مصرع 14 وإصابة ما يزيد على 115 في انفجارين بداغستان

استهدف رجال الشرطة والنيابة العامة في توقيتين متواليين

جنود مكافحة الإرهاب في موقع التفجير الانتحاري في داغستان أمس (إ.ب.أ)
TT

لقي 14 شخصا مصرعهم وأصيب ما يقرب من 115 آخرين في وقت متأخر من مساء أول من أمس في انفجارين متواليين استهدفا أحد مراكز شرطة العاصمة الداغستانية مخاتش كالا جنوب روسيا. وعلى نفس النحو الذي طالما اتبعه الإرهابيون الانتحاريون في منطقة شمال القوقاز بما يستهدف قتل أكبر عدد من رجال الأمن والنيابة العامة ورجال الشرطة، نفذ الإرهابيان الانتحاريان عمليتيهما في توقيتين متواليين حيث وقع الانفجار الثاني بعد موعد الأول بقرابة نصف الساعة في موقع مجاور وهو ما ساهم في مصرع سبعة من رجال الأمن وشرطي وثلاثة من موظفي وزارة الطوارئ ومدنيين، فضلا عن اشتعال الحرائق في ما يزيد على عشرين من السيارات المجاورة وإصابة المساكن القريبة من موقع الانفجارين بأضرار جسيمة.

وقالت المصادر الرسمية إن الانفجار الأول نجم عن تفجير سيارة مفخخة بعبوة من المواد الناسفة تزن 30 كيلوغراما من مادة «تي إن تي» شديدة الانفجار المحشوة بالمسامير والقطع الحديدية لدى مراجعة وثائق سائقها قرب نقطة التفتيش، بينما نجم الانفجار الثاني عن تفجير عبوة ناسفة تزن 50 كيلوغراما من المادة نفسها كانت مخبأة في سيارة نصف نقل صغيرة. وعثرت المصادر الأمنية على أشلاء منفذي العمليتين الانتحاريتين بما يدل على أن الانفجار الأول قام به رجل لم تتحدد هويته بعد، بينما قامت بالعملية الثانية انتحارية لم يستدل أيضا على شخصيتها. وقال وزير الداخلية الداغستاني عبد الرشيد ماغوميدوف لوكالة أنباء «إنترفاكس» إن الاعتداءين يحملان بصمة انتحاريين «هما رجل وامرأة على الأرجح»، لكن السلطات الفيدرالية الروسية لم تؤكد ذلك حتى الآن. وأوضح ماغوميدوف أن الانفجار الأول الذي توازي قوته 50 كلغ من مادة الـ«تي إن تي»، نفذه على الأرجح انتحاري أوقف سيارته من نوع «ميتسوبيشي» في مكان يبعد 14 مترا من مركز الشرطة. وأضاف المصدر نفسه أن القنبلة الثانية التي انفجرت في حافلة صغيرة توازي قوتها 100 كلغ من مادة الـ«تي إن تي»، وأحدثت حفرة يفوق عمقها 30 سنتيمترا. وذكر التلفزيون الروسي أن الانفجار الأول استهدف على ما يبدو اجتذاب قوات الأمن وعناصر الإسعاف الذين كانوا ضحايا الانفجار الثاني الأقوى.

وطلب الرئيس الروسي ديمتري ميدفيديف من الرئيس الداغستاني تقديم «كل مساعدة ضرورية لعائلات الضحايا»، أما السفارة الأميركية لدى روسيا فأدانت «بشدة» هذين الاعتداءين، كما ذكرت وكالة أنباء «إنترفاكس».

وفي بداية مارس (آذار) قتل خمسة من عناصر الشرطة بداغستان في اعتداء انتحاري نفذته امرأة انتحارية على مركز للشرطة في قرية كرابوداخكنت. ونفذ ذلك الهجوم بعد يومين على الانتخابات الرئاسية التي فاز بها في الرابع من مارس رئيس الوزراء فلاديمير بوتين الذي سيتسلم الاثنين مهامه في الكرملين لولاية ثالثة.

وكان بوتين شن حرب الشيشان الثانية في 1999 ردا على مجموعة من الاعتداءات في موسكو وعمليات التدخل المسلحة في داغستان. وذكرت السلطات أن هذه الحملة لـ«مكافحة الإرهاب» التي أعلنت نهايتها في 2009 قد تكللت بالنجاح، لكن الهجمات التي تستهدف قوات الأمن في شمال القوقاز والمنسوبة إلى إسلاميين، يومية تقريبا. وبعد حرب الشيشان الأولى (1994-1996) بين القوات الفيدرالية الروسية والانفصاليين انخرط التمرد تدريجيا في التوجه الإسلامي وتجاوز حدود الجمهورية الصغيرة، فبات مع منتصف العقد الماضي حركة مسلحة ناشطة في جميع أنحاء القوقاز الشمالي، وخصوصا في داغستان.