إيران: لا تنازلات خلال محادثات بغداد.. ودبلوماسيتنا قائمة على «التقوى وخشية الله»

عبرت عن قلقها من الاتفاق الأمني بين واشنطن وكابل.. ووصفت سياسات أميركا بـ«التخريبية»

TT

أدانت الجمهورية الإسلامية ما سمته زيارات ومشاورات الغرب التي تسبق المفاوضات النووية، المقرر عقدها لاحقا خلال الشهر الحالي في بغداد، بين طهران وقوى الغرب، وقالت إنها تهدف إلى تغيير أجواء المفاوضات والضغط عليها لتقديم «مجموعة من التنازلات»، مؤكدة أنها لن تسمح بالمساس بحقوق الشعب الإيراني. وفي الوقت ذاته عبرت طهران عن قلقها من الاتفاق الأمني الذي أبرمته جارتها أفغانستان مع الولايات المتحدة، والذي يسمح بوجود قوات أميركية حتى بعد الانسحاب الأميركي المقرر في 2014. كما شنت هجوما على السياسة الأميركية ووصفتها بـ«التخريبية» بينما وصفت سياستها بأنها قائمة على «خشية الله».

وكانت جولة من المفاوضات عقدت في إسطنبول التركية منتصف أبريل (نيسان) الماضي بين إيران ومجموعة «5+1»، التي تضم الدول الخمس دائمة العضوية في مجلس الأمن وألمانيا، ووصف المسؤولون الإيرانيون أجواء تلك المفاوضات بـ«الإيجابية»، وأكدوا أنهم يأملون في أجواء مماثلة خلال مفاوضات بغداد المقررة في 23 من الشهر الحالي. ونقلت أمس وكالة أنباء الجمهورية الإسلامية الرسمية «إرنا» عن المتحدث باسم وزارة الخارجية الإيرانية، رامين مهمان باراست، أن «زيارات ومشاورات الغرب مع حلفائه قبل المفاوضات المقبلة بين إيران ومجموعة دول 5+1 ف بغداد، تهدف إل تغيير أجواء المفاوضات والحصول عل مجموعة من التنازلات، لكن عليهم أن يعلموا أننا لن نسمح بالمساس بحقوق الشعب الإيران العظيم».

وأفادت الوكالة الإيرانية أن تصريح مهمان باراست جاء ردا عل سؤال بشأن الزيارة المقبلة لمسؤولة السياسة الخارجية للاتحاد الأوروبي، كاثرين أشتون، إل الأراض الفلسطينية، وتزامن زيارة مسؤولين أميركيين إل لبنان والهند، مع زيارة مسؤولين إيرانيين إلى البلدين، في إشارة إلى محاولة الولايات المتحدة قطع الطريق أمام الجمهورية الإسلامية في التواصل مع حلفائها وأصدقائها وسط عزلتها السياسية والاقتصادية جراء العقوبات الدولية التي فرضت عليها بسبب برنامجها النووي، الذي يشتبه الغرب بأن له أبعادا عسكرية. وكانت تقارير إخبارية إسرائيلية قد أفادت، أول من أمس، بأن رئيس مجلس الأمن القومي الإسرائيلي، ياكوف أميدرور، قام الأسبوع الماضي بجولة أوروبية شملت بريطانيا وألمانيا وبلجيكا، لمناقشة الملف النووي الإيراني، وذلك قبل محادثات بغداد. ونقلت صحيفة «هآرتس» الإسرائيلية عن السفير البريطاني لدى إسرائيل ماثيو غولد الذي شارك في المحادثات بين أميدرور والمسؤولين البريطانيين: «موقفنا واضح.. لسنا سذجا حيال نوايا إيران وتكتيكاتها التفاوضية.. لن نسمح لإيران بأن تستغل المفاوضات لكسب الوقت، ولن تكون هناك مفاوضات إلى الأبد.. إذا كانت إيران تطيل أمد المفاوضات لتجنب مزيد من الضغط، فإنها مخطئة تماما».

وأضاف مهمان باراست أن «هذه المشاورات، وكذلك الحرب النفسية والدعائية، ه وسيلة لممارسة ضغوط ممنهجة قبل بدء المفاوضات بين إيران ومجموعة دول 5+1 ف بغداد»، وأضاف أن «هذه الأمور لن تنال من إرادة الشعب الإيراني وممثليه ف المفاوضات».

وقال إن «أرادوا إجراء مشاورات بعضهم مع بعض فإن ذلك شأنهم، لكن ما يخصنا هو أن مشكلات العالم تتم تسويتها من خلال المشاركة وتبادل الآراء بين كل الدول.. وأن احترام حقوق الشعوب يجب أن يشكل أساسا، وأن إزالة انعدام العدالة يمكن أن تزيل الكثير من التوترات».

وصرح بأن بلاده مصممة على «إقامة نظام عادل ف العالم المعاصر، ومن المؤكد أننا سنبذل جهدنا ف هذا الإطار»، وتابع قائلا إن «العالم بأسره يعلم اليوم أن الجمهورية الإسلامية الإيرانية قوة مؤثرة عل الصعيدين الإقليمي والدولي، ولديها الكثير مما تريد قوله».

وحول طبيعة المفاوضات المقبلة مع الغرب في فيينا المقررة منتصف الشهر الحالي، والتي تسبق مفاوضات بغداد، قال مهمان باراست إن «هذه المفاوضات تقنية وقانونية، وطبيعي أن توفد مؤسسة الطاقة الذرية الإيرانية وفدا تقنيا إل فيينا لإجراء المفاوضات».

وفي غضون ذلك، أدانت وزارة الخارجية الإيرانية أمس الاتفاق الاستراتيجي الجديد الذي تم توقيعه بين أفغانستان والولايات المتحدة، وقالت إنه سيتسبب في زعزعة استقرار الجمهورية الإسلامية.

وقال مهمان باراست في بيان بثته وكالة الأنباء الرسمية «إرنا» إن «إيران قلقة بشأن الاتفاق الاستراتيجي الذي تم توقيعه بين أفغانستان والولايات المتحدة». وأكد أن «الاتفاق الاستراتيجي لن يحل مشكلات أفغانستان الأمنية، بل إنه سيزيد من حالة انعدام الأمن والاستقرار في أفغانستان».

وجاءت تصريحاته بعد أن وقع الرئيس الأميركي باراك أوباما الأربعاء اتفاقا مع نظيره الأفغاني حميد كرزاي، لتوثيق العلاقات بين البلدين في مرحلة ما بعد انسحاب القوات بعد عام 2014.

وينص الاتفاق على احتمال بقاء قوات أميركية في أفغانستان لتدريب القوات الأفغانية ومطاردة فلول تنظيم القاعدة.

وينص الاتفاق الذي تم التوصل إليه بعد أشهر من المفاوضات الشاقة، على أن لا تسعى الولايات المتحدة إلى إقامة قواعد عسكرية دائمة في أفغانستان.

وقال مهمان باراست إن «الحل لإرساء الأمن في أفغانستان هو مغادرة القوات الأجنبية»، وأضاف أن الاتفاق يمثل مصدر «قلق» لإيران؛ «لأن وضع القواعد العسكرية الأميركية في أفغانستان لا يزال غير واضح، كما أن المهام الأمنية للقوات الأميركية تفتقر إلى الشفافية».

وفي تصريحات منفصلة، شن مهمان برست هجوما على السياسة الأميركية، وقال إن الدبلوماسية الأميركية العامة تنتهج سياسة تخريبية وأداة لتحقيق أغراض خاصة».

وأضاف أنه «في الدبلوماسية الأميركية العامة لا يوجد شيء اسمه الخشية من الله، ف حين أن التقوى والخشية من الله هي أساس الدبلوماسية الإسلامية العامة». وزعم أن الديمقراطية ف دبلوماسية أميركا العامة تحولت إل أداة. وقال إنه «على سبيل المثال يدعون أنه لا توجد ديمقراطية ف الجمهورية الإسلامية الإيرانية، ف حين أن 33 عملية انتخابات جرت ف إيران بعد انتصار الثورة الإسلامية، أما ف بعض دول المنطقة والت لم تجر فيها أي انتخابات، فإنهم يدعون وجود الديمقراطية فيها».