قتلى وجرحى و200 معتقل في اقتحام جامعة حلب

البيت الأبيض: ربما تكون هناك ضرورة لنهج جديد في سوريا

صورة ماخوذة من موقع «أوغاريت» تظهر قوات الأمن السورية خلال اقتحامها جامعة حلب لتفريق احتجاجات مناهضة للنظام صباح أمس
TT

في حين أعلن عن وصول عدد قتلى أمس، كحصيلة أولية إلى 13 قتيلا، كانت المدينة الجامعية في حلب يوم أمس هي الحدث إثر خروج الطلاب في مظاهرة ليلية تعرضوا خلالها إلى إطلاق نار وسقط منهم أربعة قتلى وعدد من الجرحى إضافة إلى أكثر من 200 معتقل، أعلنت بعدها إدارة الجامعة عن إيقاف الدروس لغاية 13 مايو (أيار) الحالي، نظرا للظروف الحالية بحسب ما جاء على موقع الجامعة الإلكتروني.

وفي هذا الإطار، قال جواد الخطيب، الناطق باسم اتحاد طلبة سوريا الأحرار، لـ«الشرق الأوسط» إنه «عمدت قوات الأمن إلى اقتحام المدينة الجامعية في حلب بعد منتصف ليل أمس، وذلك إثر خروج مظاهرة كبيرة، وأطلقت النار على الطلاب مما أدى إلى سقوط أربعة قتلى وإصابة عدد كبير منهم كما نفذوا حملة اعتقالات واسعة شملت أكثر من 200 طالب، وبعد ذلك، تمّ إفراغ الجامعة من الطلاب بعد إجبارهم على الخروج منها». ولفت الخطيب إلى أنّ جامعة حلب، وهي ثاني أكبر جامعة في سوريا، بعد جامعة دمشق، لعبت دورا مهمّا في تحرّك الشارع في حلب كما ساهمت في تحفيز الطلاب في الجامعات السورية الأخرى على التحرك، وكان قد سقط من طلابها قبل حادثة أمس 5 قتلى. مؤكدا أن المظاهرات في جامعة حلب لم تهدأ منذ نحو 5 أشهر، ويشهد حرمها مظاهرات يومية مطالبة بإسقاط النظام، وأضاف «مع العلم أنّ تعزيزات أمنية كبيرة كانت قد أقدمت إلى محيط الجامعة منذ بدء هذه التحركات، كما أن هناك وجودا لقوات الأمن المدنية في داخل الجامعة». وعن الخطوات الطلابية المستقبلية ضمن تحركات الثورة، قال الخطيب «الحادثة التي وقعت أمس، شكّلت حافزا كبيرا للطلاب في الجامعات السورية حيث خرجت فيها مظاهرات استنكارا لقتل زملائهم، أما دورنا كاتحاد الطلبة في سوريا في الفترة المقبلة، فهو سيكون ضمن حملة إسقاط النظام وذلك من خلال (مظاهرات طيارة)، وتوزيع مناشير تدعو إلى التظاهر وستكون كلّ الجامعات ضمن هذه الحملة ومنها جامعة دمشق رغم كلّ ما يحيط بها من صعاب أمنية وجغرافية».

من جهته، قال المتحدث باسم اتحاد تنسيقيات حلب محمد الحلبي لوكالة الصحافة الفرنسية إن «طلاب الجامعة منعوا من دخول الجامعة وأبلغوا بهذا القرار كما ابلغوا بقرار إغلاق المدينة الجامعية (سكن الطلاب) إلى أجل غير مسمى». وأضاف «اقتحم عناصر الأمن مساكن الطلاب قبل الظهر وطردوا الطلاب ورموا ممتلكاتهم وأحرقوا بعض الغرف».

وأكّد الحلبي ما ذكرته تنسيقيات الثورة السورية، من أنّ عددا كبيرا من المظاهرات خرجت بعد وقوع هذه الحادثة في عدد من أحياء مدينة حلب نصرة لطلاب الجامعة، «وقد واجهت قوات الأمن كل المظاهرات بإطلاق النار لتفريقها». وهذا ما أكّده المرصد السوري لحقوق الإنسان الذي ذكر أنّ مظاهرة خرجت صباح أمس في ساحة جامعة حلب احتجاجا على أحداث المدينة الجامعية، واجهتها قوات الأمن بالقنابل المسيلة للدموع.

ومن جهته أدان البيت الأبيض الهجوم على احتجاج لطلبة سوريين أمس وقال إنه ربما تكون هناك ضرورة لاستخدام نهج دولي جديد إذا فشلت خطة السلام التي تدعمها الأمم المتحدة واتهم الرئيس بشار الأسد بأنه لم يبذل أي جهد لتنفيذها حتى الآن.

وقال جاي كارني المتحدث باسم البيت الأبيض «إذا استمر تعنت النظام فسيتعين على المجتمع الدولي أن يعترف بالهزيمة ويعمل على التصدي للتهديد الخطير للسلام والاستقرار من جانب نظام الأسد».

وأضاف «الانتقال السياسي ضرورة ملحة في سوريا. نأمل بالتأكيد أن تنجح خطة أنان». وقال «لا نزال بناء على أدلة متشككين بشدة في استعداد الأسد للوفاء بشروط هذه الخطة لأنه فشل بوضوح شديد في الوفاء بها حتى الآن».