المجلس الوطني يدعو الطلاب السوريين إلى «الإضراب تضامنا مع زملائهم في جامعة حلب»

أعضاء من الوطني السوري وأمين عام الجامعة العربية في بكين الاثنين المقبل

متظاهرون سوريون يؤدون صلاة الغائب على الملازم بالجيش السوري الحر بدر طه بحي برزة بدمشق أمس («اوغاريت»)
TT

دعا المجلس الوطني السوري المعارض الطلاب السوريين إلى «الإضراب تضامنا مع زملائهم في جامعة حلب»، التي أعلنت إقفال أبوابها بعيد سقوط أربعة من الطلاب قتلى برصاص قوات الأمن السوري يوم الخميس الماضي بعد اقتحام حرم الجامعة مما أدى بحسب المرصد السوري لحقوق الإنسان إلى سقوط 4 قتلى و28 جريحا، بينما تم اعتقال نحو 200 طالب.

كما دعا المجلس الوطني اتحادات الطلبة العرب إلى «التضامن مع الطلبة السوريين بكل أشكال التضامن والدعم»، مطالبا المؤسسات الدولية بأن «تتحرك بشكل عاجل لضمان حرمة الجامعات السورية، والعمل على إعادة فتح جامعة حلب، وإعادة الطلاب المفصولين من الجامعة والطلاب المحرومين من السكن الجامعي إلى جامعاتهم وسكنهم، وإطلاق سراح المعتقلين منهم».

وتوجه «الوطني السوري» إلى المراقبين الدوليين الموجودين في سوريا، داعيا إياهم إلى «التحرك لكشف ما يجري في حلب»، ودعا البيان الصادر عن المجلس الوطني أيضا مجلس الأمن الدولي إلى «إصدار قرارات حازمة لإجبار النظام السوري على وقف العبث بأمن واستقرار سوريا والمنطقة بالأساليب التي يفهمها نظام منفلت العقال».

وبالتزامن، أوضح ممثل لجان التنسيق المحلية في سوريا وعضو المجلس الوطني السوري عمر إدلبي، أن تنسيقيات الثورة كما اتحاد طلبة سوريا يقومون مؤخرا بجهد كبير لتصعيد الحراك الطلابي، وبالتحديد في الجامعات، مذكرا بأن ما يحصل في جامعة حلب اليوم مشهد مكرر لما حصل العام الماضي في نفس التوقيت في جامعة دمشق التي حولها النظام اليوم إلى ثكنة عسكرية.

واستهجن إدلبي بشدة «الوحشية» التي تعاطت بها قوات الأمن مع الطلبة خاصة لجهة إجبارهم على مغادرة «السكن الجامعي» في منتصف الليل تاركة إياهم في الشوارع يبحثون عن مأوى، وقال لـ«الشرق الأوسط»: «لطالما كانت جامعة حلب هاجسا لدى النظام خاصة بعدما ارتفع معدل المظاهرات فيها الشهر الماضي إلى مظاهرتين يوميا».

وإذ توقع «التزاما معقولا» بالإضراب الذي دعا إليه المجلس الوطني السوري تضامنا مع طلبة جامعة حلب، ذكر إدلبي بأن الدراسة متوقفة في جامعة حمص منذ فترة طويلة، حيث إن مدينة حمص بأكملها لم تعد تشهد حياة طبيعية وتحولت إلى مدينة منكوبة.

بدوره، أوضح محمد الحلبي، الناطق باسم اتحاد تنسيقيات الثورة في حلب، أن ما جرى في جامعة حلب شكل دافعا أساسيا لخروج أكثر من 40 مظاهرة في مدينة حلب في جمعة «إخلاصنا خلاصنا»، لافتا إلى أن الأضرار التي ألحقتها قوات الأمن بالجامعة وبالسكن الجامعي شملت الحجر والبشر، إذ تم إحراق عدد من الغرف وسرقة محتوياتها.

وفي اتصال مع «الشرق الأوسط»، لفت الحلبي إلى أنه على الرغم من التعاطي بوحشية مع الطلبة وسقوط عدد منهم ما بين قتيل وجريح، خرجت أمس (الجمعة) مظاهرة حاشدة من ساحة الجامعة منددة بالتعرض للطلبة واقتحام الجامعات، مطالبة بالتدخل العسكري الدولي لوضع حد لمعاناة الشعب السوري.

وكانت جامعة حلب أعلنت في موقعها على شبكة الإنترنت إغلاق الجامعة مؤقتا عقب تصاعد الاحتجاجات المناوئة للنظام داخل المدينة الجامعية واقتحام عناصر من قوات الأمن السورية والشبيحة للمدينة، وسط إطلاق نار استعملت فيه الرشاشات الخفيفة والثقيلة.

إلى ذلك أعلن عن أن وفدا من المعارضة السورية برئاسة رئيس المجلس الوطني السوري برهان غليون كما الأمين العام لجامعة الدول العربية نبيل العربي يزورون العاصمة الصينية بكين الاثنين المقبل، وفق ما أعلن المتحدث باسم وزارة الخارجية الصينية ليو وايمين الذي أوضح أن «زيارة المجلس الوطني سينظمها معهد الشؤون الخارجية، على أن يلتقي خلالها الوفد مسؤولين من وزارة الخارجية».

من جهة أخرى قال المتحدث الصيني إن الأمين العام لجامعة الدول العربية نبيل العربي موجود حاليا في شنغهاي «وسيزور بكين الاثنين للقاء وزير الخارجية يانغ جيشي ومسؤولين صينيين»، وأضاف ليو أن «الطرفين سيتبادلان وجهات النظر بشكل معمق حول المسالة السورية»، وشدد على أن «موقف الصين حول المسألة السورية لم يتغير»، وتابع ليو: «الصين أبقت على اتصالاتها مع الحكومة السورية وأبرز مجموعات المعارضة مثل المجلس الوطني من أجل تشجيع محادثات السلام وتهدئة التوترات في سوريا».

وعلّق عضو المكتب التنفيذي للمجلس الوطني السوري أحمد رمضان الذي سيشارك في الزيارة إلى الصين التي تشمل 7 أعضاء من المجلس على أهداف هذه الزيارة وشكلها، موضحا أنها تأتي في إطار تلبية دعوة القيادة الصينية لزيارة بكين للبحث بالملف السوري لافتا إلى أنه تم الاتفاق عليها منذ عام تقريبا.

وكشف رمضان لـ«الشرق الأوسط» أنّه سبق هذه الزيارة 4 جولات من المباحثات غير المعلنة بين وفود من المجلس الوطني ودبلوماسيين صينيين، مهدت لوضع نقاط مشتركة بين الجانبين حول تشخيص الوضع الراهن في سوريا والرؤية المستقبلية له، وقال: «الحوار بين الطرف الصيني والمجلس الوطني أفضى لتقريب وجهات النظر فيما بيننا وترك لدينا انطباعا قويا بأن الصين باتت تتفهم الحالة التي نعيشها إذ أبدت درجة أكبر من التفهم لمطالبنا وبالتالي لمطالب الشعب السوري».

وإذ شدّد رمضان على أن الموقف الصيني ليس مماثلا للموقف الروسي وأن المجلس الوطني لا يتعاطى معهما بنفس الطريقة، أكّد أن الموقف الصيني يتقدم بشكل إيجابي خاصة بما خص التعاطي مع المجلس الوطني.

وعن المطالب التي يحملها «الوطني السوري» للصين، أشار رمضان إلى أنّه سيطالب بكين بموقف واضح من مطالب الشعب السوري، كما سيحضّها للعب دور داعم للثورة في مجلس الأمن انطلاقا من خطة المبعوث الدولي كوفي أنان أو حتى ما بعد فشل هذه الخطة في حال استمر النظام بموقفه الساعي لإفشالها، وقال: «كما سنطلب من الصين تقديم مساعدات للمناطق السورية المنكوبة على أن يكون الموقف الروسي محورا أساسيا للمحادثات».

وعن إمكانية تزامن الحراك باتجاه الصين مع حراك مماثل باتجاه روسيا، أوضح رمضان أن الاتصالات قائمة بين روسيا والمجلس الوطني آملا أن تبقى روسيا حريصة على إجراء حوار جدي مع المجلس الوطني خاصة بعد تجاوز استحقاقاتها الداخلية.

وتطرق رمضان لتزامن زيارة وفد المجلس الوطني مع زيارة الأمين العام لجامعة الدول العربية نبيل العربي، لافتا إلى أن الأخير أطلع المجلس الوطني على هذه الزيارة وأن الملف السوري سيكون في صلب المحادثات مع المسؤولين الصينيين، وقال: «نحن والجامعة العربية نعمل على حثّ الصين للعب دور أكثر فعالية انطلاقا من موقعها الأساسي في مجلس الأمن الدولي».

وكانت الصين استضافت في 8 فبراير (شباط) الماضي وفدا من هيئة التنسيق الوطنية لقوى التغيير الديمقراطي السورية وأكدت أمامه استعداد الصين لمواصلة العمل بنشاط ودفع الحوار في سوريا للتوصل إلى حل سلمي.

وقال ليو وي مين المتحدث باسم وزارة الخارجية الصينية إن نائب وزير الخارجية الصيني المسؤول عن غربي آسيا وأفريقيا تشاي جيون التقى في الفترة من 6 إلى 9 فبراير الماضي وفدا من هيئة التنسيق الوطنية لقوى التغيير الديمقراطي السورية تلبية لدعوة من معهد الشعب الصيني للشؤون الخارجية دعا خلاله جميع الأطراف المعنية إلى الوقف الفوري لجميع أعمال العنف واتخاذ تدابير عملية لتخفيف حدة التوتر وتجنب سقوط ضحايا من المدنيين إضافة للدعوة إلى ضرورة احترام المطالب المعقولة للشعب السوري في التغيير وحماية مصالحهم الخاصة وأن تقوم الحكومة السورية بالوفاء بالتزاماتها بالإصلاح في أسرع وقت ممكن وإطلاق عملية سياسية شاملة ذات مشاركة واسعة بأسرع وقت ممكن لحل الخلافات والتناقضات من خلال الحوار والمشاورات.