ضمن سلسلة الهجمات التي تستهدف تنظيم القاعدة في اليمن، تم الإعلان أمس عن مقتل عنصرين من «القاعدة» في منطقة الشبوة أمس. وأكدت السفارة اليمنية في واشنطن مقتل أحد زعماء «القاعدة» فهد القصع، قائلة في بيان مقتضب إنه «إرهابي من بين المطلوبين في اليمن».
ونقلت وكالة «رويترز» عن سكان ومتحدث باسم جماعة أنصار الشريعة المرتبطة بتنظيم القاعدة أن اثنين من أعضاء «القاعدة» اليمنيين قتلا في سيارتهما فيما يبدو أنه هجوم بطائرة أميركية دون طيار في وادي رفض بمحافظة شبوة في جنوب اليمن أمس الأحد.
وقال السكان إن الرجلين هما فهد القصع الذي فر من السجن عام 2005 وفهد سالم. وأضافوا أن الطائرة التي أطلقت الصاروخ شوهدت في السماء. وأوضح السكان أنه لم يقتل غيرهما في الهجوم ولم يكن غيرهما في السيارة. ولفت بيان السفارة اليمنية إلى أن القصع قد أدين بتفجير المدمرة الأميركية «يو إس إس كول» في عدن. وهو المطلوب رقم 3 على لائحة المطلوبين لدى الولايات المتحدة. عقد أمس في صنعاء لقاء بين الرئيس اليمني، عبد ربه منصور هادي، ومدير دائرة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا في الاتحاد الأوروبي، للتباحث حول التهيئة للحوار الوطني وموضوع الحرب على الإرهاب، في وقت تحتجز فيه السلطات الأمنية اليمنية بلجيكيين للاشتباه بصلاتهما بتنظيم القاعدة. والتقى الرئيس عبد ربه منصور هادي، أمس، مدير دائرة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا في الاتحاد الأوروبي، كريستيان برجر، ورئيس الاتحاد الأوروبي في اليمن ميكيليه سيرفونيه دورسو. وناقش هادي مع الوفد الأوروبي الاستعدادات وتهيئة المناخات والظروف الملائمة من أجل انعقاد المؤتمر الوطني الشامل من أجل مناقشة كل القضايا والملفات دون خطوط حمراء وفي ظل اليمن الموحد للخروج من الأزمة والظروف الصعبة الراهنة والعبور إلى بر الأمان.
وخلال اللقاء أشار هادي إلى ما يسببه تنظيم القاعدة من زعزعة للأمن والاستقرار في بعض المحافظات وفي المقدمة محافظة أبين, وكذا ما تسببه أعمال القرصنة في خليج عدن والبحر الأحمر، مؤكدا أن اليمن بحاجة إلى دعم قوي من المجتمع الدولي حتى يتجنب الانزلاق إلى متاهات لا تحمد عقباها.
وقال هادي: «إن الوضع لا يزال حساسا ودقيقا، وإن المخرج الوحيد هو تنفيذ التسوية السياسية التاريخية المرتكزة على المبادرة الخليجية وآليتها التنفيذية المزمنة وقرار مجلس الأمن الدولي رقم 2014, التي ارتضت بها القوى السياسية ووقعت عليها ويساندها المجتمع الدولي بأسره». وأضاف هادي: «نحن اليوم في منتصف الطريق ولا بد من ترجمتها بصورة أمينة ودقيقة وسريعة من أجل المضي صوب الغد المأمول وإخراج اليمن من الأزمات والمشكلات ووضع العجلة في الطريق الصحيح واستيعاب المرحلة بكل متغيراتها والنظر إلى المستقبل لتلبية تطلعات وآمال الشعب اليمني في التغيير والبناء».
إلى ذلك، قال مسؤول أمني يمني بوزارة الخارجية البلجيكية أمس إنه قد يتم ترحيل اثنين من مواطني بلجيكا من اليمن بعد احتجازهما الشهر الماضي للاشتباه في تورطهما في «الإرهاب». وقال المسؤول اليمني إن المحتجزين هما إبراهيم بالي وعز الدين طهيري وهما بلجيكيان من أصل عربي وقال إنهما احتجزا يوم 13 أبريل (نيسان) في مطار صنعاء لدى محاولتهما دخول البلاد. وقال المسؤول: «ألقي القبض عليهما للاشتباه في التخطيط لأنشطة إرهابية في اليمن. نحن بصدد التفاوض مع الحكومة البلجيكية. نتوقع ترحيلهما خلال أيام», وأكد متحدث باسم الخارجية البلجيكية احتجاز الاثنين بسبب تورطهما المشتبه به في نشاط «إرهابي»، وقال إن بروكسل تسعى إلى الحصول على التمثيل القانوني لهما.
ويمثل تنظيم القاعدة في جزيرة العرب المتمركز في اليمن مبعث قلق كبيرا لواشنطن التي تشن حملة اغتيالات على الأعضاء المزعومين في التنظيم باستخدام ضربات الطائرات من دون طيار والهجمات الصاروخية.
وتريد الولايات المتحدة من الرئيس الجديد عبد ربه منصور هادي الذي تولى منصبه بعد احتجاجات حاشدة استمرت عاما ضد سلفه الرئيس علي عبد الله صالح توحيد القوات المسلحة واستخدامها في محاربة تنظيم القاعدة، وذلك بعد أن تسببت الاحتجاجات ضد الرئيس في انقسام الجيش إلى فصائل متناحرة.
وسيطرت مجموعة مرتبطة بتنظيم القاعدة على أجزاء من الأراضي في جنوب اليمن خلال الانتفاضة ضد الرئيس السابق صالح الذي كان حليفا مقربا للولايات المتحدة، وقتلت نحو مائة من الجنود اليمنيين في هجوم واحد قرب إحدى تلك المناطق في مارس (آذار).