مدير نادي الأسير: الإضراب سيستمر ورد مصلحة السجون لا يحمل جديدا

«تناقض» في الأخبار الواردة من السجون.. وأنباء عن اتفاق مع أسرى فتح

فلسطينيون يحملون صور ذويهم الأسرى في السجون الإسرائيلية خلال مظاهرة في رام الله أمس (أ.ب)
TT

بينما بدا الموقف من داخل السجون ضبابيا في ما يخص الاستمرار في الإضراب أو وقفه، أكد رئيس نادي الأسير الفلسطيني قدورة فارس، أن الأسرى مستمرون في إضرابهم المفتوح عن الطعام على الرغم من عرض إدارة مصلحة السجون لإنهاء الإضراب.

وقال فارس لـ«الشرق الأوسط»، «إن الأسرى لم يروا في عرض مصلحة السجون جديدا، وعليه قرروا مواصلة الإضراب كما هو».

وكانت إدارة مصلحة السجون أبلغت الأسرى بردودها على مطالبهم المرتبطة بتحسين شروط حياتهم الإنسانية، فوافقت على بعض المطالب وطلبت مهلة للرد على المطالب الأهم المتمثلة بزيارات الأهالي لأسرى قطاع غزة، وإنهاء العزل الانفرادي، وقالت إنها قد توافق، على أن تكون زيارات أهالي غزة على شكل مجموعات وليست منتظمة، كما قالت إنها ستبحث شهريا إخراج أسرى من العزل الانفرادي، بينما وافقت على السماح بالاتصال التليفوني للأسير مرة كل شهر، وإعادة ثلاث محطات فضائية، والسماح بالتصوير للأسير داخل الأقسام وتحسين حال «الكنتين» (المقصف).

وعقب فارس على ذلك، قائلا: «هذه الردود لا يوجد فيها جديد». وأضاف: «كانت عرضت على الأسرى قبل بدء الإضراب ورفضوها». وتابع: «هذه مناورات تقليدية وتحدث دائما في كل إضراب، إنهم يريدون إنهاء الإضراب بأقل ثمن ممكن، وهذا لا ينطوي على المضربين»، وأردف «أؤكد أن الإضراب مستمر، وأعتقد أن المفاوضات ستستمر أيضا».

ودخل إضراب نحو 1600 أسير، أمس، يومه الـ19، بينما يهدد آخرون بالالتحاق بالإضراب إذا لم تقدم مصلحة السجون ردا مقنعا على طلبات الأسرى. وقال فارس إنه يتوقع إضرابا جماعيا بعد أسبوع إذا لم يحدث تقدم.

ويضرب الآن جزء من أسرى منظمة حماس وأسرى منظمتي فتح والجهاد والشعبيتان، حتى تتحقق مطالبهم، ويرفض آخرون الإضراب قبل انتهاء المفاوضات مع إدارة مصلحة السجون. وبدا الارتباك واضحا أمس في حجم الأخبار المتناقضة من داخل السجون، وقال وزير الأسرى عيسى قراقع، إن الأسرى ما زالوا يدرسون رد مصلحة السجون، وتسربت أنباء من أسرى فتح أمس عن اتفاق مع إدارة مصلحة السجون على أهم المطالب، وقالوا إنهم سيحسمون الموقف خلال 3 أيام، بينما حذر أسرى في سجن النقب بأنهم بصدد رفع العدد المشارك في الإضراب المفتوح عن الطعام بشكل يفاجئ مصلحة السجون خلال 48 ساعة، وقال مسؤولون في حماس، إن الإضراب سيستمر بغض النظر عن مواقف البعض.

وقال قراقع للوكالة الرسمية، «الأسرى في سجون الاحتلال تسلموا رد إدارة السجون على مطالبهم، وهم بصدد دراستها حاليا».

وذكر أسرى من فتح لوكالة «معا» المحلية، «إسرائيل توافق على زيارات أهالي غزة، ومبدئيا على إنهاء العزل، والقرار سيتخذ الاثنين».

بينما أفاد أسرى النقب، في بيان، «إننا على وشك الإقدام على خطوة استراتيجية غير مسبوقة في تاريخ حركتنا الأسيرة، فمنذ قرابة أسبوعين والحركة الأسيرة تخوض معركة الأمعاء الخاوية في ظل هذا الصلف الإسرائيلي المستمر بل والمتصاعد من خلال تكثيف عمليات التنكيل والاعتداء على الأسرى المضربين حتى وصل الأمر إلى اشتراط العلاج الصحي بوقف الإضراب».

أما الأسير المضرب جمال أبو الهيجا، أحد مسؤولي حماس، فقال إن الإضراب سيستمر، ونقل محامي مؤسسة التضامن لحقوق الإنسان، عنه قوله، إن إدارة مصلحة السجون تتجاهل الوضع الصحي للأسرى المعزولين المضربين عن الطعام ولا تعيرهم أي اهتمام. وأضاف «إن جميع الأسرى المعزولين في جلبوع ما زالوا مضربين عن الطعام حتى يتم الاستجابة لمطالبهم».

وتابع «إن المعزولين لن يقبلوا بأنصاف الحلول مع إدارة مصلحة السجون ولن يقبلوا بأقل من خروجهم جميعا من العزل وتمتعهم بكافة حقوقهم، ومن أجل ذلك سيواصلون إضرابهم حتى يتم الاستجابة لجميع مطالبهم».

وأكد أبو الهيجا أن «الجهة الوحيدة المخولة الحديث باسم الأسرى المضربين هي اللجنة الوطنية التي تم الاتفاق على تشكيلها من قبل الأسرى المضربين أنفسهم، ولا يحق لأي شخص كائنا من كان أن يتحدث باسمهم»، وأردف «ألن يتم احترام أي موقف فيه تجاوز للاتفاق الوطني للأسرى المضربين».

وعقب فارس على التناقض في الأخبار قائلا «إن البعض يحب إنتاج الأخبار ونشر الأوهام، الإضراب سيستمر حتى تحقيق كامل المطالب».

وبدوره، اعتبر وكيل وزارة شؤون الأسرى والمحررين، زياد أبو عين، لوكالة الأنباء الألمانية، أن ردود مصلحة السجون «سلبية ولا تخدم قضية الأسرى، باعتبارها لم تستجب للقضايا المركزية التي يناضل الأسرى في سبيلها وهي إنهاء العزل الانفرادي والسماح بزيارة أسرى قطاع غزة والتعليم الجامعي».

إلى ذلك، توعدت حركة الجهاد الإسلامي بأنها لن تبقى مكتوفة الأيدي إزاء تطورات قضية الأسرى داخل السجون الإسرائيلية.

وقال القيادي في الحركة أحمد المدلل، للصحافيين في غزة، إن حركته «لن تبقى مكتوفة الأيدي» إزاء ما يتعرض له الأسرى في السجون الإسرائيلية من موت بطيء، خاصة مع دخول الأسيرين بلال ذياب وثائر حلاحلة يومهم الـ68 من الإضراب المفتوح عن الطعام. واعتبر المدلل أن «استمرار الاحتلال في إدارة ظهره لمطالب الأسرى العادلة، هو بمثابة قرار بإعدامهم، وهذا الأمر أن استمر سيشعل المواجهة مع الاحتلال، خاصة مع الفصائل المقاومة، وفي مقدمتها حركة الجهاد الإسلامي».