20 قتيلا بينهم 6 أطفال في هجوم انتحاري بباكستان

استهدف قوة شرطة قبلية تستعين بها الحكومة لمساعدتها على مكافحة طالبان

TT

سقط 20 قتيلا على الأقل، بالإضافة إلى عشرات الجرحى، في هجوم نفذه انتحاري، قام بتفجير نفسه وسط حشد من قوات الأمن «شبه الرسمية»، في منطقة القبائل، شمال غربي باكستان، القريبة من الحدود مع أفغانستان، حسبما أكد مسؤولون محليون. وبين القتلى الرئيس المحلي ونائبه في قوة شرطة قبلية تستعين بها الحكومة لمساعدتها على مكافحة طالبان في شمال غربي البلاد. وغالبا ما يستهدف ناشطون مرتبطون بطالبان و«القاعدة» هذه القوى. وقال إسلام زيب، أكبر مسؤول حكومي في منطقة «باجور»، إن المهاجم الانتحاري اقتحم حشدا من قوى الأمن، التي شكلتها الحكومة المركزية من عناصر قبلية، لمساعدة إسلام آباد في ملاحقة مسلحي «القاعدة» وحركة طالبان، الذين ينشطون في المنطقة، ثم قام بتفجير نفسه وسط الحشد، مما أسفر عن سقوط عشرات الضحايا. وأشار إلى أن عناصر القوى الأمنية كانوا ينتظرون نقلهم إلى الأماكن التي تم توزيعهم عليها، عندما استهدفهم التفجير الانتحاري، وأضاف أن الهجوم وقع في بلدة «خار»، إحدى البلدات الرئيسية في منطقة «باجور»، وأسفر عن مقتل أربعة من أفراد الشرطة، و16 مدنيا، بينهم ستة أطفال. وفجر الانتحاري متفجرات مثبتة حول صدره في ساحة مكتظة في خار، كبرى بلدات منطقة باجور قرب الحدود الأفغانية. وباجور هي إحدى أكثر ساحات المعركة احتداما في حملة باكستان لصد تمرد طالبان في شمال غربي البلاد.

وهذا الهجوم الثالث بعبوة ناسفة في يومين في باجور بعد انفجارين قتلا خمسة أشخاص من بينهم اثنان من الأعيان المؤيدين للحكومة وعناصر أمن أول من أمس. ويسلط الهجوم الانتباه على حركة التمرد في باكستان فيما تتعرض إسلام آباد لضغوط أميركية لمكافحة الناشطين الإسلاميين على أراضيها على غرار شبكة حقاني التي نسبت إليها مسؤولية الهجوم الضخم على كابل في الشهر الماضي. وأوضح زميله طارق خان أن الانتحاري وصل راجلا وفجر سترته الناسفة عندما بلغ مركزا للشرطة.

وقال إن «رئيس الشرطة المحلية ونائبه بين القتلى».

وأضاف في حديثه مع وكالة الصحافة الفرنسية أن نحو 11 رجلا مدنيا قتلوا إلى جانب عدد من الفتيان.

وهذا الهجوم هو الأكثر دموية في أفغانستان بعد هجوم 11 مارس (آذار) الذي أوقع 15 قتيلا أثناء جنازة في ضواحي بيشاور، كبرى مدن شمال غربي البلاد. وبحسب حصيلة وضعتها وكالة الصحافة الفرنسية قتل نحو 5000 شخص في موجة هجمات يشنها ناشطون في مختلف أنحاء البلاد منذ يوليو (تموز) 2007 عندما اقتحمت قوات حكومية مسجدا للمتشددين في العاصمة إسلام آباد مما أثار تمردا داميا. وقال الطبيب حبيب خان رئيس المستشفى الرئيسي في خار لوكالة الصحافة الفرنسية إن 42 جريحا نقلوا إلى المستشفى بعد الهجوم الجمعة.

وقال «إن الحصيلة قد ترتفع. إننا نبذل جهدنا لكن وضع بعض المصابين دقيق جدا».

ولم تعلن أي جهة بعد مسؤوليتها عن الهجوم لكن منطقة باجور تعتبر من معاقل حركة طالبان باكستان وحلفائها من تنظيم القاعدة.

وقتل نحو خمسة آلاف شخص في أكثر من 530 اعتداء معظمها انتحاري تشنها حركة طالبان باكستان منذ خمس سنوات في جميع أنحاء البلاد.

وكانت الحركة أعلنت في صيف 2007 مع زعيم تنظيم القاعدة أسامة بن لادن الجهاد على إسلام آباد لدعمها الولايات المتحدة في «حربها على الإرهاب» منذ نهاية 2001.

ووقع الهجوم في وقت لا يزال فيه حال الإنذار ساريا في باكستان بمناسبة الذكرى الأولى لتصفية بن لادن في عملية شنتها وحدة من القوات الخاصة الأميركية في 2 مايو (أيار) 2011 وقد توعدت طالبان و«القاعدة» بالانتقام له.

وتجند الشرطة القبلية عناصرها بين سكان المناطق القبلية المحاذية لأفغانستان والتي تستخدمها حركة طالبان الأفغانية قاعدة خلفية لشن هجمات على قوات الحلف الأطلسي المنتشرة في الجانب الآخر من الحدود.

وتشن الطائرات دون طيار التابعة لوكالة الاستخبارات المركزية الأميركية (سي آي إيه) بانتظام غارات على المناطق القبلية الباكستانية مستهدفة قياديين من طالبان الباكستانية والأفغانية و«القاعدة».