الغنوشي للقرضاوي: أنت شيخ الثوريين

جدل في تونس حول الزيارة

TT

قال الشيخ القرضاوي رئيس الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين الذي بدأ زيارة إلى تونس مساء الخميس، إن «الديمقراطية ليست كفرا كما يدعي البعض بل هي التوبة ذاتها». وأضاف في اجتماع شعبي نظمته حركة النهضة الإسلامية على شرفه في قبة رادس الواقعة في الضاحية الجنوبية للعاصمة التونسية، أن الديمقراطية التي أتت بها الثورات العربية هي ديمقراطية الله لعزة الإسلام. وكان الشيخ راشد الغنوشي رئيس حركة النهضة قد وصفه عند استقباله في مطار تونس قرطاج بـ«شيخ الثوريين» وقال إن يوسف القرضاوي هو من صنع الثورات العربية وهو الداعم الأكبر لها.

زيارة القرضاوي إلى تونس والتي تتواصل لمدة ثلاثة أيام لم تخل من ردود فعل متباينة، ورفعت في مواجهتها شعارات متعددة رافضة للزيارة. وتوجهت أطراف سياسية باتهامات للقرضاوي من بينها «لا مكان لعلماء السلطان وفقهاء الناتو في تونس»، وتم التشهير بموقفه الداعم لنظام الرئيس التونسي السابق زين العابدين بن علي أشهرا قليلة قبل سقوطه. كما سرت أنباء قبل أيام من وصوله إلى تونس، عن رفض الإمام الخطيب بجامع عقبة بن نافع بالقيروان اعتلاء القرضاوي لمنبر الجامع، إلا أن الطيب الغزي إمام جامع عقبة سارع إلى نفي الأمر مؤكدا أنه يرحب بالقرضاوي وأنه «غير رافض لاعتلائه المنبر» وأضاف أنه ممن تأثروا بالقرضاوي وفكره الوسطي المعتدل منذ فترة شبابه. ونسب الموقف الرافض إلى إسلاميين متشددين قال إنهم «يكنون حقدا لشيوخ الزيتونة» وهم من أرادوا توجيه رسالة إلى الشيخ القرضاوي على لسانه.

ومثلت زيارات الدعاة الإسلاميين من المشرق العربي مناسبة لإثارة جدل سياسي واسع حول دعمهم غير المباشر لحركة النهضة التي تقود تونس بعد فوزها في الانتخابات. وكانت آخر زيارة للداعية المصري وجدي غنيم التي رافقتها احتجاجات وتهم متبادلة بين شق مناد بتكريمه وآخر مطالب بتجريمه لمساندته لختان البنات.

وإلى جانب برنامج الزيارة الرسمية للشيخ القرضاوي وتوجهه إلى مدينتي سوسة وقابس بعد تونس والقيروان، من المنتظر أن يفتتح أول مقر للاتحاد العالمي لعلماء المسلمين في تونس كما سيطرح على الشيخ راشد الغنوشي فكرة خلافته على رأس الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين. وتتنازع حركة النهضة مع الاتحاد حول الغنوشي فهي تسعى من خلال تسريبات صحافية متعددة إلى الإبقاء على الغنوشي في رئاسة الحركة بعد أن مكنها دعمه الكبير من الفوز في انتخابات المجلس التأسيسي كما يعتبر المهندس الأساسي لسياسة الحركة وتعاملها مع بقية الأطراف السياسية وقد هب لإنقاذها في أكثر من مناسبة.