سيول: بيونغ يانغ تقترب من إجراء ثالث تجربة نووية

كوريا الجنوبية تتهم الشمال بالتشويش على حركة ملاحتها الجوية

صورة وزعت أمس تظهر الزعيم الكوري الشمالي كيم جونغ أون (وسط) خلال حضوره حفلا موسيقيا في بيونغ يانغ (أ.ف.ب)
TT

أثرت إشارات تشويش مرسلة من كوريا الشمالية على حركة الملاحة الجوية للطائرات المدنية في كوريا الجنوبية لكن من دون تعريضها للخطر، حسبما أعلنت أمس سيول التي تخشى قيام بيونغ يانغ بتجربة نووية ثالثة على خلفية توترات في شبه الجزيرة. ونقلت وكالة الصحافة الفرنسية عن المدير المساعد للجنة الكورية للاتصالات لي كيونغ وو قوله إن «إشارات تشويش لأجهزة جي بي إس (نظام التموضع العالمي) أرسلت من الشمال». وأكدت وزارة النقل الكورية الجنوبية التشويش لكنها لم توضح مصدره.

وبحسب وزارة النقل الكورية الجنوبية فإن 241 رحلة جوية لشركات طيران كورية جنوبية و11 رحلة لشركات أجنبية تأثرت بهذا التشويش منذ السبت. وحذرت السلطات في سيول الطيارين والشركات من هذا التشويش بحسب الوزارة. وكانت سيول اتهمت بيونغ يانغ في السابق بالتشويش على نظام جي بي إس، إلا أن التأثير على حركة الملاحة الجوية المدنية لم يصل يوما إلى هذا الحد.

وفي الأسابيع الماضية تصاعدت حدة التوتر في شبه الجزيرة الكورية بين سيول وبيونغ يانغ. وتتوقع كوريا الجنوبية والولايات المتحدة أن تجري بيونغ يانغ تجربة نووية ثالثة قريبا بشكل يخول الزعيم الجديد الشاب كيم جونغ أون إثبات سلطته. وذكر خبير نووي في حكومة كوريا الجنوبية أمس أن كوريا الشمالية انتهت على ما يبدو من الاستعدادات لإجراء تجربة نووية ثالثة وتنتظر قرارا سياسيا لإجرائها. وقال الخبير إن من المرجح أن تستخدم الدولة الشيوعية اليورانيوم العالي التخصيب في هذه التجربة، وربما تكون قد أنتجت ما يكفي من ذلك اليورانيوم لصنع ما بين 3 و6 قنابل، إضافة إلى مخزونها من البلوتونيوم.

وصرح الخبير الذي طلب عدم الكشف عن هويته للصحافيين أن «كوريا الشمالية أنهت على ما يبدو تحضيرات فنية لتجربة نووية ثالثة. وما تبقى الآن هو القرار السياسي». وقال: إن السلطات الاستخباراتية في كوريا الجنوبية والولايات المتحدة ترصد عن قرب النشاطات في كوريا الشمالية.

وقال الخبير الكوري الجنوبي إن 2000 جهاز طرد مركزي تستطيع إنتاج 40 كلغم من اليورانيوم العالي التخصيب. وعلى افتراض أن المفاعل بدأ العمل في 2009 فربما أنتج ما يكفي من اليورانيوم العالي التخصيب لصنع 6 قنابل. وأضاف أن تحليل نظائر الزينون التي تصل إلى الغلاف الجوي بعد يومين إلى 4 أيام من التجربة ستثبت ما إذا كانت القنبلة تحتوي على البلوتونيوم أو اليورانيوم العالي التخصيب. وبحسب كيم شون - أوه المسؤول في وزارة النقل، فإن التشويش على نظام جي بي إس كان خصوصا في محيط اينشيون أبرز مطار دولي في كوريا الجنوبية قرب سيول.

وقال: إن «السلطات تحقق في مصدر التشويش»، مضيفا «رغم هذا الاضطراب في عمل جي بي إس، لا يوجد خطر جدي على سلامة الرحلات لأن الطائرات تستخدم آليات ملاحة أخرى». وذكر كيم بأن اضطرابا طفيفا في أنظمة جي بي إس للطائرات الماضية سبق أن سجل في السابق «لكن خللا بهذا الحجم أمر غير معتاد على الإطلاق». ولم يشأ ناطق باسم هيئة الأركان الكورية الجنوبية القول ما إذا كان التشويش طال أيضا الجيش. وأضاف: «إن عملياتنا العسكرية تجري من دون مشاكل».

وفي أكتوبر (تشرين الأول) 2010 أعلن وزير الدفاع الكوري الجنوبي آنذاك كيم تاي - يونغ أن كوريا الشمالية استوردت نظاما روسيا يتيح لها التشويش على أنظمة جي بي إس إلى ما يصل لمسافة 100 كلم. وفي مارس (آذار) 2011 أكدت وكالة الأنباء الكورية الجنوبية «يونهاب» أن كوريا الشمالية استخدمت معداتها للتشويش من أجل إلحاق خلل بالاتصالات العسكرية لكوريا الجنوبية ما أدى إلى اضطراب طفيف في عمل الهواتف وتجهيزات الملاحة «جي بي إس» التابعة للوحدات العسكرية قرب سيول. ومنذ وفاة كيم جونغ إيل في منتصف ديسمبر (كانون الأول) الماضي، يتولى قيادة النظام الشيوعي نجله الأصغر كيم جونغ أون الذي يقل عمره عن 30 عاما. وفي الأسابيع الماضية هددت بيونغ يانغ عدة مرات سيول بشن «حرب مقدسة». وفي 13 أبريل (نيسان) الماضي، أطلقت كوريا الشمالية صاروخا قائلة إن هدفه وضع قمر اصطناعي للمراقبة في المدار لكن الغرب اعتبرها تجربة نووية لصاروخ بعيد المدى. وانفجر الصاروخ بعيد إطلاقه. وتشتبه الولايات المتحدة وحلفاؤها لا سيما كوريا الجنوبية في أن كوريا الشمالية تريد إنقاذ ماء الوجه بعد هذا الفشل عبر القيام بتجربة نووية ثالثة. وكانت التجربتان السابقتان في 2006 و2009 حصلتا بعد إطلاق صواريخ.