سيناء: مسلحون مجهولون يطلقون سراح 6 جنود مصريين بعد اختطافهم بساعات

نفذوا أربع هجمات على كمائن الشرطة.. والجيش أعلن حالة الطوارئ في سيناء

مدرعات مصرية في الطريق السريع بين السويس والإسماعيلية (نيويورك تايمز)
TT

قالت مصادر أمنية مصرية بشمال سيناء إن مسلحين مجهولين أطلقوا سراح 6 من مجندي الشرطة المصريين، أمس، وذلك بعد اختطافهم لمدة ساعتين أثناء وجودهم في نوبة حراسة عند إحدى النقاط الحدودية على الحدود بين مصر وإسرائيل، وقالت المصادر إن الجنود الستة أكدوا في التحقيقات الأولية أن مجهولين يحملون الأسلحة الآلية أجبروهم على ركوب شاحنة صغيرة دون لوحات معدنية واقتادوهم إلى مكان مجهول وأنهم أطلقوا سراحهم بعد مخاوف من تورطهم في مواجهات مع الشرطة التي كانت قد بدأت البحث عنهم.

ورجحت المصادر الأمنية أن يكون الخاطفون من عصابات التهريب التي تقوم بعمليات تهريب المهاجرين الأفارقة والمخدرات على الحدود بين مصر وإسرائيل.

واختطف مسلحون الأسبوع الماضي أحد الجنود المصريين على الحدود بين مصر وإسرائيل أثناء تصديه لعملية تهريب حيث أطلقوا سراحه بعد ساعات بعد تدخل عدد من مشايخ البدو.

وكانت قوات الجيش والشرطة عززت من وجودها عند الحواجز الأمنية المنتشرة بسيناء بعد تعرضها لأربع هجمات بالقذائف الصاروخية «آر بي جي» من جانب مجهولين يرجح أن يكونوا من الجماعات الجهادية التي تنتشر برفح والشيخ زويد.

وكان الجيش الثاني الميداني في مصر قد أعلن أول من أمس حالة الطوارئ في جميع الحواجز والأكمنة بشبه جزيرة سيناء، وقام بالدفع بتعزيزات أمنية على نقاط التفتيش والأكمنة الرئيسية في شبه الجزيرة التي يوجد لها حدود مع كل من إسرائيل، وقطاع غزة الذي تسيطر عليه حركة حماس. ويأتي الإعلان عن رفع حالة الطوارئ في أعقاب الهجمات المتتالية التي تتعرض لها نقاط التفتيش وكان آخرها تعرض نقطة تفتيش أبو طويلة شرق مدينة العريش بمحافظة شمال سيناء لهجوم أول من أمس أسفر عن إصابة اثنين من جنود القوات المسلحة بإصابات خطيرة.

ويعتبر الهجوم الأخير هو الرابع من نوعه الذي تستخدم فيه قذائف «آر بي جي» ضد قوات أمن مصرية في عدد من الحواجز الأمنية بالمنطقة خلال أقل من أربعة أيام، وهي الهجمات التي أسفرت عن مقتل جندي بالقوات المسلحة وإصابة 3 مجندين، إضافة إلى المصابين الاثنين أمس.

وقالت مصادر أمنية بشمال سيناء إن مسلحين مجهولين كانوا يستقلون سيارة رباعية الدفع بدون لوحات معدنية قاموا بالهجوم بقذائف «آر بي جي» والرشاشات الخفيفة في الساعات الأولى من صباح أمس (السبت) على كمين أمني تابع للجيش يتمركز عند قرية أبو طويلة بالطريق الدولي الشيخ زويد - رفح. وأسفر الهجوم عن إصابة مجندين تم نقلهما إلى مستشفى العريش العام.

وقالت المصادر إن النيابة العامة بشمال سيناء أمرت بتكثيف التحريات حول ظروف وملابسات الواقعة وضبط الجناة ومعاينة الأدلة الجنائية ومعاينة وتصوير موقع الحادث والمدرعة التي تعرضت للهجوم وبيان نوع السلاح المستخدم.

وتعاني سيناء منذ اندلاع الثورة في مصر في مطلع العام الماضي انفلاتا أمنيا متزايدا زاد من صعوبة السيطرة عليه الطبيعة الجغرافية الوعرة لسيناء والقيود المفروضة على القوات المصرية بسيناء بسبب اتفاقية السلام مع إسرائيل بعد حرب 1973. ويقول المراقبون إن اتفاقية السلام تحد بشكل كبير من محاصرة الانفلات الأمني والقضاء على المخربين. ويعزي المراقبون موجات الانفلات الأمني أيضا إلى الضجر من العلاقات مع إسرائيل خاصة أن عدة مظاهرات احتجاجية من فقدان الأمن في سيناء ارتبطت بتفجير خط الغاز المصدر إلى إسرائيل، بالإضافة إلى ظهور جماعات جهادية طالبت بتكوين إمارة إسلامية بسيناء وفتح الحدود مع قطاع غزة المحاصر الذي تديره حركة حماس.

وأكدت المصادر أن مديرية أمن شمال سيناء بالاشتراك مع القوات المسلحة قامت بتعزيز جميع الأكمنة المنتشرة بمدينتي رفح والشيخ زويد بعدد من الآليات والمدرعات وذلك لتعزيز قدرات الأمن عند الحواجز الأمنية على الطريق الدولي «العريش – رفح» لتفادي أي هجمات جديدة قد يقوم بها مسلحون في الأيام المقبلة.

وكانت مدرعتان للشرطة قد تعرضتا قبل يومين لهجمات مماثلة إحداها كانت تقوم بحراسة مستشفى الشيخ زويد دون حدوث إصابات فيما لقي جندي مصرعه وأصيب اثنان آخران في هجوم بقذيفة «آر بي جي» على مدرعة كانت موجودة بكمين ميدان الماسورة بمدخل رفح الغربي.

وتقول مصادر أمنية إن مديرية أمن شمال سيناء تقوم بإعداد حملات مكبرة للقضاء على البؤر الإرهابية بمركزي رفح والشيخ زويد كان قد تم تأجيلها بعد إضراب لأفراد بالشرطة بشمال سيناء للمطالبة بتحسين أوضاعهم المالية.