باكستان في حالة تأهب في الذكرى السنوية الأولى لمقتل بن لادن

لا تزال البلاد متهمة بإيواء الظواهري والملا عمر وزعيم شبكة حقاني

TT

كانت باكستان في حالة تأهب أمس على خلفية مخاوف من قيام ناشطين بشن هجمات انتقامية في الذكرى السنوية الأولى لمقتل زعيم تنظيم القاعدة أسامة بن لادن في عملية عسكرية أميركية.

وتأتي الذكرى السنوية للحدث الذي شكل أكبر صفعة لباكستان في تاريخها الحديث، في ختام عام صعب عليها. فقد تراجعت سمعة البلاد وتدهورت علاقتها مع الولايات المتحدة إلى أسوأ المستويات مع تصاعد الشكوك حول فشل الاستخبارات في إسلام آباد أو تواطئها مع تنظيم القاعدة.

وبمعزل عن انهيار تحالف باكستان مع الغرب فإن القليل تغير في البلاد. فبعد عام على الاكتشاف أن بن لادن يقيم مع 3 من زوجاته بالقرب من قاعدة عسكرية في باكستان، لا تزال البلاد متهمة بإيواء مجموعة من الإرهابيين المطلوبين من قبل الولايات المتحدة. ويشتبه في أن أيمن الظواهري خليفة بن لادن موجود في باكستان وكذلك زعيم حركة طالبان الملا عمر.

كما يتخذ سراج الدين حقاني زعيم شبكة حقاني القريب من حركة طالبان والذي نسب إليه الهجوم المنسق الشهر الماضي ضد أهداف غربية في كابل، مقرا له في المنطقة القبلية على الحدود الأفغانية، على غرار زعيم حركة طالبان باكستان حكيم الله مسعود.

والشهر الماضي، عرضت الولايات المتحدة 10 ملايين دولار لقاء معلومات يمكن أن تؤدي إلى القبض على حافظ سعيد الباكستاني المتهم بالتخطيط لاعتداءات مومباي في عام 2008 والمقيم بشكل علني في باكستان.

وقال مسؤولون باكستانيون لوكالة الصحافة الفرنسية إنهم يخشون من تنفيذ هجمات في الذكرى السنوية وأضافوا أن الأوامر أصدرت إلى الهيئات الأمنية بـ«توخي أقصى درجات الحذر» أمس.

والعام الماضي، شنت حركة طالبان سلسلة من الهجمات الانتقامية من بينها هجوم انتحاري على مركز تدريب تابع للشرطة مما أدى إلى سقوط 100 قتيل تقريبا. وقال مسؤول أمني رفض الكشف عن هويته لوكالة الصحافة الفرنسية إن «هذه الوكالات في حالة تأهب قصوى ولديها أوامر بالحذر الشديد لأن اليوم سيكون في غاية الأهمية».

وأصدرت السفارات الغربية في إسلام آباد تحذيرات ونصحت مواطنيها بتفادي الأماكن العامة تحسبا لشن هجمات. ومنعت السفارة الأميركية طاقمها من ارتياد المطاعم والأسواق حتى الخامس من مايو (أيار).

إلا أن السلطات الباكستانية حاولت تجاهل الذكرى وإزالة أي أثر لابن لادن الذي أقام في البلاد منذ ديسمبر (كانون الأول) 2001 حتى مقتله في مايو الماضي بحسب شهادة أرملته آمال عبد الفتاح.

وتم ترحيل عبد الفتاح الجمعة إلى السعودية مع أرملتي بن لادن الأخريين وأبنائه العشرة.

ولم يلاحظ أي انتشار إضافي للشرطة أو الجيش في محيط المنزل في أبوت آباد حيث أمضى بن لادن 6 سنوات والذي تم جرفه خلال الليل في فبراير (شباط).

وصرح مسؤول محلي من الشرطة لوكالة الصحافة الفرنسية أنه لم يتلق أي تعليمات خاصة أن السكان المحليين يريدون طي الصفحة.

وقال عمر زاده وهو معلم بناء في الـ35 «يجب أن تكون قضية بن لادن منتهية الآن. ويجب ألا تقام ذكرى لأن أي حدث اليوم سيثير المزيد من الجدل».

وفي أفغانستان المجاورة، شنت حركة طالبان هجوما على نزل للأجانب يخضع لحراسة مشددة مما أدى إلى مقتل 6 أشخاص الأربعاء بعد ساعات فقط على زيارة مفاجئة للرئيس الأميركي باراك أوباما ألقى خلالها كلمة في قاعدة باغرام الجوية. إلا أن العلاقات بين الولايات المتحدة وباكستان لا تزال مضطربة. فقد أوقفت إسلام آباد خط إمداد الحلف الأطلسي في أفغانستان قبل 5 أشهر إثر مقتل 24 من جنودها في غارات جوية أميركية ولا يزال من غير الواضح ما إذا كانت باكستان ستشارك هذا الشهر في قمة مقررة في أفغانستان. كما أن اللجنة المكلفة التحقيق في قضية اختباء بن لادن في باكستان لم تنشر خلاصاتها بعد وقد أعربت عن شكوكها في مقتله خلال الغارة نفسها.

ورغم عدم تأييد الرأي العام لابن لادن، فإن غضبا شديدا عم باكستان إزاء الانتهاك الأميركي لسيادة باكستان وعدم إبلاغ هذه الأخيرة بالغارة، بدلا من مراجعة العلاقات التي تقيمها البلاد مع الأصوليين الإرهابيين.

لكن البلاد لم تشهد مظاهرات حاشدة العام الماضي ومن غير المتوقع تنظيم تجمعات كثيرة هذا الأربعاء.

وقال المحلل السياسي امتياز غول «الناس يمكنهم أن يروا المآسي التي تسببت بها هذه العقيدة على باكستان. لهذا السبب من غير المفاجئ أنها لم تشهد استنكارا على نطاق واسع بعد مقتل بن لادن العام الماضي، كما أن الناس لن يقوموا بذلك في الذكرى السنوية».