حي بابا عمرو في حمص.. دمرته القذائف لتسكنه الأشباح

كان يضم 40 ألف والآن لم يعد يقطنه سوى عشرات الأشخاص

طفل سوري يطل من شرفة منزل تبدو عليه آثار قصف مكثف بالرصاص في منطقة الخالدية بحمص أمس (أ.ف.ب)
TT

يعتبر النظام السوري حي بابا عمرو في حمص «معقلا للإرهابيين»، بينما يعتبره معارضو الرئيس بشار الأسد «قلب الثورة», بات هذا الحي اليوم مدمرا تسكنه أشباح تتنقل في صمت بين أنقاض المنازل.

لم يعد هذا الحي الواقع في وسط المدينة أكثر من كومة ركام، بعد أن تعرض طوال شهرين للقصف وسقط فيه مئات القتلى، بحسب الناشطين. فجدران المنازل اخترقها الرصاص والشظايا وثقبتها قذائف الدبابات أو الكوات التي استخدمها القناصة. وكان بابا عمرو يضم 40 ألف نسمة، والآن لم يعد يقطنه أكثر من عشرات الأشخاص الذين بقوا في منازلهم المدمرة.

في شارع مقفر، تجر والدة وابناها حقيبة خضراء. وتقول أم عدنان (55 عاما): «أخذنا بعض الأمتعة. المنزل لم يعد قابلا للسكن. أنا وزوجي مهندسان لكن لا وظائف في المدينة، وبالتالي لا مال لإعادة تأهيلها, أعتقد أننا سنهاجر». لم ينج أي منزل، حيث انهارت غالبيتها كبيوت الكرتون على الرغم من بنائها بالإسمنت، حسب وكالة الصحافة الفرنسية.

«ليسامحهم الله على ما فعلوه بنا»، تقول أم عبده (35 عاما) التي جاءت مع زوجها لإحضار بعض الأمتعة مما كان منزلهما، من دون تحديد من تقصد.

انهار الطابق الثاني في المبنى فسحق السطح الإسمنتي شقتها. وقالت: «أطلقت الدبابات النار على المباني وأحدثنا فجوة في حائط الحديقة كي نلجأ لدى الجيران». ومن منزلهم «اضطررنا أيضا للهروب لأن المعارك اقتربت منا كثيرا. لجأنا لمدة ستة أيام لدى أناس لا نعرفهم»، على ما قالت.

وطلب منها زوجها وابنها خفض صوتها بسبب مرور دورية أمنية في الشارع، فاستجابت. لكن ما إن عادت إلى رواية قصتها ارتفعت نبرتها مجددا. وقالت: «لم يبقَ شيء من الدار التي كنت أقطنها مع زوجي وأولادنا الثلاثة».

وعند سؤالها عن وجود مسلحين أشار المعارضون أنهم «يحمون» الحي الممتد على 2 كلم مربع، وأكد النظام أنهم «أخذوا السكان رهائن» تجنبت الرد. وقالت: «كنا نعيش بسلام».

كان منزلها يقع على خط الجبهة بمواجهة حي الإنشاءات الذي تسيطر عليه القوات الحكومية. وكان شارع الكرامة البالغ عرضه عدة أمتار يفصل بين الطرفين. على كل تقاطع نصبت قوى الأمن حاجزا رفعت عليه العلم السوري وصورة لبشار الأسد.