كيري: المجلس العسكري واجه صعوبات وضغوطا كبيرة.. ولكنه حاول الوصول إلى أفضل الحلول

طالب السلطات بالتحقيق في أحداث العباسية ووعد بدعم أميركي لاقتصاد مصر

TT

قال السيناتور جون كيري، رئيس لجنة العلاقات الخارجية بمجلس الشيوخ الأميركي، إن المجلس العسكري (الحاكم) في مصر أكد له «بشكل حاسم» أن الانتخابات الرئاسية ستتم في موعدها المقرر يوم 23 مايو (أيار) الحالي، وأشار كيري خلال مؤتمر صحافي عقده في القاهرة أمس، إلى أنه على الرغم من الشعور السائد بالإحباط، لا يزال الأمل كبيرا، خاصة مع إجراء الانتخابات وتشكيل حكومة جديدة، مشدد على أن التحدي الأكبر الذي يواجه البلاد حاليا هو التحدي الاقتصادي، مؤكدا أنه سيفعل كل ما بوسعه لدعم حصول مصر على قرض صندوق النقد إذا كانت هذه هي رغبة الشعب والحكومة المصرية.

وطالب كيري السلطات المصرية بالتحقيق ومعاقبة من قام بأحداث العنف الأخيرة، موضحا أن تلك الأحداث مقلقة، مؤكدا اعتراض الإدارة الأميركية والكونغرس الحاسم على أعمال العنف، وتأكيد واشنطن على أهمية الاعتراف بحق الشعوب في التظاهر.

وأعرب كيري عن اعتقاده بأن التقدم الذي حدث في مصر بعد الثورة يعد «كبيرا» مقارنة بدول ومجتمعات أخرى. وأشار إلى أنه التقى خلال زيارته بالمشير حسين طنطاوي رئيس المجلس العسكري، ورئيس مجلس الشعب الدكتور سعد الكتاتني، ووزير الخارجية محمد عمرو، والمرشح الرئاسي عمرو موسى، كما أجرى اتصالا مع الدكتور محمد مرسي رئيس حزب الحرية والعدالة ومرشح جماعة الإخوان المسلمين في الانتخابات الرئاسية، بالإضافة إلى لقاءات مع ممثلي المجتمع المدني ورجال الأعمال.

وقال كيري إن «المشير طنطاوي كان واضحا معي في تصميمه على أن المجلس العسكري ينوي نقل السلطة ويريد إجراء الانتخابات في موعدها، وأنه سيتخلى عن السلطة فور إعلان نتيجة الانتخابات الرئاسية»، كما أن المجلس يريد العودة للثكنات ونقل السلطة إلى السياسيين، وهم يتفهمون أن أفضل شيء لمصر هو وجود حكومة جديدة منتخبة تستطيع التعامل مع الأزمات التي تمر بها البلاد.

وأعرب كيري عن اعتقاده بأن المجلس العسكري واجه صعوبات كثيرة في التعامل مع المواقف، وأنه واجه ضغوطا كبيرة ولكنه حاول الوصول إلى أفضل الحلول، مشيرا إلى أنه «من الأفضل الآن، بدلا من التركيز على ماذا حدث من أخطاء، البحث عن المستقبل، والجائزة هي رئيس وحكومة جديدة بعد الانتخابات».

وأضاف كيري أن واشنطن تؤمن أن نقل السلطة لحكومة مدنية هو أفضل الفرص من أجل نقل مصر للأمام وتقدمها، قائلا إن «مصلحة الولايات المتحدة ليست في فوز مرشح معين فنحن نحترمهم جميعا، ولكن في إجراء العملية نفسها وشرعيتها». وأعرب عن أمله في أن يتقبل المرشحون في الانتخابات الرئاسية في النهاية النتائج، لافتا إلى استمرار الولايات المتحدة في محاولتها للوصول إلى نظام ديمقراطي في مصر، قائلا إن «الديمقراطية عملية مستمرة».

وردا على سؤال حول أسباب عدم لقائه مع مرشحي الرئاسة هذه المرة باستثناء عمرو موسى مما قد يعطي انطباعا بأن واشنطن تؤازره، قال إن هذا غير صحيح، فقد كان يتمنى لقاء كل المرشحين ولكن كان هناك مرشح آخر هو محمد مرسي لم يسمح جدوله ووقته، فتم تبادل وجهات النظر عبر اتصال هاتفي، كما أن اختلاف المواعيد وقصر وقت زيارته منع لقاءه بكل المرشحين.

وحول وضع الاقتصاد المصري، قال كيري إن تحسين الاقتصاد هو التحدي الأكبر، و«نحن نحث أي حكومة على أن ترسل رسالة للأسواق العالمية لإعطاء ثقة في السوق المصرية وجذب المساعدات والاستثمارات التي ستؤدي في النهاية إلى خلق فرص عمل، خاصة أن معدل النمو في مصر كان 8 في المائة قبل الثورة مما يدل على أن مصر لديها قدرة على فعل ذلك مرة أخرى إذا اتخذت الخيارات الصحيحة»، مؤكدا أنه سيفعل كل ما بوسعه لدعم حصول مصر على قرض صندوق النقد إذا كانت هذه هي رغبة الشعب والحكومة المصرية. وحول المساعدات الأميركية لمصر، أشار إلى أنه بحث هذا الموضوع، مؤكدا أن الرئيس الأميركي باراك أوباما اتخذ القرار الصحيح باستئناف إرسال المساعدات، «لأنها لا تساعد فقط شعب مصر، بل تساعد المنطقة بأسرها في بعض الإطارات، مثل وقف تهريب السلاح والمخدرات ودعم عملية السلام وإحداث نمو في قطاعات التعليم والزراعة والصحة وإدارة المجتمع المدني».

وعما إذا كان بحث موضوع استئناف تدفق الغاز المصري لإسرائيل، قال كيري إن الولايات المتحدة تريد أن ترى استمرار العلاقات المصرية - الإسرائيلية بخلافات أقل، معربا عن اعتقاده بأن هذه مشكلة سيتم حلها بعد الانتخابات الرئاسية.