شبان فلسطينيون يرفعون علم بلادهم بدل الإسرائيلية في جنح الظلام

بعد حملة إسرائيلية «مستفزة» احتفالا بذكرى «قيامها» الـ64

فلسطيني يتسلق عمود كهرباء لإنزال علم إسرائيلي وإحلال آخر فلسطيني محله («الشرق الأوسط»)
TT

فوجئ فلسطينيون وإسرائيليون أمس بأعلام فلسطينية ترفرف عاليا على الطريق السريع بين رام الله ونابلس (نحو 70 كلم)، الخاضع لسيطرة إسرائيلية كاملة بصفته أيضا أحد أهم الطرق التي يستخدمها مستوطنون في قلب الضفة الغربية.

ونجحت مجموعة من الشبان الفلسطينيين باستبدال جزء من الأعلام الإسرائيلية التي كانت ترفرف على طول هذا الشارع بأخرى فلسطينية.

وقال إبراهيم برناط، أحد نشطاء المقاومة الشعبية في فلسطين، وقائم على حملة استبدال الأعلام: «أردنا أن نقول للإسرائيليين أنتم هنا على أرض فلسطينية».

وأضاف: «أردنا أن نقول: إن هذه المناطق هي مناطق فلسطينية، وإن الواجب الوطني والأخلاقي والقانوني يقضي بأن تزال الأعلام الإسرائيلية ويرفع مكانها الأعلام الفلسطينية، هذه أرضنا والسيادة لنا ونحن من يقرر، وأردنا أيضا إرسال رسالة دعم كبيرة للأسرى المضربين عن الطعام وللفلسطينيين الذين يعانون في القدس والقرى من بطش وجدران الاحتلال، في ظل هذه الظروف الصعبة، وأردنا أيضا القول: احنا مش نايمين».

وكانت إسرائيل علقت مؤخرا مئات الأعلام الإسرائيلية، ورسومات لنجمة داود السداسية، على مداخل المستوطنات في الضفة الغربية وعلى طرق مشتركة يستخدمها الفلسطينيون والإسرائيليون احتفالا بذكرى «قيامها» الـ64. وكان لافتا هذا العام أن توزيع الأعلام كان كبيرا ومبالغا فيه ومستفزا، إذ رفعت الأعلام الإسرائيلية أيضا على مداخل قرى وبلدات فلسطينية بين رام الله ونابلس.

وقال برناط «كانوا مستفزين إلى أبعد حد، وقررنا وضع حد لهذا الاستفزاز».

وحملت التجربة الجديدة مخاطرة كبيرة، كون الشبان تحركوا نحو الساعة الثالثة فجرا، في طريق مشترك الاستخدام، ويمر منه مستوطنون كثر إلى مستوطناتهم وعادة ما يكونون محميين بالجنود الإسرائيليين.

وقال برناط «حملنا سلالم واعتمدنا على شبان يجيدون التسلق.. نعم توقعنا القتل أو الاعتقال، لكننا قررنا أن لا نتراجع، ونجحنا بحمد الله».

وأضاف: «ذهبنا إلى حيث استطعنا الوصول وأنزلنا أعلام الاحتلال، على طوال نحو كيلومتر، ورفعنا أعلامنا».

وانطلق برناط ورفاقه من خيمة الاعتصام مع الأسرى وسط رام الله، وعادوا إليها فجرا مع الأعلام الإسرائيلية وأحرقوها منتصف الظهيرة. وقال برناط، «كانت المشاعر كبيرة، لقد كان مثل عرس كبير، وبكى الناس متأثرين».

ويخطط برناط ورفاقه إلى تعميم التجربة، وقال: «الفكرة كانت بتغيير شكل المقاومة الشعبية وتعميمها، نريد نقل التجربة إلى كل الضفة وليس فقط الهتاف في بلعين ونعلين (قريتين تتظاهران ضد الجدار الإسرائيلي بشكل سلمي كل أسبوع)». وأضاف: «سنستهدف كل الضفة الغربية، وأول الغيث قطرة».

وتابع: «ستتعدد أيضا فعالياتنا، وتأخذ أشكالا مختلفة، هناك ما هو أخطر من ذلك». ويرفض برناط إطلاق أي مسميات على مجموعته، وقال: «نحن مجموعة من الشبان الناشطين في المقاومة الشعبية، قرفنا من المسميات، ونبحث عن الحرية والتحرير فقط، هذا هو تعريفنا».

وأعادت الخطوة إلى أذهان الفلسطينيين مشاهد من الانتفاضة الأولى، عندما كان العلم الفلسطيني ممنوعا من قبل الإسرائيليين وقد يكلف الفلسطينيين الحياة أو السجن، وكان يلجأ الملثمون الناشطون إلى تعليقه في حلكة الظلام على أعمدة الكهرباء العالية، وطالما قضى نشطاء قتلا برصاص الجيش الإسرائيلي من أجل رفع العلم. وقال برناط «إنه رمز كرامة وعزة الفلسطينيين وسيبقى مرفوعا».