مراقبون يتجاهلون دعوة المعارضة لحضور الجنازات

عبد الباسط سيدا لـ «الشرق الأوسط»: خطة أنان فاشلة.. والمشكلة تكمن في الإعلان عن هذا الفشل

متظاهرون ضد النظام السوري يطلقون في كفرسوسة أمس شعارات ضد الرئيس بشار الأسد أثناء تشييع جنازة خمس متظاهرين قتلوا على يد قوات الأمن (أ.ب)
TT

بعدما وصل عدد قتلى جمعة «إخلاصنا خلاصنا» إلى 37 قتيلا، دعا المجلس الوطني السوري بعثة المراقبين إلى التوجه إلى حي التضامن في كفرسوسة لإثبات عدم صحة مزاعم النظام الذي يقول إن دمشق مدينة محايدة. وجاء في البيان: «إننا نطالب المراقبين الدوليين بالتوجه غدا نحو حيي التضامن وكفرسوسة حيث يشيع شهداء يوم الجمعة في جنازات تثبت للنظام أن زعمه بأن دمشق مدينة محايدة مجرد زعم سقط في دمشق، وقبل ذلك في ريفها، منذ وقت طويل، كما سقط زعم مماثل في مدينة حلب القطب السكاني والاقتصادي والحضاري الآخر في سوريا».

وجاء في البيان أيضا: «رغم استمرار القمع والقتل والإرهاب، تظاهر السوريون في جمعة جديدة مجددين تمسكهم بمطلب إسقاط النظام الاستبدادي العائلي، وقيام نظام ديمقراطي يحترم حقوق السوريين ويصون كرامتهم. ففي طول البلاد وعرضها، وخصوصا في أكبر مدن سوريا، دمشق وحلب، خرجت مظاهرات حاشدة تطالب بالحرية وبإسقاط نظام القهر والاستبداد، وتستنكر جريمة استباحة جامعة حلب وتشريد وقتل وإصابة واعتقال وفصل المئات من طلابها، وتبعث برسالة للنظام مفادها أنه لا معقل له في أي من المدن السورية».

وأضاف: «كالعادة واجه النظام الحناجر بالرصاص، والمطالب بالقمع الدموي، وخص عاصمتنا الخالدة دمشق الشام بنصيب وافر من الرصاص في عدد كبير من أحيائها، وخصوصا حيي التضامن وكفرسوسة، فسقط عشرات الشهداء والجرحى في محاولة يائسة لإخضاع أهل دمشق». واعتبر البيان أن ما قام به السوريون، يوم الجمعة، دليل قاطع على أنهم يؤمنون بالتظاهر السلمي كأسلوب أساسي للتعبير عن الرأي، ووسيلة للتغير الديمقراطي، ودليل على أنهم ما زالوا يدعمون المبادرة الدولية - العربية، رغم عدم تنفيذ النظام أي بند من بنودها، «واستمراره في ممارسة التحايل والخداع وتضليل المراقبين الدوليين».

في المقابل، وفي حين أكد الناشط السوري يوسف الشامي، لـ«الشرق الأوسط»، أن «الشباب الناشطين في تنسيقية كفرسوسة تواصلوا مع المراقبين وطلبوا منهم أن يحضروا التشييع، إلا أنهم لم يلقوا منهم أي رد إيجابي»، ذكرت وكالة «سانا» للأنباء أن وفد المراقبين الدوليين التقى، أمس، محافظ حماه وقام بجولة شملت أحياء جنوب الملعب وشارع الثامن وحي مشاع الأربعين في المدينة، كما زار الوفد مدينة دوما في ريف دمشق والتقى عددا من الأهالي، كما أعلن اتحاد تنسيقيات الثورة في سوريا وصول لجنة المراقبين الدوليين إلى مدينة أريحا وقابلهم الناس بمظاهرة حاشدة وإضراب عام، وعبروا عن استيائهم ونادوا بإسقاط النظام وسحب المظاهر المسلحة من المدينة، كما وصل وفد آخر إلى بصرى الشام في درعا، برفقة عدد كبير من سيارات الأمن و«الشبيحة».

وفي هذا الإطار، اعتبر عضو المكتب التنفيذي في المجلس الوطني السوري، عبد الباسط سيدا، أن خطة أنان ومن ضمنها مهمة المراقبين فاشلة، لكن المشكلة تكمن في الإعلان عن هذا الفشل، في غياب أي خطة بديلة لدى المجتمع الدولي الذي يصر على التمسك بها. وقال لـ«الشرق الأوسط»: «منذ البداية كانت لنا ملاحظات على خطة أنان، من حيث قلة العدد والتمهل بإرسالهم، ومن ثم محاولة تصوير الوضع السوري وكأنه اختزل بوقف إطلاق النار»، مضيفا: «ما نريده من ثورتنا هو الحرية والاستقلال والتخلص من النظام الاستبدادي الذي استولى على البلاد والعباد».

وكان المرصد السوري لحقوق الإنسان قد ذكر أن آلاف الأشخاص خرجوا في مظاهرة حاشدة أمس في حي كفرسوسة في العاصمة السورية، دمشق، لتشييع قتلى مظاهرات أول من أمس، الجمعة. وقال الناشط في اتحاد تنسيقيات دمشق، أبو قيس، لوكالة الصحافة الفرنسية: «شهد حي كفرسوسة مظاهرة حاشدة شارك فيها آلاف الأشخاص لتشييع الشهداء الذين سقطوا الجمعة برصاص الأمن السوري أثناء المظاهرات».

وقال المرصد في بيان له: «لقد شارك أهالي حي كفرسوسة بدمشق في تشييع حاشد للشهداء الذين سقطوا يوم أمس خلال إطلاق الرصاص» من قوات الأمن على متظاهرين. كما أظهرت مقاطع فيديو بثت على الإنترنت آلاف المتظاهرين في حي كفرسوسة يهتفون «واحد واحد واحد، الشعب السوري واحد» وسط زغاريد الشابات المشاركات في المظاهرة، بينما ظهرت على أحد جدران المكان شعارات تحيي «الجيش السوري الحر»، مشيرا إلى أن القوات النظامية السورية أطلقت القنابل المسيلة للدموع لتفريق مشييعي قتلى حي كفرسوسة بعد التشييع وأغلقت ساحة كفرسوسة بالحاويات والإطارات المشتعلة.