السلطات المصرية تفرج عن 12 طالبا في أحداث العباسية وتمدد حظر التجول

لجان برلمانية تقرر زيارة المعتقلين والمصابين

TT

قررت النيابة العسكرية بمصر، أمس، الإفراج عن 12 طالبا معتقلا في أحداث العباسية. وصرح مصدر عسكري مسؤول بأنه تقرر استمرار حظر التجول في منطقة العباسية بمحيط وزارة الدفاع، شرق القاهرة، ابتداء من الساعة الحادية عشرة من مساء أمس الاثنين وحتى الساعة السادسة من صباح اليوم، وذلك لليوم الرابع على التوالي. يأتي ذلك بينما أكد محام حقوقي أن أغلب المعتقلين يعانون إصابات بالغة.

وكانت قوات الجيش المصري قد اعتقلت نحو 300 بعدما فضت بالقوة اعتصاما حول وزارة الدفاع الجمعة الماضية، حيث تم توجيه 5 تهم لهم تشمل التعدي على منشأة عامة ومنعها من ممارسة عملها، واستعمال القوة والعنف ضد عناصر القوات المسلحة، وقطع الطريق وتعطيل المواصلات العامة، والتجمهر، والوجود في أماكن عسكرية، وهو ما تلاه فرض حظر التجول ليلا في العباسية منذ مساء الجمعة الماضي. وأكد الدكتور حسين عيسى، نائب رئيس جامعة عين شمس، أن القضاء العسكري وافق على طلب الجامعة الإفراج عن 12 طالبا، تم إلقاء القبض عليهم خلال أحداث العباسية، ليتمكنوا من أداء امتحانات نهاية العام الدراسي.

وأثارت أحداث العباسية الكثير من الحراك في مؤسسات الدولة، حيث قررت لجنتا حقوق الإنسان والدفاع بمجلس الشعب زيارة السجون المختلفة الموجود بها الشباب الذين احتجزوا على خلفية أحداث العباسية للاطمئنان عليهم، والتأكد من حسن معاملتهم وتطبيق اعتبارات العدالة عليهم.

كما قررت اللجنة بالتنسيق مع لجنتي الدفاع والشؤون الصحية زيارة المستشفيات التي يعالج بها مصابو الأحداث سواء من أفراد القوات المسلحة أو الشباب للاطمئنان عليهم، ومتابعة أحوالهم الصحية.

وقال جورج إسحاق، عضو المجلس القومي لحقوق الإنسان، إن أعضاء المجلس القومي بانتظار تصريح النيابة العسكرية لزيارة المعتقلين، وقال إسحاق لـ«الشرق الأوسط»: «سنحاول الإفراج عن الطلاب وكل من تم اعتقالهم بعشوائية في الشوارع وفي داخل مسجد النور». وكانت النيابة العسكرية قد أفرجت أمس عن 18 صحافيا وإعلاميا بعد التأكد من كونهم إعلاميين، لكن الحالة الصحية لاثنين من الصحافيين المفرج عنهم، وهما يعملان في جريدة «البديل»، كشفت عن تعرضهما للضرب، وأكد محمود فتح الباب، المحامي بمؤسسة «حرية الفكر والتعبير»، إن عددا كبيرا من المعتقلين مصابون، وقال فتح الباب «أغلب المعتقلين مصابون بجروح في الرأس وكدمات شديدة وآثار تعذيب». وتابع: «الكثير منهم حضر التحقيقات غارقا في دمائه».

وبعد أسبوع من المواجهات العنيفة التي بدأت الأربعاء باعتداء البلطجية على المعتصمين في محيط وزارة الدفاع، بدأت الحياة في العودة لمنطقة العباسية، حيث تستأنف جامعة عين شمس اليوم (الثلاثاء) الدراسة بعد توقف استمر 5 أيام على التوالي. ويقول أحمد رجب، (25 عاما)، مهندس بترول يسكن بالعباسية، «بالطبع سعيد بانتهاء الفوضى والعنف بالعباسية، ولكني غير سعيد بالطريقة التي تم بها فض الاعتصام، خاصة أنها تمت بعنف»، مضيفا أن حظر التجول لا يؤثر على سير الحياة بطريقة طبيعية، وهو ما أكده محمد عبد العزيز، (16 سنة) الذي أبدى سعادته بانتهاء القلق من العباسية.

إلى ذلك، أثارت دعوة المرشح الرئاسي المستبعد، حازم صلاح أبو إسماعيل، لأنصاره بالتجمع في ميدان التحرير الجمعة المقبلة، غضب الكثير من المراقبين، خاصة مع اقتران دعوات أبو إسماعيل لأنصاره دائما بالعنف. ويعتقد الدكتور أشرف الشريف، أستاذ العلوم السياسية بالجامعة الأميركية، أن تبرؤ أبو إسماعيل من أنصاره في أحداث العباسية ربما يؤثر على الحشد، لكنه استدرك قائلا «أبو إسماعيل لا يزال يحظى بشعبية كبيرة لدى الكثير من المتعلقين بحلم تطبيق الشريعة الإسلامية».