المجلس القبلي السوري: النظام يهدد مشايخ القبائل بقتل أسرهم في حال تأييدهم للثورة

التركاوي لـ «الشرق الأوسط» : تنظيم مجالس محلية لحفظ الأمن بعد سقوط الأسد

محمد مزيد التركاوي عضو المجالس العربية القبلية في سوريا (تصوير: عبد الله بازهير)
TT

كشف محمد مزيد التركاوي عضو مجالس القبائل العربية والمجلس الوطني السوري عن تهديد مستمر بالقتل لشيوخ ورموز القبائل ولأسرهم من قبل النظام السوري للحيلولة دون انضمامهم للمعارضة، رغم أن معظم الرموز هم صناعة 30 عاما على يد النظام لضمان ولاء القبيلة، على خلاف التركيبة العشائرية في تعيين الشيوخ البدوية. وأعلن التركاوي لـ«الشرق الأوسط» عن خطة يتم الإعداد لها خلال اجتماع المجالس القبلية في القاهرة لتفعيل دور العشائر العربية السورية والتي تمثل 45 في المائة من التركيبة السكانية.

ولفت التركاوي إلى أن هناك تنسيقا مستمرا لحماية المنشقين وسعيهم للانضمام للجيش الحر بعد أن تعمد النظام وضع أفراد القبيلة في مواقع هامشية كحراسة الأبنية وغيرها من الأجهزة الحكومية مع تشديد الحراسة ضدهم ومراقبتهم لعدم الخروج من تنظيمهم العسكري.

ونفى محمد التركاوي عضو المجلس الوطني إلى جانب عضويته في المجلس القبلي ما يتردد من أن أعضاء المجلس القبلي يطمعون في الوصول إلى أطماع سياسية عبر القبيلة مع منحهم صلاحيات لرموز القبيلة، بعيدا عن المؤسسات الحكومية ودورها الرسمي، وأكد أن تشكيلهم للمجلس هو لتعزيز حقوق الشعب السوري وليس لتعزيز النهج القبلي.

وفيما يلي نص الحوار...

* بداية نود أن نبدأ بالتطورات الأخيرة لمجلس القبائل العربية السورية من خلال اجتماعكم حاليا في القاهرة وقبل ذلك في تركيا.. ما الذي تهدفون إليه من هذه الاجتماعات؟

- الاجتماع يهدف بالدرجة الأولى لتنشيط دور القبائل السورية في هذه المرحلة والمرحلة القادمة وأقصد بعد زوال النظام والمتمثل في حفظ النظام وعدم وجود انعكاس غير إيجابي بعد الثورة، كما حدث في الدول العربية الأخرى بعد زوال الأنظمة من جرائم وعدم حفظ الأمن، فالمجتمع القبلي مجتمع تجمعه روابط النسب والمصاهرة التي هي من أكثر الروابط تأثيرا. إضافة إلى طرح المطالب الدولية لإعادة هيكلة المجلس الوطني.

* هذا التحرك من قبلكم كمعارضين يقابله تأييد كبير من رموز القبائل لنظام بشار الأسد وهو ما حرص الأخير عليه من خلال دعم مجلس الشعب بشيوخ وممثلين للقبائل السورية، وهو ما انعكس خلال الاحتجاجات والثورة في دعم النظام من خلال التبرؤ من المعارضين وحرمانهم من الانتساب للقبيلة؟

- صحيح.. النظام يستخدم القبيلة كورقة ضغط من خلال رموزه الذين صنعهم لكسب الولاء من خلال الترغيب والترهيب لما يمثله المجتمع القبلي من نسبة كبيرة في سوريا حيث تمثل العشائر العربية بنسبة 45 في المائة.

* أفهم من كلامك أن شيوخ ورموز العشائر من صنع النظام وهو على خلاف التركيبة العشائرية للبدو والقبائل في الوصول للمشيخة؟

- نعم النظام كان يصنع مشايخ ويضغط لتعيينهم، ولكنهم ليسوا غالبية المشايخ.. الغالبية مورس عليهم ضغط والترغيب في الوصول لمناصب من بينها مجلس الشعب وهؤلاء الرموز سايروا الموجة في السابق ولكن حاليا هم غير راضين عما ينكل به الشعب، وخاصة المدن القبلية كحمص التي دمرت بالكامل، وأنا على يقين أن هؤلاء المشايخ لو ضمنوا حماية لأسرهم سينضمون إلى الشعب ويؤيدونه في إسقاط النظام، سوف أذكر قصة حدثت لشيخ قبلي جاء للسعودية للعلاج بأحد المستشفيات المتخصصة وطلب منه النظام بالقوة عبر التهديد بالقتل العودة لسوريا ولم يقدروا كبر هذا الشيخ أو مرضه، النظام نظام قمعي لا يفرق بين شيخ أو طفل المهم هو حفظ نظامه وهو ما ظهر واضحا من خلال تدمير المدن السورية.

* وماذا عنك؟ هل واجهت تهديدا أنت أو أي من المعارضين خلال تشكيل المجلس القبلي؟

- طبعا الكل واجه تهديدا، ووصلتني تهديدات كثيرة عبارة عن اتصالات مجهولة تحذرنا من الاستمرار بالمجلس، أما في سوريا فبيوتنا مهدمة.

* وماذا يفعل النظام لكسب الشعب القبلي؟

- حاليا يقوم النظام بإنهاء المطالب السابقة للشعب القبلي في سوريا كحفر الآبار وسفلتة الشوارع والزيارات لمسؤولي الجهات الحكومية لتحفيز الشعب بإنجازات كبيرة في البنى التحتية وغيرها من المطالب والحقوق التي حرم منها العشائر في النظام السابق.

* البدو في سوريا يتميزون كغيرهم من العشائر العربية بحمل السلاح بإتقان منذ الصغر.. ماذا يمكن أن يستفاد من هذا الأمر في التسليح الشعبي للثورة؟

- هذا صحيح.. المجتمع العشائري مجتمع مسلح ولكن أسلحته بسيطة، ولكن انضمامهم للجيش الحر ساهم في تنظيم حركتهم، وخاصة أن جيش الحر أصبح له تنظيم في الأشهر الخمسة الماضية من خلال اتصالاتهم وتنسيق ضرباتهم في مواجهة آلة القتل المستمرة ضد الشعب السوري.

* كم يمثل القبليون من نسبة الجيش النظامي، وكم نسبتهم من المنشقين والمنضمين للجيش الحر؟

- العدد كبير وقد يتجاوز 30 في المائة من نسبة الجيش الحر، والعدد في تزايد مستمر ولكن المشكلة تكمن في حرص النظام على عدم خروج أبناء القبيلة من الجيش رغم أن النظام يقوم بتوكيلهم بأدوار هامشية كحراسة الأبنية والمخازن من الأسلحة بمختلف أنواعها ويتم حراستهم لعدم الخروج من الكتائب، بعد أن تزايد خروج القبائل والانضمام للجيش الحر.

* وهل يوجد حماية للمنشقين مع توفير طرق لانضمامهم لجيش الثورة؟

- نعم هناك طرق ميدانية لحمايتهم وسرعة انضمامهم للقتال.

* هل وجه لكم دعم من القبائل العربية الأخرى على اعتبار أن هناك صلة قرابة بينكم ونسبا بين تلك العشائر وتميزها بإمكانية توفير السلاح والمال؟

- حصلنا على دعم معنوي وجاءتنا اتصالات كبيرة من القبائل العربية، وغير ذلك لا يوجد لأننا لم نطلب الدعم المادي.

* هل يوجد مذكرة تفاهم بين القبائل العربية والعشائر الأخرى والمتمثلة في القبائل الكردية والدرزية في سوريا؟

- هذا جزء من الهدف من إجماعنا أن نوحد كلمتنا كعشائر عربية بعدها يتم التنسيق مع العشائر الأخرى من التركيبة السكانية السورية، ونحن مجتمعون على أن سوريا وطن للجميع ولا يمكن تقسيمها لأي طائفة أو عشيرة.

* يتردد أن اجتماعكم في القاهرة يهدف لأطماع سياسية، وعودة النفوذ لرموز القبلية المهمشين من النظام من خلال نهج القبيلة والبعد عن المؤسسات المدنية، ما تعليقكم؟

- ليس صحيحا.. رؤيتنا واضحة ومواضيعنا تصب في مصلحة سوريا بالدرجة الأولى صحيح أن هناك مطالب ولكن لا تتعدى مجرد حقوق حرمت منها العشائر وهي حقوق يشترك فيها جميع التركيبة السكانية لسوريا، نحن نسعى للحفاظ على سوريا وليس النظام القبلي.

* هل المجلس القبائل العربية وبقية المجالس القبلية الأخرى تحظى بدعم للمجلس الوطني السوري؟

- نلقى دعما كبيرا من المجلس وأنا أحد أعضاء هذا المجلس، ولكن لا نعمل تحت مظلته.

* أشرتم في حديثكم في البداية إلى أن من أهداف المجلس القبلي إعادة هيكلة المجلس الوطني، معنى ذلك أنكم غير راضين عن المجلس؟

- أولا دعني أوضح هذه المسألة.. نحن في المجلس القبلي بجميع أعضائه لسنا معترضين على المجلس ككيان وما يمثله للشعب السوري، ولكن لا قدسية لأشخاص في هذا المجلس وهذا هو السبب في اعتراضنا ومطالبتنا بإعادة هيكلته.

* تشتركون في مطالبكم مع المطالب الكردية، هل هناك خلافات في المجلس حول تنفيذ أجندة مخصصة لبعض الطوائف؟

-أبدا.. لا يوجد خلاف والخلاف الكردي ممثل في حزب وحيد، وإذا وجدت معارضة فتتمثل فقط في نسب التمثيل فقط وليس لتنفيذ أجندة لكل طائفة أو دول خارجية كما يقال، ونحن كمجتمع قبلي نشعر أننا مهمشون يجب أن يكون لنا تمثيل كبير لأن تمثيلنا قليل جدا مقارنة بما يمثل العشائر القبلية في التركيبة السكانية في سوريا.

* يثار جدل كبير حول تسليح الجيش الحر، وكان من أول المطالبين على الوجه الرسمي السعودية عندما أعلن الأمير سعود الفيصل وزير الخارجية بضرورة تسليح المعارضة، ما هو تعليقك؟

- نحن في سوريا سواء كمعارضين في الخارج أو الداخل نثمن مواقف السعودية وعلى رأسهم جلالة الملك خادم الحرمين الشريفين ونحن نشعر أن موقفهم هو موقف إنساني على عكس ما نشعر به من مواقف لدول أخرى من مواقف مصالحة وغيرها، والتسلح مطلب للشعب وهناك إجماع كبير على هذا الأمر، وما يواجه هذا الإجراء من تخوف من التسلح ووصوله لجهات وتنظيمات إجرامية ليس في محله، بسبب أن وجود الجيش الحر والمنظم حاليا.

* ميدانيا.. هل صحيح أن حزب الله وجيوشا من إيران هي من تقوم بقتل السوريين العزل بهذه الوحشية؟

- حزب الله وإيران كانوا في السابق يدعمون النظام من خلال الدعم اللوجستي والمتمثل في أغلبه في نقل خبرات وتنفيذ خطط، أما الآن فغالبية القناصة والعناصر الأمامية هم من حزب الله والإيرانيين الذي يوقعون الأعداد اليومية من القتلى السوريين.

* بالعودة للاجتماع المنعقد حاليا في القاهرة.. هل يمكن أن تشرح لنا كيف تنسقون لأهدافكم ميدانيا مع المعارضين في الداخل؟

- سنعمل على تشكيل مجالس محلية فكل مدينة ومنطقة تتراوح فيها نسبة القبائل ما بين 30 إلى 25 في المائة، وهذه النسبة فقط للقبائل العربية في حين سيتم مستقبلا التنسيق مع هذا الأمر مع القبائل الأخرى كالكردية والدرزية وبالتالي يتم تغطية معظم المدن السورية لحفظ النظام بعد سقوطه وهذا إجراء احترازي مهم لحفظ الأمن وهذا الأمر سيعلن خلال الأيام المقبلة كتوصيات نهائية للاجتماعات القبلية بالتنسيق مع المجلس الوطني السوري.