الإفراج عن شقيق قاتل رابين وسط احتجاجات

أدين قبل أكثر من 16 عاما بتهمة التآمر على القتل

هاغاي عمير محاطا بأفراد أسرته وأصدقائه لدى خروجه من السجن أمس (أ.ف.ب)
TT

أثار إطلاق سراح هاغاي عمير الذي أدين بتهمة التآمر مع شقيقه ييغال عمير المحكوم بالسجن مدى الحياة، بعد إدانته واعترافه بقتل رئيس الوزراء الإسرائيلي إسحق رابين - ضجة في إسرائيل، ومواجهات بين ناشطي اليسار الذي يعارضون الإفراج عنه، ونشطاء اليمين الذي يؤيدونه.

وكانت إسرائيل قد أفرجت عن عمير الشقيق بعد 16 عاما ونصف العام من مقتل رابين في 4 نوفمبر (تشرين الثاني) من عام 1995 في ميدان وسط تل أبيب بينما كان يشارك في مظاهرة دعما لاتفاق أوسلو الذي وقعه مع منظمة التحرير الفلسطينية في البيت الأبيض الأميركي في 13 سبتمبر (أيلول) من عام 1993.

وحسب ما أوردت وسائل الإعلام الإسرائيلي، فقد استقبل هاغاي عمير الذي قضى أعوام السجن في زنزانة انفراديا، من قبل أفراد أسرته عند بوابة سجن أيلون قبل نقله إلى مستوطن شافي شيمرون جنوب شرقي مدينة طولكرم في شمال الضفة الغربية. وكان حاضرا أيضا نشطاء يساريون ينتمون لحزب «ميريتس» جاءوا للتعبير عن غضبهم إزاء الإفراج عنه. وقال بعضهم لأفراد أسرة عمير: «سنعمل على إزالة البسمة عن وجوهكم». وعقب رئيس «ميريتس درور موراغ» الذي كان حاضرا، على عملية الإفراج بالقول «نحن هنا للحيلولة دون (الإفراج عن) ييغال عمير. يجب أن نتذكر أن هذا الرجل حتى الآن لم يندم على أفعاله كما لم يعتذر عنا». وأضاف «إنه يحظى بدعم حاخامات وأناس آخرين يؤمنون به. لم يسدد بعد دينه للمجتمع. إنه لم يقتل رئيس وزراء فحسب، بل ديمقراطية بأكملها. نحن اليوم وسنكون دوما هنا، لتذكيره بفعلته».

ووصف إيال ماونتر، من حركة الشباب العامل والمتعلم، يوم الإفراج عن عمير «بيوم حزين للديمقراطية الإسرائيلية.. في هذا اليوم وبعد 16 سنة ونصف السنة، يفرج عن رجل تآمر على اغتيال رابين.. ليس هذا فحسب، بل إنه وطيلة هذه الفترة لم يعبر عن أسفه على أفعال شقيقه.. نحن نقف ضد من يؤيد هاغاي عمير».

وهدد ناشطو حراس العمل الشباب، بأنهم سيتظاهرون أمام منزل أسرة عمير في حي نيفيه أكل بمدينة هرتسيليا الساحلية، احتجاجا. وقال ميشال سيلبيبيرغ، أحد سكان المدينة، ويرفض حتى التلفظ باسم العائلة: «سنكون هناك للاحتجاج كشباب في الحركة العمالية وسكان هرتسيليا». وأضاف «لن ننسى ولن نسامح. وسنذكّره بفعلته الحاقدة كل عام». وكتبت حفيدة رابين، نوا روثمان، على صفحتها في الـ«فيس بوك»: «أتساءل أحيانا إذا ما كان أسهل بالنسبة لي أن أربي أطفالي في مكان آخر.. 16 سنة ونصف السنة مرت ولا تزال تؤلم كما لو أنها حدثت بالأمس.. أود أن أصرخ.. ولكن، ماذا بمقدوري أن أقول؟ لن أتخلى عن هذا المكان.. سأعض على شفتي، وكذلك أسرتي، وسنحترم ديمقراطيتنا وندافع عنها.. على أمل أن تفعل الشيء ذاتها لنا».

واشتبك نشطاء اليمين المتطرف مع نشطاء اليسار، مؤكدين حقه في الإفراج. وقال نعوم فريدمان «الرجل يستحق الإفراج ويستحق أن يتلقى التهاني.. هاغاي عمير لم يفعل شيئا.. إن دولة إسرائيل لم تصدق أن ييغال عمير تصرف بمفرده وسعت لإيجاد منظمة سرية.. هاغاي لم يفعل شيئا ولم يكن حتى يعلم بوجود مؤامرة لقتل رئيس الوزراء». وحسب فريدمان، فإن رابين تسبب في قتل آلاف اليهود.وقال «أنا لا أؤيد القتل، ورغم ذلك فإنني حتى الآن لم أذرف الدمع عليه. سنستقبل عمير بحرارة وسنرتب له حفلا».

لكن أهالي مستوطنة شافي شمرون التي انتقل إليها عمير لا يشاطرون فريدمان الرأي، فقد باشروا بالاحتجاج لدى سماعهم أن عمير سيزور مستوطنتهم، ورفعوا لافتات تقول «قتل.. هذه ليست طريقتنا». وقل أحد سكان المستوطنة «إن السكان يستنكرون هذه الزيارة ويستنكرون أيضا أي شيء له علاقة باغتيال رابين». وأضاف «إن هذه الزيارة التي تزعج سكان (المستوطنة) خاصة. لا نستطيع أن نمنعها، ولكننا بالتأكيد لسنا سعداء بها». وتابع القول «إن هذا الرجل غير مرحب به في المستوطنة والأفضل له ألا يصل.. هناك مناطق أفضل وهواء أنقى.. يجب ألا يأتي إلى هنا حتى لا يلطخ مستوطني شامرون. إنه لأمر مشين حتى لو كانت الزيارة خاصة.. ونأمل ألا يصل هاغاي عمير».