حملات اعتقال واسعة في دمشق وريفها وقصف في ريف حماه

الجنرال مود: على الجيش السوري أن يقوم بالخطوة الأولى لوقف العنف

رئيس بعثة المراقبين بسوريا الجنرال النرويجي روبرت مود يتحدث لسكان منطقة عربين بحماه أمس (رويترز)
TT

استمرت حملات الدهم والاعتقال في مدينة دوما لليوم التاسع على التوالي في ريف دمشق، من جهة مشفى حرستا العسكري وحملة مداهمات وتفتيش واعتقالات في مناطق خلف البلدية وجامع الشكر وطريق الملعب وشارع جمال عبد الناصر ومدخل الحجارية وخلف المقبرة وطريق مشفى حرستا العسكري، وشوهدت السيارات العسكرية تخرج من المدينة محملة بالمسروقات من أغذية ومفروشات ودراجات نارية.

كما اقتحمت قوة ضخمة من الجيش النظامي مدينة زملكا مدعومة بناقلات جند ومصفحات ومضادات الطيران شيلكا وباصات وسيارات خاصة تقل شبيحة وقوات أمن.

وفي مدينة مضايا التابعة للزبداني، تفاعلت قصة اختطاف حافلة ركاب صغيرة تقل نحو 14 شخصا، ليل أول من أمس من مركز انطلاق الحافلات في بلدة السومرية في ضواحي دمشق وكانت الحافة متوجهة إلى مضايا، وكانت الحافلة تقل تسع شابات وعائلة عراقية من أب وأم وطفل، ورجل آخر والسائق، واتهم ناشطون شبيحة النظام باختطاف الحافلة بهدف المقايضة لتحرير مختطفين من الشبيحة لدى الجيش الحر في مضايا، وقالوا إن الجيش الحر يحاول استرجاع المختطفين الذين كانوا في الحافلة دون أي تفاصيل أخرى.

وفي حماه، قتل الطفل يزن الترك ابن لاعب نادي النواعير السابق بكرة اليد عبد الحكيم الترك متأثرا بجراحه بعد إصابته بتفجير عبوة ناسفة بحي الكرامة (حي البعث سابقا) في حماه.

وفي ريف حماه، قال ناشطون إن قوات النظام قامت بقصف بلدة غرناطة القريبة من مدينة الرستن، كما تعرضت منازل قرية العسيلة المطلة على نهر العاصي إلى قصف بالرشاشات أسفرت عن سقوط قتيل وعدة جرحى، وفي مدينة طيبة الإمام، استمرت حملة المداهمات لليوم الثالث على التوالي، مع اقتحام من عدة محاور مدعومة بأعداد كبيرة من الشبيحة وعناصر الأمن والجيش حيث جرى اعتقال العشرات ونهب وتخريب المنازل.

ومن جهته, اعتبر رئيس فريق المراقبين الدوليين في سوريا الجنرال روبرت مود أمس أن على الجيش السوري أن يقوم بالخطوة الأولى لوقف أعمال العنف. وقال للصحافيين في حمص (وسط): «عندما يستخدم فردان كل أنواع الأسلحة من هو الأول الذي ينبغي أن يرفع إصبعه عن الزناد؟ من ينبغي أن يقوم بالخطوة الأولى؟ برأيي إنه الأقوى الذي يتعين عليه القيام بها».

وردا على سؤال عما إذا كان يتحدث عن القوات النظامية أجاب: «كنت أشير إلى الحكومة (السورية) والجيش. لديهما القوة وهما في موقع يتيح لهما ذلك ويتحليان بما يكفي من المروءة للقيام بالخطوة الأولى في الاتجاه الصحيح».

وفي مؤتمر صحافي في حمص أعلن من جهة أخرى أن أعضاء بعثته التي وصلت طلائعها إلى سوريا في 16 أبريل لم يواجهوا أي عقبات في تنقلاتهم من جانب سلطات دمشق. وأوضح أن «نقطة الانطلاق هي أننا تلقينا تعهدا واضحا وجليا من جانب (الطرفين) المتحاربين حيال إرادتهما في المضي قدما نحو تخفيف العنف لكن هناك الكثير من الارتياب».

وأضاف: «في بعض الأماكن المحددة لاحظنا جهودا أكثر من جانب القوات الحكومية السورية. لقد رأينا بالتالي مؤشرات إيجابية على الأرض».

والجنرال مود الذي توجه الخميس إلى حماه (وسط) وحمص وهما نقطتان ساخنتان في حركة الاحتجاج حيث التقى المحافظين ومقاتلين من المعارضة ذكر أن هدفي بعثته هما السهر على وقف العنف وتطبيق خطة الموفد الدولي كوفي أنان التي تتضمن ست نقاط. أما بالنسبة إلى تحرك المراقبين فلفت مود إلى أن كل شيء يسير بشكل طبيعي. وقال: «هل نواجه عقبات في حرية تحركنا؟ جوابي هو لا. لقد وضعنا خططنا وتوجهنا إلى حيث أردنا ولم نلق أي عقبة». واعتبر أن نجاح مهمته يمر بوقف العنف. وقال: «أدعو كل الأطراف إلى وقف العنف! وكل من يعتقد أن العنف هو الحل يخدع نفسه. العنف يولد العنف».

وأوضح الجنرال مود: «لسنا وكالة لتوزيع المساعدات الإنسانية والخدمات. نحن نقوم بجمع المعلومات وننقلها إلى وكالات الأمم المتحدة التي يكمن دورها في التحرك في هذه المجالات».

وأعلن الجنرال أنه سيكون هناك ثمانية مراقبين عسكريين غير مسلحين اعتبارا من الجمعة في درعا (جنوب) و12 في حمص وثمانية في حماه وأربعة في ادلب (شمال غرب). واعتبر أن وجود المراقبين له تأثير إيجابي. وقال: «منذ وصولي تراجع قصف المدفعية ومدافع الهاون».

ومن جهته، ذكر المرصد السوري لحقوق الإنسان أنّ قوات النظام نفذت في محافظة ريف دمشق حملة مداهمات منذ الصباح في الأراضي الزراعية المحيطة بمدينة حرستا، وفي منطقة الملعب بمدينة دوما. وأفاد بقتل ستة مواطنين من مدينة منبج بريف حلب بينهم طفل وامرأة وذلك إثر إطلاق الرصاص على حافلة كانت تقلهم قرب بلدة سراقب على طريف حلب دمشق. وذكر اتحاد تنسيقيات الثورة أن قوة ضخمة من عصابات الأسد تقتحم منطقة زملكا في ريف دمشق.

كما لوحظ أمس استنفار أمني كبير في أكثر من حي من أحياء دمشق، حيث شوهد خلال صباح أمس عدد من الآليات عسكرية منتشرة على أوتوستراد العدوي عند المشاتل وكلية الزراعة، كما تم إغلاق طريق كلية الزراعة من جهة العدوي ومن جهة برزة منطقة البساتين، كما انتشرت قوات النظام على طول الطريق من مشفى ابن النفيس حتى الفيحاء في الميسات، وقال ناشطون إن إغلاق تلك المناطق ضمن فرض حصار على حي برزة، في حين قالت مصادر أخرى قريبة من السلطة إن ضابطا في إدارة مشفى تشرين العسكري تعرض لمحاولة اغتيال هناك.

وأضافت المصادر أن «قوات الأمن رصدت ثلاثة (إرهابيين) أثناء محاولتهم زرع عبوة ناسفة في حديقة في منطقة أوتوستراد العدوي، وجرى تتبعهم وتم الوصول لخلية إرهابية تضم 12 (مسلحا) وجرى إلقاء القبض عليهم» في حين اقتحمت قوات الأمن حي برزة مدعومة بالمصفحات ومضادات الطيران، وقامت بحملة اعتقالات واسعة، كما تم جمع عدد من المطلوبين في الساحة الرئيسية وتم ضربهم وإهانتهم».

وقال ناشطون إن أكثر من 500 شخص اعتقلوا في أحياء التضامن ودف الشوك وحي الزهور، صباح أمس، بينهم ذكور خمس عائلات بالكامل، وترافقت المداهمات مع سرقة ذهب وأموال وتخريب للمنازل التي جرى اقتحامها.

وقالت الهيئة العامة للثورة السورية إن الجيش النظامي قصف قرى سهل الغاب وجبل شحشبو في ريف حماه. وبثت مواقع الثورة صورا قالت إنها التقطت في حي التضامن بدمشق، تظهر جنديا يطلق النار باتجاه متظاهرين، وصورا أخرى لمظاهرة نسائية خرجت في حي الملعب البلدي بمدينة حمص للمطالبة بإسقاط النظام، وصورا لمظاهرة خرجت في حي الميدان بمدينة دمشق تضامنا مع المدن التي تتعرض لهجمات من قوات النظام.

ونفذت منطقة عين الحمرا في إدلب حملة مداهمة واعتقالات عشوائية وسط إطلاق رصاص نار، وسُمع بعد ذلك دوي انفجارين قويين من الحاجز الموجود في المنطقة. وأفاد الناشطون بأنّه، وبعد الإفراج عن عدد قليل من المعتقلين، مساء أول من أمس، استيقظ أهالي المدينة على حملة مداهمات واعتقالات عشوائية تقوم بها قوات الشبيحة والأمن في منطقة الكورنيش وخلف البلدية، وأنّ عدد المعتقلين وصل إلى 100، بعدما تمت محاصرة هذه المناطق ومنع الدخول إليها والخروج منها.

من جانب آخر، انفجرت عبوة ناسفة بسيارة «بي إم دبليو» تابعة للجيش النظامي، في منطقة البرامكة وسط العاصمة دمشق، دون أن توقع أي خسائر سوى تحطم السيارة المستهدفة، وفي مخيم اليرموك غرب مدينة دمشق سمع صوت تفجير صوتي في شارع 30 عند سوق السيارات استهدف سيارة مرسيدس بيضاء تابعة للجيش النظامي، وكانت السيارة تقل أربعة أشخاص بلباس عسكري ولم يسفر التفجير عنه إصابات تذكر. وذكر الناشطون أن محطة بعثة المراقبين الدوليين كانت يوم أمس في منطقة أريحا في إدلب، لافتين إلى أنهم رفضوا التحدث مع الناشطين، كما ذكرت مواقع الثورة أن الناشط إسماعيل علي الشيخ حيدر، نجل رئيس الحزب القومي السوري المؤيد للنظام السوري، ورفيقه، فادي عطاونة، قتلا في كمين نصبته لهما قوات الأمن على طريق حمص مصياف، أمس. وبث ناشطون صورا لشاب ملثم شارك في مظاهرات سابقة للمطالبة بإسقاط النظام قالوا إنه الشاب إسماعيل علي حيدر.

وبينما ذكرت وكالة الأنباء السورية أن حيدر ورفيقه اغتيلا على أيدي من سمتهم عصابات إرهابية مسلحة، قال ناشطون إن طريق حمص مصياف لا يوجد فيها إلا حواجز الشبيحة والأمن واللجان الشعبية.