحلف الأطلسي في شيكاغو، لا يلحظ إبقاء قواعد عسكرية دائمة في أفغانستان لكنه يلزم هذا البلد منح «تسهيلات للقوات الأميركية حتى 2014 وما بعده. كما يلحظ الاتفاق «إمكان (بقاء) قوات أميركية في أفغانستان إلى ما بعد 2014 لتدريب القوات الأفغانية واستهداف (عناصر) القاعدة المتبقين»، بحسب البيت الأبيض. وأشار البيت الأبيض إلى أن «الولايات المتحدة ستعتبر أفغانستان «حليفا رئيسيا غير عضو في الحلف الأطلسي»، وهو امتياز سبق أن حصلت عليه بلدان مثل اليابان والأردن ومصر، إلا أن هذا الاتفاق «لا يلزم الولايات المتحدة بعدد جنود أو مستوى تمويل في المستقبل».

وقال كرزاي إن الاتفاق مع الولايات المتحدة «لا يهدد أي دولة ثالثة بمن فيها الدول المجاورة ونأمل في أن يؤدي ذلك إلى إحلال الاستقرار والازدهار والتنمية في المنطقة». وينظر إلى باكستان المجاورة على أنها مصدر لزعزعة الاستقرار في أفغانستان، كما أن علاقاتها مع كابل وواشنطن يشوبها انعدام الثقة بعد عام من العثور على بن لادن يعيش في مجمع في أبوت آباد في باكستان. وصرح أوباما للجنود الأميركيين أثناء زيارته أن «بعض زملائكم سيصابون، وقد يقتلون».

وقال تقرير أصدره البنتاغون أول من أمس أن مخابئ المسلحين في باكستان إضافة إلى الفساد تشكل «تحديات خطيرة طويلة المدى». وينتشر نحو 87 ألف جندي أميركي و44 ألف جندي من عدة دول في أفغانستان إضافة إلى 344 ألفا من عناصر الجيش وقوات الأمن الأفغانية.