لندن تختار اليوم بين «الاستمرارية» أو «العودة للماضي»

منافسة محتدمة بين المحافظ جونسون والعمالي لفينغستون

صورة أرشيفية لجونسون (يمين) ولفينغستون معا (أ.ب)
TT

يتوجه سكان العاصمة البريطانية اليوم إلى صناديق الاقتراع لاختيار عمدة للندن، بين العمدة المنتهية ولايته، مرشح حزب المحافظين بوريس جونسون، وسلفه الطامح للعودة إلى المنصب، العمالي كين لفينغستون. وتكتسب هذه العملية أهمية تنبع من أهمية المدينة نفسها، وأيضا اختيار الشخصية التي ستتفتح أولمبياد لندن صيف 2012.

وعشية الاقتراع بدا التنافس بين المرشحين متقاربا مع ميلان بسيط إلى المرشح المحافظ. فقد أبرز استطلاع للرأي أجراه معهد «يوغوف» نشرت نتائجه خلال الأيام القليلة الماضية، أن جونسون قد يحصل على نحو 52 في المائة من الأصوات مقابل 48 في المائة من الأصوات لمنافسه لفينغستون. وبدت هذه الأرقام متناقضة مع نسب التأييد للأحزاب الرئيسية. فقد أظهرت الأرقام أن نسبة التأييد لحزب المحافظين، الشريك الأكبر في الائتلاف الحاكم، والذي ينتمي إليه جونسون، انخفضت إلى 29 في المائة، وهي أدنى نسبة تأييد للحزب منذ 2004، بينما ارتفعت نسبة التأييد لحزب العمال المعارض والذي يحسب عليه لفينغستون، إلى 40 في المائة، فيما بقيت نسبة التأييد لحزب الديمقراطيين الأحرار، الشريك الأصغر للائتلاف الحاكم، عند مستوى 11 في المائة.

شغل جونسون (48 عاما)، قبل انتخابه لمنصب العمدة في عام 2008، منصب عضو برلماني. وكان قد بدأ حياته المهنية في مجال الصحافة مع «صحيفة التايمز»، وانتقل لاحقا لصحيفة «ديلي تلغراف». وعين أيضا رئيس تحرير مجلة «المشاهد» في عام 1999. ثم في انتخابات عام 2001، انتخب لعضوية مجلس العموم، وأصبح واحدا من أبرز السياسيين في البلاد. ولا يتمتع جونسون بنسبة تأييد كبيرة وسط الجالية المسلمة في لندن، رغم أن جده الأكبر كان تركيا مسلما يدعى علي كمال بك (1869 - 1922)، وكان هو الآخر صحافيا وسياسيا ووزيرا للداخلية.

أما كين لفينغستون (66 عاما) فيعد واحدا من السياسيين العماليين القدامى، واشتهر بتأييده للقضية الفلسطينية. وكان قد تعرض إلى الفصل من حزب العمال عندما تحدى الحزب الذي رفض ترشحيه لمنصب عُمدية لندن في عام 2008، لكنه قرر المضي في السباق كمرشح مستقل وفاز بالفعل بالمنصب.

ومنذ استحداث المنصب في عهد رئيس الوزراء الأسبق توني بلير في عام 2000، اكتسب عمدة لندن أهمية متزايدة مع الوقت، وهو الآن مخول بوضع خطط وسياسات من شأنها تطوير العاصمة البريطانية. ويعد العمدة مسؤولا عن ميزانية قدرها 14.6 مليار جنيه إسترليني (23.6 مليار دولار) تخصص لخدمات تشمل النقل والشرطة وفرق الإطفاء. وتزامنا مع اختيار عمدة للندن، سيختار سكان العاصمة أيضا «مجلس نواب لندن»، وهو مجلس مكون من 25 عضوا مهمته مراقبة عمل العمدة لضمان تنفيذ وعوده. كما أنه يستجوب العمدة ويحقق في القضايا ذات الأهمية بالنسبة لسكان العاصمة.