العولقي من قبره يبرر قتل النساء والأطفال في عمليات «القاعدة»

العدد 9 من مجلة «انسباير» قدم تحية لمحرريها الذين رحلوا ونادى باستخدام «أسلحة كيميائية وبيولوجية» ضد أميركا

العولقي وسمير خان محرر مجلة «إنسباير»
TT

لم يمنع موت رئيس التحرير ونجم مجلة تنظيم القاعدة في اليمن القائمين عليها من إصدار الطبعة التاسعة باللغة الإنجليزية على الإنترنت، وهي المجلة التي تحمل اسم «إنسباير» ويعني «الإلهام». وجاء صدور العدد التاسع متزامنا مع الذكرى الأولى لاغتيال أسامة بن لادن في مدينة أبوت آباد الباكستانية قبل عام.

وكان العولقي، وسمير خان، الرجل الذي يعتقد على نطاق واسع أنه محرر المجلة، والمدون السابق من كارولينا الشمالية، قتلا في هجوم طائرة من دون طيار في سبتمبر (أيلول) العام الماضي في اليمن، وليس من الواضح لماذا تأخر نشر مقالاتهم إلى هذا التاريخ.

وأعلنت المجلة كعادتها في مقالاتها وافتتاحيتها التحدي باستمرارها في نشر «أسوأ كوابيس أميركا». وبرز العولقي، وهو يمني أميركي مولود في نيومكسيكو، بوصفه واحدا من دعاة تنظيم القاعدة البارزين، أما سمير خان، وهو باكستاني أميركي، فقد أسس وأخرج مجلة «إنسباير» التي تضمنت الآيديولوجيات المشتركة وتعاليم «القاعدة» التي تبرر الإرهاب، إضافة إلى أدلة مصورة، حول كيفية «صنع قنبلة في مطبخ أمك»، و«تفجير بالتحكم عن بعد». وتضمنت الطبعة التاسعة من المجلة ذات الألوان الزاهية، النصيحة الأكثر تفصيلا حتى الآن من رجل الدين الراحل العولقي حول كيفية شن هجمات ضد الدول الغربية. ففي مقال من خمس صفحات بعنوان «استهداف سكان البلدان في حالة الحرب مع المسلمين»، يبرر العولقي قتل النساء والأطفال إذا كانوا «بين المقاتلين»، واستخدام الأسلحة الكيماوية والبيولوجية، بالإضافة إلى التفجيرات والهجمات بالأسلحة.

وأصبح تأثير العولقي من خلال كتاباته في المجلة، وأماكن أخرى، واضحا في عدة قضايا إرهابية في أوروبا، والولايات المتحدة. ويقول العولقي إنه «لا ينبغي أن يتم استهداف النساء والأطفال عمدا، لكن إذا كانوا من بين المقاتلين، فإنه يجوز للمسلمين مهاجمتهم». وتابع قائلا «يجوز استهداف سكان البلدان التي هي في حالة حرب مع المسلمين من خلال التفجيرات أو الهجمات أو إطلاق النار أو أشكال أخرى من الهجمات التي تؤدي بشكل لا يمكن تفاديه إلى وفاة غير المقاتلين». وكتب العولقي في المجلة أن استمرار الجهاد له الأولوية عن كل اعتبار آخر، والهجمات بالسلاح مثل تلك التي شنها مسلحون باكستانيون ضد أهداف مدنية في مومباي عام 2008 كانت مشروعة، مضيفا أنه «يجوز للمهاجم إطلاق النار عشوائيا على الحشود». وقد قتل أكثر من 150 شخصا في هجوم استمر ثلاثة أيام حول فنادق وأماكن أخرى في مومباي بالهند.

ويقول العولقي «يجوز استخدام السموم من الأسلحة الكيماوية والبيولوجية ضد المراكز السكانية، وهذا أمر يوصى به نظرا لتأثير الشديد على العدو»، ثم يقتبس عن علماء في الدين تبرير مثل هذه الهجمات، ويخلص إلى أن «أقوال العلماء تبين أنه يجوز استخدام السموم أو غيرها من أساليب القتل الجماعي ضد الكفار الذين هم في حالة حرب معنا».

ولا يوجد دليل على أن تنظيم القاعدة في شبه الجزيرة العربية أو أي جزء آخر من المجموعة الإرهابية قد وضع يده على أي نوع الأسلحة الكيميائية أو البيولوجية.

وفي جزء آخر من المقال، يتحدث العولقي عن حياته في أميركا بعد هجمات سبتمبر عام 2001، ويقول إن «11 سبتمبر كان يوم الثلاثاء.. وبحلول يوم الخميس كان مكتب التحقيقات الفيدرالي يطرق بابي». وتابع أن «الأسئلة كانت تدور حول الهجمات.. كما زاروني مرة أخرى لكن هذه المرة كانوا يطلبون مني التعاون معهم.. وهو أمر أوضحت لهم أنهم لن يحصلوا عليه».

وظهرت «إنسباير» للمرة الأولى على الإنترنت في يوليو (تموز) 2010 مع بعثة لتجنيد المجندين المتطرفين المحتملين في الولايات المتحدة وأوروبا. وعمد محللو الاستخبارات إلى دراسة هذه المنشورة لإلقاء نظرة عن كثب على تنظيم القاعدة في شبه الجزيرة العربية، والذي كان العولقي زعيمه الآيديولوجي والتنظيمي على حد سواء، وفقا لإدارة الرئيس الأميركي باراك أوباما.

وفي تقرير أعدته صحيفة «واشنطن بوست» في بداية هذا العام، نقلت عن محللين استخباراتيين أميركيين، قولهم إنهم يفتقدون «إنسباير»، لأنهم كانوا يعتبرونها «نافذة» تتيح لهم التعرف على طريقة تفكير تنظيم قاعدة اليمن. وفي هذا السياق، أشارت الصحيفة إلى أن العدد التاسع من المجلة الإلكترونية، والذي نشر على الإنترنت أول من أمس، تضمن مزيجا من تقديم التحية لمحرريها الذين رحلوا، مع الجانب العملي من الجهاد العنيف، إضافة إلى كتيب عن صنع القنابل الحارقة ومقطعا صغيرا عن «صفات القاتل في المناطق الحضرية».

وذكرت افتتاحية المجلة «العدد التاسع من مجلة (إنسباير) صدر على الرغم من كل الصعاب، وهذا يشكل خيبة أمل لأعدائنا، فالمجلة سوف تكون أداة فعالة بغض النظر عن الشخص المسؤول عنها».

وأشارت الصحيفة إلى أن «المجلة التي فقدت اثنين من محرريها الأجانب، تشوبها اليوم الأخطاء اللغوية واللغة الركيكة وبعض الأخطاء الإملائية». وبصرف النظر عن مقالات التقدير البراقة لسمير خان الذي وصفته المجلة بـ«وجه الفرح»، فإن العدد الجديد تضمن مقالا من كتابة العولقي، قبل وفاته، يتحدث عن تجربته في الولايات المتحدة، بما في ذلك إلقاء القبض عليه في سان دييغو في عام 1996 لطلبه إحدى فتيات الهوى. ويقول العولقي إن الاعتقال كان «كمينا» لإرغامه على أن يصبح مخبرا للحكومة، التي كانت قد حاولت من دون نجاح التسلل إلى مسجد تحت إشرافه. ويصف كيف أن المرأة - التي تبين أنها ضابطة في الشرطة السرية - قرعت على نافذة حافلته الصغيرة، وما إن فتح النافذة حتى وجد نفسه محاصرا من قبل الشرطة.