البشير مخاطبا الجنود وقوات الدفاع الشعبي في قيادة منطقة تلودي العسكرية: سنصلي الجمعة القادمة في كاودا

كرتي يجدد شرط عودة العلاقات الطبيعية مع جوبا بحل القضايا الأمنية.. وكلينتون تطالب السودان بوقف غاراته على الجنوب

TT

حيا الرئيس السوداني عمر البشير صمود القوات المسلحة والقوات النظامية الأخرى وقوات الدفاع الشعبي، وبسالتهم في الدفاع عن تلودي في ولاية جنوب كردفان. وقال لدى مخاطبته الجنود وقوات الدفاع الشعبي في قيادة منطقة تلودي العسكرية «إن زيارته لتلودي تجيء لنقل تحية الشعب السوداني كله لأن الهجوم الأخير على تلودي كان الهدف منه إجهاض فرحة الشعب السوداني بالانتصارات التي تحققت في هجليج».

وأضاف البشير «إن القوات المسلحة والمجاهدين والقوات النظامية الأخرى الذين دحروا الهجوم الغادر الأخير على تلودي أفرحوا الشعب السوداني ورفعوا رأسه عاليا. وإننا إذ نصلي اليوم الجمعة (أمس) في تلودي نأمل أن نصلي الجمعة القادمة في كاودا».

وقال البشير «إن حكومة جنوب السودان التي قالت إنها دخلت هجليج وزعمت أنها لم تنسحب منها ورفضت مناشدات الأمم المتحدة والمجتمع الدولي عادت وادعت أنها ستسحب قواتها من هجليج، على الرغم من أنها تركت أكثر من ألفي قتيل». وأضاف أن منطقة تلودي ليست غريبة عليه وأنه قاتل مع قوات الهجانة في نهاية الثمانينيات ويعرف مدى قدرتهم القتالية، مضيفا أننا نريد منهم أن يلقنوا العدو درسا لن ينسوه، قائلا «إننا سنقف معهم حتى يتم تطهير المنطقة من كل خائن وعميل. وعهدنا بكم أن يأتي قائد الفرقة ويبلغنا برفع التمام بإخلاء ولاية جنوب كردفان من كل آثار للتمرد».

إلى ذلك، جدد وزير الخارجية علي كرتي اشتراط الحكومة بعودة العلاقات الطبيعية بين السودان ودولة جنوب السودان بتجاوب الأخيرة مع مسألة القضايا الأمنية وإزالتها من وجه العلاقة بين البلدين، مؤكدا أنه ستكون هناك مصالح وعلاقات وفوائد لمواطني البلدين. وقال «انظر إلى اتفاق الحريات الأربع الذي وأدته حكومة جنوب السودان بالهجوم على هجليج».

وأوضح في برنامج «مؤتمر إذاعي» الذي بثته الإذاعة السودانية القومية أمس أن «الأجانب الأربعة الذين تم اعتقالهم كانوا في هجليج والتي جرت فيها معركة كبيرة، فكيف لمواطن مدني أن يتجول فيها بمعدات وعربات؟!»، مبينا «إن هذه شكوك تجرى فيها تحريات وتحقيقات».

وقال كرتي إن جهد وزارة الخارجية في إدارة المعركة الدبلوماسية قبل وأثناء وبعد معركة هجليج لم يكن قاصرا على الوزير فقط، مؤكدا أنه لم يكن جهد فرد وإنما تضافر عدة عوامل ومكونات في وزارة الخارجية في الرئاسة بالخرطوم وبعثاتنا الخارجية خاصة في الأمم المتحدة.

وقال «إن كلمة السودان وجدت صدى خلال الفترة الماضية لأن الحركة الشعبية خلال معارضتها كحركة أو مشاركتها في الحكومة قبل الانفصال كانت تجد تجاوبا معها من المجتمع الدولي والإقليمي وكأنها (ضحية)، ولكننا في الفترة القريبة الماضية استطعنا دحض هذا الدور (المدعى) من الحركة بأنها ضحية لنا، وبعد الانفصال جاء موضوع هجليج وهو امتداد لوقفة مستمرة وقفتها وزارة الخارجية للمنافحة والمناجزة في هذا الباب لأن هذه القضية قضية عمل خارجي».

وحول موضوع وساطة الإيقاد والاتحاد الأفريقي، أعلن كرتي «أن السودان يرفض دخول الإيقاد كوسيط بسبب وجود أوغندا في هذه المنظومة»، مضيفا أن «عمل الإيقاد اقتصادي لا علاقة له بالأمن والسلم والشؤون السياسية».

وفي بكين، طالبت هيلاري كلينتون وزيرة الخارجية الأميركية أمس السودان بوقف غاراته الجوية على جنوب السودان، وذلك قبل ساعات من انتهاء فترة الإنذار الذي وجهه مجلس الأمن. وقالت كلينتون في بكين لمحاوريها الصينيين، «يجب أن نستمر معا في توجيه رسالة قوية إلى الحكومة السودانية التي يتعين عليها بموجبها أن توقف فورا ومن دون شروط كل الهجمات خارج حدودها وخصوصا غاراتها الجوية الاستفزازية».

وتشارك وزيرة الخارجية الأميركية في العاصمة الصينية في «الحوار الاستراتيجي والاقتصادي» الصيني - الأميركي الذي يعقد سنويا.

وفي بيان مشترك صدر بعد الحوار، شددت الولايات المتحدة والصين على «أهمية التشجيع على علاقة سلمية وحوار بناء بين حكومتي السودان وجنوب السودان حول المسائل الثنائية».

وقال العبيد أحمد مروح المتحدث الرسمي باسم وزارة الخارجية السودانية لـ«الشرق الأوسط» أمس، تعليقا على مطالبة كلينتون من بكين السودان بوقف غاراته الجوية على جنوب السودان، «إن السودان لا يباشر أي عمل عسكري خارج أراضيه، وليس له الرغبة في ذلك، ولكنه لن يوقف القتال ما لم تنسحب قوات جنوب السودان من أراضيه».

وكان مجلس الأمن الدولي أصدر قرارا الاربعاء الماضي دعا فيه السودان وجنوب السودان إلى وقف الأعمال العدائية خلال 48 ساعة تحت طائلة فرض عقوبات اقتصادية ودبلوماسية عليهما.

من جهة أخرى، اتهم جنوب السودان السودان أمس بمهاجمة مواقعه العسكرية في منطقة نفطية مما يخرب فرص وقف إطلاق النار المنتظر بين الجارتين لكن الخرطوم نفت هذا الاتهام.

وشهدت الحدود الممتدة لمسافة 1800 كيلومتر بين البلدين هدوءا إلى حد كبير خلال اليومين الماضيين مما أنعش الآمال في إمكانية بدء البلدين محادثات لإنهاء سلسلة من الاشتباكات بسبب صادرات النفط وترسيم الحدود والجنسية وهي النزاعات التي وضعت البلدين على حافة حرب شاملة.

وقال فيليب أقوير المتحدث باسم جيش جنوب السودان في تصريحات صحافية إن الخرطوم عادت للهجوم أمس. وقال «اليوم (أمس) هاجموا مواقعنا بالمدفعية في تشوين ولالوب وباناكوش». وأضاف أقوير «إن الطائرات الحربية السودانية قصفت أيضا منطقة لالوب في ولاية الوحدة في جنوب السودان يوم الخميس وإن موقعا للجيش الشعبي لتحرير السودان تعرض للقصف في تشوين».

ونفى العقيد الصوارمي خالد سعد المتحدث الرسمي باسم القوات المسلحة السودانية ذلك. وقال العقيد سعد «إن هذه المزاعم ليست صحيحة وإن الحقيقة هي أنه على الأرض يوجد أعداء آخرون مثل جماعات المعارضة لجنوب السودان».

وقال العقيد سعد «من جانبنا أعلنت الدولة التزامها بقرار مجلس الأمن الدولي بوقف العدائيات.. لكن الطرف الآخر ما زالت له قوات داخل أراضينا واحتلاله لمنطقتي سماحة وكفن دبي يعني أنهم لم يوقفوا العدائيات».

وتقع هاتان المنطقتان على الحدود بين البلدين بمحاذاة إقليم دارفور، غرب السودان.

وتدور مواجهات على طول الحدود بين الدولتين منذ مارس (آذار) الماضي، لكن أعنف هذه المواجهات وقع في منطقة هجليج النفطية التي احتلتها قوات جنوب السودان في العاشر من أبريل (نيسان) وأعلن الجيش السوداني أنه أخرجها منها بعد عشرة أيام.

وانفصل جنوب السودان عن شماله في يوليو (تموز) الماضي بموجب اتفاق السلام الشامل الذي أبرم في 2005 ووضع حدا لحرب أهلية بين الطرفين دامت من 1983 إلى 2005.