إسرائيل: انتخابات برلمانية مبكرة في 4 سبتمبر المقبل

أحزاب عدة تبحث عن جنرالات سابقين لترشيحهم في مواجهة سيطرة نتنياهو

بنيامين نتنياهو
TT

مع إعلان رئيس الوزراء الإسرائيلي، بنيامين نتنياهو، إجراء انتخابات مبكرة للكنيست (البرلمان) قبل 14 شهرا من موعدها، بدأت الأحزاب الإسرائيلية المنافسة له، تفتش عن وسائل لمواجهة سطوته على الحياة السياسية. وبدا أن غالبيتها تتجه نحو رفد قوائمها الانتخابية بشخصيات بارزة في المجتمع، مثل رجال الأعمال والأكاديميين ونجوم الرياضة والفن. لكن أكثر مجال يفتشون فيه هو السلك العسكري، حيث يجري البحث عن جنرالات سابقين لوضعهم في مقدمة قوائم المرشحين.

وقال ميخائيل أراد، أحد المستشارين في موضوع «الاستراتيجية الانتخابية»، إن الأحزاب الإسرائيلية تدير حملة محمومة، بحثا عن رموز ونجوم انتخابيين لتعزيز قوائمها، وذلك لمواجهة الشعبية الكبيرة نسبيا (48 في المائة) التي يتمتع بها نتنياهو، وسعيا لجذب الناخب الإسرائيلي المتوسط للتصويت لها بدلا من التصويت لليكود. وأكد أراد أن الأحزاب الإسرائيلية تبحث أساسا عن جنرالات متقاعدين، وعن نساء ناشطات وبارزات يمكن أن يشكلن نقطة جذب لهذه الأحزاب.

وكان نتنياهو قد خرج من أسبوع الحداد على وفاة والده، أمس، ليعلن أن الانتخابات ستجرى في أول يوم ثلاثاء من شهر سبتمبر (أيلول) المقبل، وقد بدأ الكنيست في مسار لحل نفسه خلال هذا الأسبوع (وربما ينهي الأمر اليوم أو غدا). وتسببت هذه الخطوة في إحداث بلبلة شديدة داخل الأحزاب في إسرائيل، الائتلافية والمعارضة على السواء، لكن أيا منها لا تعترف بذلك، خوفا من أن تظهر متخوفة من الانتخابات أمام الجمهور، بينما تفتش عن وسائل تظهر فيها كمعارضة مقنعة.

وقد اختارت زعيمة حزب العمل الجديدة، شيلي يحيموفتش، أمس، موضوع الحرب على إيران كرافعة لحملتها الانتخابية، خصوصا بعد أن أبدى قادة عسكريون كبار رفضهم لهذه الحرب. فقالت خلال لقاءات صحافية، إن بنيامين نتنياهو يتخذ موقفا مغامرا ومتشددا من البرنامج النووي الإيراني، مما يجعل هذه المسألة موضوعا رئيسيا في الانتخابات البرلمانية المتوقعة هذا العام. وأضافت: «إنه لخطر بالغ أن يتحول الموضوع مع إيران إلى أكبر مشكلات إسرائيل، فالبرنامج النووي الإيراني هو مشكلة العالم كله، ومن الخطأ والغباء أن نحمله كله على عاتقنا عبئا وأن نكون فيه رأس الحربة».

وحرصت يحيموفتش على التأكيد على أن واشنطن ترى أن الوقت ما زال يسمح بإعطاء فرصة للعقوبات الاقتصادية والسبل الدبلوماسية لمنع إيران من السعي نحو امتلاك أسلحة نووية قبل اتخاذ قرار بشأن أي خطوات عسكرية. كما لفتت النظر إلى أن موقفها قريب من مواقف قادة الأجهزة الأمنية الكثيرين الذين انتقدوا نتنياهو وحذروا من مواقفه المغامرة.

وأكدت يحيموفتش أنها ترى نفسها المنافس الأساسي لنتنياهو على رئاسة الحكومة، علما بأن استطلاعات الرأي الأخيرة تشير إلى أن حزب العمل الذي حكم إسرائيل لعقود، وله الآن ثمانية مقاعد فقط في البرلمان، يتقدم إلى المركز الثاني خلف حزب الليكود اليميني الذي يتزعمه نتنياهو.

ومع توقع فوز العمل بنحو 18 مقعدا وحزب الليكود بنحو 30 مقعدا في البرلمان المكون من 120 مقعدا، من الممكن أن تكون يحيموفتش شريكا لنتنياهو في ائتلاف الحكومة المقبل.

وقالت يحيموفتش إنها لا تستبعد فكرة الانضمام إلى حكومة ائتلافية يقودها نتنياهو إذا لم تتمكن من إسقاطه، إذا تبنى الائتلاف «برنامجا ديمقراطيا اجتماعيا» ومزيدا من الدبلوماسية مع الدول العربية.

وقالت يحيموفتش إن على إسرائيل أن تتخذ خطوات من أجل إحياء محادثات السلام مع الفلسطينيين المتوقفة منذ أواخر 2007. وركزت يحيموفتش، الصحافية السابقة ذات الفكر اليساري التي انتخبت زعيمة للحزب في سبتمبر (أيلول) الماضي، انتقاداتها لنتنياهو على السياسات الاقتصادية التي يلقى عليها باللائمة في أزمة المساكن وارتفاع أسعار السلع الغذائية التي أثارت احتجاجات غير مسبوقة العام الماضي. وقالت يحيموفتش إن من «الضروري» تحسين العلاقات مع مصر التي تدهورت بعد انتفاضة أطاحت بالرئيس حسني مبارك العام الماضي، ومع تركيا التي ساءت العلاقات معها بعد الهجوم الدامي الذي شنه الجيش الإسرائيلي على سفينة كانت تحمل مساعدات وتحاول كسر الحصار على قطاع غزة.

وأما في حزب الليكود الحاكم، فإن نتنياهو يسعى لتشكيل قائمة انتخابية متوازنة من كل الاتجاهات، على الرغم من وجود بعض الشخصيات التي من شأنها أن تشكل مصدر «وجع رأس» لنتنياهو من حيث مواقفها اليمينية الأكثر تطرفا، كداني دنون وزئيف إلكين وتسيبي حوطوفيلي وموشيه فيغلين. مع ذلك فإن قائمة الليكود قد تفتقد هذه المرة نجوما وشخصيات عرف عنها احترامها لاستقلالية القضاء والقانون، وفي مقدمة هؤلاء بيني بيغن، الذي أعلن أنه قد لا يعود إلى الكنيست ولا يرشح نفسه للانتخابات المقبلة، فيما يتوقع أن يذهب دان مريدور ضحية التصفيات في الانتخابات التمهيدية لاعتباره، من قبل أنصار فيغلين ومجموعات اليمين، «معتدلا» أكثر من اللازم. من هنا قد يسعى نتنياهو إلى تحصين موقع لبراك، وهو خيار يواجه معارضة شديدة داخل صوف الليكود، أو قد يستعيض عن ذلك بتعزيز القائمة بنجوم آخرين من المجال الأكاديمي.