عودة السفير السعودي إلى القاهرة لممارسة عمله وفتح السفارة وقنصليتي الإسكندرية والسويس

اتصال هاتفي بين سعود الفيصل ونظيره المصري

السفير أحمد عبد العزيز قطان، سفير خادم الحرمين الشريفين لدى مصر والمندوب الدائم لدى جامعة الدول العربية أثناء وصوله الى مطار القاهرة امس (أ.ب)
TT

أعلن أمس في العاصمة المصرية أن اتصالا هاتفيا تم بين الأمير سعود الفيصل وزير الخارجية السعودي ونظيره المصري محمد كامل عمرو وذلك في إطار التشاور الدوري والودي بين البلدين، وقالت وكالة أنباء الشرق الأوسط في نبأ لها: «إن الاتصال تناول سبل تعزيز العلاقات الثنائية بين البلدين الشقيقين والقضايا محل الاهتمام المشترك».

من جهة أخرى، عاد السفير أحمد بن عبد العزيز قطان، سفير السعودية لدى جمهورية مصر العربية مندوب المملكة الدائم لدى جامعة الدول العربية، إلى القاهرة أمس لممارسة مهام عمله بمقر السفارة وذلك عقب استئناف العمل بالسفارة في القاهرة وقنصليتي السعودية بالإسكندرية والسويس.

وقال السفير قطان في تصريح له عقب وصوله إلى القاهرة أمس: «وصلت اليوم (أمس) إلى جمهورية مصر العربية تنفيذا لتوجيهات خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز آل سعود حفظه الله، وسوف أباشر عملي يوم غد (اليوم الأحد) من مقر السفارة».

وأضاف: «الحمد لله سحابة عابرة ومرت على كل خير، وبالعكس رب ضارة نافعة، فقد قوت العلاقات بين البلدين، وعكست مشاعر الشعب المصري الحبيب تجاه المملكة، وتجاه القيادة السعودية والشعب السعودي».

وشدد مصدر مسؤول في وزارة الخارجية المصرية، تحدث شريطة عدم ذكر اسمه، على أن القاهرة حريصة كل الحرص على علاقتها بالمملكة العربية السعودية، مؤكدا قوة وعمق العلاقات الثنائية بين البلدين. وقال المسؤول المصري، المطلع على ملف العلاقات العربية، إن العلاقات المصرية أكبر من أن تجرفها الخلافات بعيدا عن مسارها الطبيعي.

وعلمت «الشرق الأوسط» أن لقاء مرتقبا يعقد قريبا بين وزير الخارجية السعودي الأمير سعود الفيصل، ونظيره المصري محمد كامل عمرو لمناقشة عدد من القضايا المهمة.

وأوضح السفير السيد أمين شلبي، المدير التنفيذي للمجلس المصري للشؤون الخارجية، أن العلاقات المصرية السعودية أقوى من أن تتأثر ببعض الشوائب والتوترات الطبيعية في العلاقات الدولية، وقال شلبي لـ«الشرق الأوسط»: «العلاقات الدولية بين أي بلدين لا تخلو من وجود توترات وشوائب مثلما حدث بين القاهرة والرياض» وتابع شلبي: «الأمر كله يتوقف على كيفية معالجة الأزمات بحكمة وتعقل وهو ما حدث.. خاصة أن العلاقات بين البلدين قوية وراسخة عبر التاريخ».

وأكد شلبي أن ما حدث أمام السفارة السعودية في القاهرة لم يكن تعبيرا عن الشعب المصري بشكل دقيق، قائلا: إن «ما حدث أمام السفارة السعودية لم يكن مقبولا، ومصر اعتذرت عنه شعبا وحكومة، لأنه لا يمثل المصريين».

وتلعب القاهرة والرياض دورا محوريا في العالم العربي، ودائما ما يساعد التنسيق والتعاون المصري السعودي في حل الكثير من الأزمات العربية والإقليمية، وأضاف شلبي: «المنطقة العربية لا يمكن أن تعمل بكفاءة دون تنسيق بين القاهرة والرياض».

وكانت الخارجية المصرية قد رحبت أول من أمس بقرار المملكة العربية السعودية إعادة سفيرها إلى القاهرة، وقال وزير الخارجية المصري، محمد كامل عمرو، إن اتصالاته شبه اليومية على مدار الأسبوع الماضي مع الأمير سعود الفيصل، وزير الخارجية السعودي، عكست «حرص الطرفين التام على تجاوز الأزمة العابرة التي تعرضت لها العلاقات الأخوية الأزلية بين الشعبين والبلدين الشقيقين».

يشار إلى أن وفدا شعبيا مصريا رفيع المستوى برئاسة رئيس مجلس الشعب الدكتور محمد سعد الكتاتني، ورئيس مجلس الشورى الدكتور أحمد فهمي يضم 120 شخصية مصرية بارزة، زار السعودية منذ يومين من أجل التأكيد على عمق العلاقات، وإنهاء التوتر الذي نشب بسبب احتجاز مصري في جدة، وتنظيم مظاهرات في القاهرة أدت إلى سحب السعودية لسفيرها.