محكمة تؤيد الحكم بالسجن لمسؤول جماعة تطالب بتطبيق الشريعة الإسلامية في بلجيكا

اتهمته بالكراهية لغير المسلمين

TT

أصدرت المحكمة الجنائية في انتويرب البلجيكية الجمعة حكما بالحبس لمدة عامين وغرامة 550 يورو ضد فؤاد بلقاسم المعروف باسم أبو عمران، المتحدث باسم جماعة تطلق على نفسها «الشريعة لبلجيكا»، وتطالب بتطبيق الشريعة الإسلامية في البلد الأوروبي، وقالت المحكمة إنها أصدرت حكمها بالسجن عامين على أن ينفذ منهما عام بشكل فعلي، إلى جانب غرامة 550 يورو، وذلك لتصريحاته ومواقفه المتشددة، ولإقدامه على تصرفات تظهر الكراهية لغير المسلمين، وأنكر بلقاسم هذه الاتهامات في وقت سابق، ولم يحضر الجلسة، ولم يتضمن منطوق الحكم ضرورة إحضار المتهم لتنفيذ العقوبة، كما لم تطالب النيابة بسرعة القبض عليه لتنفيذ الحكم، مما يعني أن بلقاسم لديه فرصة للتقدم بطلب للاستئناف ضد القرار، وفي النصف الثاني من فبراير (شباط) الماضي، قالت وزيرة العدل البلجيكية السابقة انيمي تورتلبوم أمام البرلمان إن المدعي العام في مقاطعة انتويرب يبحث حاليا في مسألة سحب الجنسية البلجيكية عن أبو عمران مسؤول جماعة الشريعة لبلجيكا، عقب صدور حكم ضده بالسجن لمدة عامين وغرامة مالية بسبب تصريحاته ومواقفه المتشددة، وقالت الوزيرة السابقة في ردها على طلب تقدم به النائب بيتر لوغي من اليمين المتشدد فلامس بلانغ، إنها سبق أن تلقت طلبا من النائب لوغي بإصدار قرار للمدعي العام بسحب الجنسية عن أبو عمران وقالت: «لا يمكن لي أن أصدر هذا القرار ولكن المدعي العام يبحث حاليا إمكانية تحقيق ذلك، وقال الإعلام البلجيكي إنه في حال سحب الجنسية منه سيواجه أبو عمران إمكانية إعادته إلى المغرب، ولكن سيظل الأمر دائما متوقفا على مدى الإجراءات القانونية التي اتخذها أبو عمران عقب صدور قرار المحكمة وما إذا كان قد تقدم بطلب للاعتراض على الحكم أم لا»، وقال النائب لوغي إن أبو عمران سبق أن أدانته الشرطة في 14 جريمة كما صدر ضده إدانات في 4 قضايا جنائية وأضاف اليميني البلجيكي أن أبو عمران يتحدث بشكل علني أنه ضد الديمقراطية «ولا أظن أنه مواطن بلجيكي يحافظ على القيم والمبادئ البلجيكية».

وفي النصف الأول من فبراير الماضي، أصدرت المحكمة الابتدائية في انتويرب البلجيكية قرارا يقضي بمعاقبة أبو عمران مسؤول جماعة «الشريعة لبلجيكا» بالسجن عامين وغرامة 550 يورو، عن اتهامات تتعلق بالتحريض على العنف والكراهية ضد غير المسلمين، كما أدين شخص آخر في القضية وعاقبته المحكمة بالحبس لمدة عام. وجاء قرار المحكمة متوافقا مع ما طالب به الادعاء العام، ويصف الإعلام البلجيكي جماعة الشريعة لبلجيكا بأنها راديكالية وأن أبو عمران وهو المتحدث باسم الجماعة دأب على نشر أفلام على الإنترنت ويتحدث فيها بلا هوادة ويدعو إلى العنف ضد غير المسلمين ويرفض الديمقراطية، وضرب الإعلام البلجيكي المثال على ذلك بتصريحات أطلقها أبو عمران عقب وفاة البرلمانية ماري روز موريل متأثرة بمرض السرطان وقال بعدها إن مرضها كان عقابا من الله، وأشار إلى أن سياسيين وقيادات حزبية أخرى ومنهم زعيم اليمين المتشدد فيليب ديونتر سيلقون نفس المصير، وحكمت المحكمة للأخير وآخرين بالحق في الحصول على تعويض من أبو عمران. ووصف الادعاء العام في المحكمة البلجيكية مثل هذه الأمور بأنها تعتبر تعديا لحدود حرية التعبير، من جانبه أشار الإعلام البلجيكي إلى أن أبو عمران له ملفات في الشرطة تتضمن إدانات في جرائم مختلفة. وأبو عمران هو شاب من أصل مغربي اسمه الحقيقي فؤاد بلقاسم ويعتبر المتحدث الرسمي باسم الجماعة التي بدأ الإعلام البلجيكي يركز عليها منذ مشاركة عناصر منها في إفساد ندوة أقيمت في جامعة انتويرب البلجيكية في أبريل (نيسان) من العام الماضي كان من المفترض أن يحاضر فيها كاتب هولندي مثير للجدل اسمه برنار بيتو وكانت الندوة تحمل عنوانا ساخرا «يحيا الله.. بعيدا عن الله» وحسب الإعلام البلجيكي لم يقتصر نشاط الجماعة على بلجيكا فحسب، حيث قام عناصر من الجماعة بإفساد ندوة في أمستردام كان من المفترض أن تناقش ملفات شديدة الحساسية.

وفي ديسمبر (كانون الأول) الماضي قالت جماعة الشريعة في بلجيكا إنها ستقوم بتحطيم مبنى الاتميوم أكبر مزار سياحي في البلاد والذي تتخذه بروكسل رمزا لها، وفي شريط فيديو مصور، قال أبو عمران إنه كما فعل الملا عمر في أفغانستان، مع تمثال بوذا، ستقوم الجماعة بتحطيم مبنى الاتميوم الذي يقصده زوار من داخل بلجيكا والدول الأوروبية الأخرى.