طيف «القاعدة» في ميدان العباسية

هتافات في ذكرى بن لادن.. وظهور للظواهري الصغير

سيارات الإسعاف تتحرك بصعوبة بين المتظاهرين لنقل عشرات المصابين وسط إطلاق لقنابل الغاز المسيل للدموع ودوي الرصاص (أ.ف.ب)
TT

في ذكرى مقتله، كان أسامة بن لادن، زعيم تنظيم القاعدة السابق، حاضرا بقوة في ميدان العباسية (شرق القاهرة)، أمس، حيث احتشد الآلاف في مليونية حملت اسم «النهاية»، احتجاجا على سقوط 9 قتلى في اشتباكات بين معتصمين من أنصار المرشح السلفي المستبعد من سباق الرئاسة حازم صلاح أبو إسماعيل ومجهولين قبل أيام. ووصلت مسيرة تضم عشرات السلفيين إلى محيط وزارة الدفاع ورددت هتاف «صور.. صور يا أوباما كلنا هنا أسامة»، في إشارة إلى أسامة بن لادن الذي قتلته القوات الأميركية في باكستان العام الماضي.

وقبل يومين شارك محمد الظواهري شقيق أيمن الظواهري، الزعيم الحالي لتنظيم القاعدة، في مظاهرة وزارة الدفاع، وتناقلت وسائل إعلام محلية ظهور ملثمين مصاحبين للظواهري، مما عزز مخاوف من احتمالات تراجع الإسلاميين المعتدلين وبروز الأصوليين المتشددين.

وبينما صرحت مصادر شرطية بأن كمائنها على الطرق السريعة نجحت ليلة أول من أمس في ضبط أسلحة محلية الصنع في طريقها إلى اعتصام العباسية، قال الناشط السياسي وائل عبد الفتاح إنه شاهد أسلحة في خيام معتصمي العباسية.

ورغم سقوط قتلى خلال ثورة 25 يناير العام الماضي، واستمرار نزيف الدم على مدار العام المنصرم في مواجهات بين قوات الأمن وشباب الثورة، ظلت القوى السياسية وائتلافات الشباب تفخر بسلمية الثورة، لكن مخاوف جدية من انحراف المسار تهيمن على المشهد السياسي في البلاد قبيل انتخابات الرئاسة نهاية الشهر الحالي.

وجابت مسيرة تضم العشرات من السلفيين ميدان العباسية واقتربت من وزارة الدفاع وتمركزت أمام الأسلاك الشائكة، وردد المشاركون فيها هتافات «صور.. صور يا أوباما كلنا هنا أسامة»، وأيضا «عائد عائد يا إسلام حاكم حاكم يا قرآن»، ورفعوا أعلاما سوداء مكتوبا عليها «لا إله إلا الله».

ويقول نشطاء إسلاميون إنهم لاحظوا ظهور عناصر من البلطجية خلال الاشتباكات الأخيرة وقد أطلقوا لحاهم، وأوضح أحمد عبد العليم وهو شاب سلفي شارك في اعتصام العباسية أن لدى المعتصمين شكوكا بشأن قيام ملتحين بإفزاع أهالي العباسية عبر اقتحام عدد من المحال والمقاهي.

وأعلنت قوى سياسية في وقت سابق تحفظها على اعتصام أنصار المرشح المستبعد من الانتخابات الرئاسية أمام مقر وزارة الدفاع، لكن سقوط قتلى في المواجهات دفع ائتلافات الثورة لدعم المعتصمين.

ومنذ نجاح الثورة المصرية في الإطاحة بنظام مبارك برزت التيارات الإسلامية بقوة، ونجحت في الهيمنة على مقاعد البرلمان المصري بغرفتيه، وطالت مظاهر يعتبرها الإسلاميون جزءا من الدين جهاز الشرطة الذي دخل في صراع قانوني مع ضباط أطلقوا لحاهم، في سابقة لم تشهدها من قبل الوزارة.