حاكم رأس الخيمة يشن هجوما على «المزايدين» في الدين والوفاء وحب الوطن

قال إن حديثه موجه إلى من يريد أن يعطي الإماراتيين دروسا هم «في غنى عنها»

TT

شن الشيخ سعود بن صقر القاسمي، عضو المجلس الأعلى حاكم رأس الخيمة، هجوما على من وصفهم بـ«المزايدين الذين يريدون أن يعبثوا باستقرار هذا البلد»، معتبرا أن «أهل الإمارات ليسوا بحاجة إلى من يعلمهم؛ فهم واثقون بأنفسهم»، معتبرا أن «ما يتردد عن أن البعض يضع نفسه بمكانة الموجه والناصح لأهل الإمارات، فهم ليسوا بحاجة إليه»، وأن من أراد النصح «عليه الدخول من الأبواب المشرعة على مصراعيها».

وتناول القاسمي في لقاء مفتوح مع عدد من مواطني إمارة رأس الخيمة ما تداولته شبكات التواصل الاجتماعي مؤخرا، معتبرا أن حديثه هذا موجه إلى «من يريد أن يعطي الناس دروسا نحن في غنى عنها، فلا مزايدة على الدين والوفاء وحب الوطن، فنحن نحتضن الغريب للعيش بيننا فكيف الحال بالنسبة لأبنائنا؟!»، مضيفا: «إننا اليوم نسمع بعض المزايدين الذين يريدون أن يعبثوا باستقرار هذا البلد، وأنا أقول لهم إن أهل الإمارات ليسوا بحاجة إلى من يعلمهم فهم واثقون بأنفسهم وتلاحمهم ومواقف الإمارات سباقة في كثير من المجالات وشخصية أهلها ليست مصطنعة وثوابتها راسخة»، موضحا «ما يتردد عن أن البعض يضع نفسه بمكانة الموجه والناصح لأهل الإمارات، فهم ليسوا بحاجة إليه فالإخلاص طيبة مغروسة في وجدانهم».

وكانت تقارير إعلامية تحدثت عن اعتقال الشيخ سلطان القاسمي وهو ابن عم حاكم رأس الخيمة ورئيس جمعية الإصلاح المحظورة ذات التوجه الإسلامي، الشهر الماضي، وهو الموضوع الذي يتم تدوله على مواقع التواصل الاجتماعي بين التأكيد والنفي، كما يعطيه البعض أبعادا قبلية فيما يعطيه البعض الآخر أبعادا سياسية.

وتابع القاسمي حديثه بالقول: «إنني أنصح الذين يتدخلون في شؤون الإمارات أن لا يتكلموا في شؤون لا تعنيهم، لأن من سبقوا خلفوا صرحا كبيرا، والشعب الذي قام بالبناء هو نفسه الشعب المتلاحم كالجسد الواحد، وقد تعاهدنا منذ أربعين عاما على قيام هذا الاتحاد حكاما وشعبا على العمل سويا من أجل غد أفضل وهذا الشعب هو من حافظ على هذا الاتحاد وليس بحاجة إلى دروس توعوية من أحد؛ فكيف لا نحافظ على البناء ونحن نحتضن شعوب العالم التي آثر أبناؤها أن يأتوا إلينا بإرادتهم حبا في كرامة العيش وهو دليل على الأمن والأمان الذي ننعم به والحمد الله».

واعتبر حاكم رأس الخيمة أن أهل الإمارات استطاعوا أن يعطوا الآخرين تجارب في التعايش المشترك، وبما لا يخل بالإخلاص والولاء، لافتا إلى أن من خالف ذلك «عليه البحث عن مكان آخر؛ لأن الخيانة معيبة له ولوطنه»، مشيرا إلى أنه انتهج سياسة الأبواب المفتوحة، ومن أراد النصح فعليه الدخول من الأبواب المشرعة.

وشدد الحاكم على أن ما حدث في دولة الإمارات «من تطور لم تشهده كثير من الدول وإن تطور أداء الوزارات والجهات الاتحادية والمحلية من أولويات قيادتنا الحكيمة، وهي مستمرة لما فيه صالح البلاد، فكل ناصح يجب أن يحترم تراب هذا الوطن وأن لا يخلط بين التواضع والضعف»، موضحا أن حديثه موجه إلى من يريد أن يعطي الناس دروسا «نحن في غنى عنها.. فلا مزايدة على الدين والوفاء وحب الوطن.. فنحن نحتضن الغريب للعيش بيننا؛ فكيف الحال بالنسبة لأبنائنا»، معتبرا أن من يقارن نفسه بالآخرين عليه أن يتكلم بلغة الأرقام المرتبطة بالأعمال.. «إن خسارة أبنائنا هي خسارة لنا، فنحن قادرون على علاجهم وإصلاحهم، ونحن أوفياء لبلدنا الإمارات.. إننا نعرف جيدا لغة البناء، وهي تختلف كثيرا عن لغة الهدم»، مؤكدا أن «وفاءنا بالعهود التي قطعناها لا تسمح لأي مغرض أن يمس شبرا من بلدنا، وسوف نحافظ عليه.. فالإمارات هي من صنعت تاريخها ولم يصنع لها.. كل إنسان يخطئ لكن تصحيح الخطأ وارد، إذا ما كان هناك عزيمة وإصرار»، معتبرا أن «الكلام القاصر من أي شخص لا ينقص من مكانة الإمارات، دولتنا مباركة وخيرها وظلها لأهلها وغيرها حتى في المحن البعيدة في مجتمعنا العربي، والإمارات محصنة بإرث المرحوم الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، وإنجازات رئيس الدولة وأعضاء المجلس الأعلى حكام الاتحاد ومسيجة بولاء أبناء الإمارات لوطنهم وقيادتهم ولا نلتفت للتفاهات والمقولات المهزومة والمتداعية».