170 اسما يتصدرهم بن لادن نفسه على قائمة «القاعدة»

بن لادن أبدى قلقه من خسارة تعاطف المسلمين

TT

تحتوي قائمة لـ«القاعدة»، مؤرخة في 7 أغسطس (آب) 2002، عُثر عليها ضمن وثائق بن لادن السرية، على 170 اسما، يتصدرها اسم أسامة بن لادن نفسه. وتمت إضافة بعض الملاحظات إلى جانب العديد من هذه الأسماء لتوضيح ما آلت إليه مصائرهم، وبخاصة أبو عبيدة البنشيري، الذي «لقي حتفه غرقا في بحيرة فيكتوريا» في شرق أفريقيا عام 1996.

وأظهرت وثائق أخرى عثر عليها في مخبأ زعيم تنظيم القاعدة السابق أسامة بن لادن حجم الإحباط الذي كان يعاني منه زعيم «القاعدة» خلال محاولته إعادة تنظيم صفوف تنظيمه المتدهور. وصودرت تلك الوثائق خلال عملية اغتيال بن لادن التي نفذها فريق من القوات الخاصة الأميركية في مخبئه في منزله السري بمدينة أبوت آباد، ونشرت على الإنترنت من قبل مركز مكافحة الإرهاب في الأكاديمية العسكرية الأميركية. وتتضمن تلك الوثائق رسائل متبادلة بين بن لادن ومساعديه، ودفتر يوميات بخط يده.

يشار إلى أن نشر الوثائق تزامن مع احتفال الولايات المتحدة بمرور عام على اغتيال بن لادن. وتتحدث تلك الوثائق المنشورة، المكتوبة في 175 ورقة، عن معلومات ومعطيات خلال الفترة من سبتمبر (أيلول) من عام 2006 وحتى أبريل (نيسان) من عام 2011، ومنها رسائل مبعوثة من زعماء آخرين في التنظيم.

وحملت القائمة اسم عضو آخر في تنظيم القاعدة يدعى حمد الكويتي، والذي تم تسجيله على أنه تعرض «للاعتقال في إنجلترا» في عام 1998، ربما في أعقاب تعرض سفارتي الولايات المتحدة الأميركية لدى كينيا وتنزانيا للتفجير في شهر أغسطس (آب) من العام الماضي، بينما تشير المعلومات المذكورة حول عضو آخر في «القاعدة»، تمت الإشارة إليه باسم «خليفة» فقط، إلى أنه قد «تعاون مع الحكومة العمانية»، وأنه انشق عن تنظيم القاعدة لمساعدة نظام عربي يعد من ألد أعداء «القاعدة».

يبدو أن بعض مقاتلي «القاعدة» الآخرين قد تخلوا عن كفاحهم واختاروا ببساطة العودة لديارهم، حيث تؤكد القائمة أن أبو الحسين الليبي قد «استقال» من هذه الشبكة الإرهابية في عام 1995، بينما يبدو أن عمر الأسواني قد «عاد إلى دياره».

وتوفر القائمة أيضا صورة حية من الضغوط التي تمت ممارستها على أتباع أسامة بن لادن، حيث تعرض عبد الرؤوف المغربي إلى «انهيار عصبي»، كما تم تسجيله في القائمة على أنه يقوم بخيانة بعض «الإخوة في المملكة العربية السعودية». وفي الوقت نفسه، تم تسجيل أسماء أربعة من أعضاء تنظيم القاعدة على أنهم «استشهدوا في الشيشان»، التي سافروا إليها على ما يبدو لمحاربة الجيش الروسي خلال الحرب التي دارت في هذا الإقليم الانفصالي في تسعينات القرن العشرين.

وفي إحدى هذه الرسائل، التي يعود تاريخها لشهر مايو 2010، يبدي بن لادن قلقه حيال سقوط «الضحايا المدنيين من دون جدوى» في صفوف السكان المسلمين، والذي تسببه الاعتداءات التي تنفذها مختلف فروع «القاعدة». وكتب بن لادن يقول «نطلب من كل أمير في المناطق أن يولي اهتماما كبيرا لمراقبة العمل العسكري» و«يلغي هجمات أخرى بسبب احتمال سقوط ضحايا مدنيين دون جدوى». ويتناقض هذا الموقف مع الموقف العام الذي اعتمده الزعيم السابق لتنظيم القاعدة في رسائله الصوتية أو عبر الفيديو، بحسب ما قال «مركز مكافحة الإرهاب» في دراسة أولية بعنوان «رسائل أبوت آباد» مرفقة بالوثائق السبع عشرة. وكتب «مركز مكافحة الإرهاب» يقول «بخلاف تصريحاته العلنية التي كانت تشدد على الظلم الذي يسببه أعداء المسلمين (يقصد المسؤولين الغربيين) الكافرون، وأسيادهم (الغربيون)، يشدد بن لادن في رسائله الخاصة على الآلام التي يعانيها المسلمون ويسببها أشقاؤهم الجهاديون».

وعبر بن لادن عن قلقه حيال خسارة تنظيمه تعاطف المسلمين، ووصف العمليات التي يسقط فيها قتلى من المسلمين بأنها «أخطاء».

كما تشير الوثائق المنشورة إلى أن بن لادن ركز على مهاجمة الأميركيين وعلى وضع خطط لقتل قادتهم، وكان يأمل في مهاجمة طائرة تقل الرئيس الأميركي باراك أوباما، كما خطط لإصدار بيان عن بدء مرحلة جديدة لتصحيح الأخطاء السابقة. ويشير بن لادن في هذه الوثائق أيضا إلى «أشقاء باكستانيين موثوقين» غير أنه لم يذكر اسم أي منهم. وقد عثر على الوثائق في 5 حواسيب، وعشرات الأقراص الصلبة، وأكثر من 100 جهاز تخزين، صودرت من منزل بن لادن بعد مقتله. ولم يشر المتحدث باسم مكتب مدير الاستخبارات الوطنية مايكل برمنغهام، إلى نسبة المواد التي ستنشر، لكنه أشار إلى أن بعض الوثائق ستبقى سرية لأسباب أمنية وعملياتية.

وفي الإجمال، فإن بعض الوثائق التي نشرت من بين الآلاف التي عثرت عليها القوات الأميركية الخاصة في أبوت آباد، تصف تنظيما منقسما يبدي زعيمه القلق حيال فعاليته والمستقبل.