مجلس الوزراء السعودي ينوه بحكمة خادم الحرمين في احتواء الأزمة العابرة مع مصر

أشاد بالموقف النبيل غير المستغرب للوفد المصري.. وثمن الدعوة إلى انتقال دول الخليج من مرحلة التعاون إلى «الاتحاد»

خادم الحرمين الشريفين لدى ترؤسه جلسة مجلس الوزراء أمس بحضور الأمير نايف بن عبد العزيز ولي العهد (واس)
TT

أعرب مجلس الوزراء السعودي عن تقديره عاليا لحكمة خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز، في معالجة الأزمة العابرة في العلاقات بين المملكة العربية السعودية ومصر، «وتفويت الفرصة على كل من يحاول تعكير صفو العلاقات الراسخة والمتينة والمتنامية بين البلدين والشعبين الشقيقين»، كما ثمن المجلس الموقف «النبيل غير المستغرب» الذي أبداه الوفد المصري تجاه المملكة حكومة وشعبا، و«الذي يعبر عن مكارم الأخلاق، ويجسد عمق ومتانة أواصر المحبة والأخوة الصادقة التي تلتزم الاحترام المتبادل بين البلدين».

جاء ذلك في الجلسة التي عقدها المجلس برئاسة الملك عبد الله بن عبد العزيز، بعد ظهر أمس، في قصر اليمامة بمدينة الرياض، وقد أطلع خادم الحرمين الشريفين المجلس على فحوى الرسائل التي بعث بها إلى كل من الملك حمد بن عيسى آل خليفة ملك مملكة البحرين، والشيخ صباح الأحمد الجابر الصباح أمير دولة الكويت، والشيخ حمد بن خليفة آل ثاني أمير دولة قطر، والشيخ خليفة بن زايد آل نهيان رئيس دولة الإمارات العربية المتحدة، وعلى نتائج لقائه وفد جمهورية مصر العربية برئاسة رئيس مجلس الشعب ورئيس مجلس الشورى، الذي ضم عددا من أعضاء المجلسين وأبرز القيادات السياسية وممثلي القطاعات في جمهورية مصر العربية، مجددا التأكيد على أن توجيهه بمباشرة سفير السعودية لدى مصر عمله، وإعادة فتح السفارة وقنصليتي المملكة في الإسكندرية والسويس، جاء «نظرا للمشاعر النبيلة والمخلصة التي أبداها الوفد الممثل لكل أطياف الشعب المصري تجاه المملكة، وانطلاقا من التاريخ المشترك بين المملكة وجمهورية مصر، ومما تحمله المملكة من مشاعر متبادلة نحو جمهورية مصر العربية حكومة وشعبا».

وأوضح الدكتور عبد الله بن عبد العزيز الربيعة، وزير الصحة وزير الثقافة والإعلام بالنيابة، لوكالة الأنباء السعودية عقب الجلسة، أن المجلس استعرض بعد ذلك تطور الأوضاع في عدد من الدول العربية وتداعياتها ومستجدات الأحداث في المنطقة والعالم، وهنأ رئيس الجمهورية الفرنسية المنتخب فرانسوا هولاند بمناسبة فوزه في الانتخابات، والرئيس فلاديمير بوتين، رئيس روسيا الاتحادية، بمناسبة تسلمه، أمس، مهام الرئاسة في بلاده، معربا عن تطلع المملكة العربية السعودية إلى العمل معهما من أجل تعزيز علاقات التعاون القائم بين المملكة والبلدين الصديقين في مختلف المجالات.

وقد استمع المجلس من الأمير نايف بن عبد العزيز، ولي العهد نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الداخلية السعودي، عن نتائج اللقاء التشاوري الثالث عشر لوزراء الداخلية بدول مجلس التعاون لدول الخليج العربية، الذي أكد أن الأمن الجماعي بين دول المجلس مطلب مهم للحفاظ على الأمن والاستقرار وحماية الإنجازات والمكتسبات التي حققتها دول المجلس عبر مسيرتها التنموية. وثمن مجلس الوزراء ما أبداه الوزراء تجاه دعوة خادم الحرمين الشريفين بالانتقال من مرحلة التعاون إلى مرحلة الاتحاد بين دول المجلس، التي جاءت من منطلق استشرافه طبيعة التحديات الآنية والمستقبلية المحيطة بدول المجلس وشعوبها، وتطلعه إلى تعزيز العمل الخليجي المشترك، والانتقال من مرحلة التعاون إلى مرحلة الاتحاد. كما نوه المجلس بموافقة وزراء الداخلية بصورة مبدئية على مشروع الاتفاقية الأمنية بين دول المجلس في صيغتها المعدلة، ورفعها إلى قادة دول المجلس للمباركة؛ تمهيدا لإقرارها والعمل بموجبها.

كما اطلع المجلس على نتائج الاجتماع الثالث والتسعين للجنة التعاون المالي والاقتصادي لدول مجلس التعاون الخليجي، مشيرا إلى الأهمية التي يكتسبها البعد الاقتصادي كإحدى الركائز الأساسية لتنفيذ مبادرة خادم الحرمين الشريفين للانتقال من مرحلة التعاون الحالية لمرحلة الاتحاد، وأهمية تكثيف العمل لاستكمال دراسة المواضيع التي لا تزال محل نقاش فيما بين دول المجلس، واستكمال متطلبات تنفيذ هذه المبادرة التي سيكون لها الأثر الإيجابي الكبير على مكتسبات مواطني دول المجلس من عملية التكامل الاقتصادي.

وفي الشأن المحلي تطرق المجلس إلى جملة من النشاطات العلمية والاقتصادية والثقافية التي جرت خلال الأسبوع، ومن ذلك رعاية الأمير سلمان بن عبد العزيز، وزير الدفاع رئيس مجلس إدارة دارة الملك عبد العزيز رئيس الهيئة العليا للجائزة والمنحة التي تحمل اسمه لدراسات وبحوث تاريخ الجزيرة العربية، حفل توزيع الجائزة والمنحة في دورتها الرابعة 1433هـ - 2012م وتدشينه انطلاق جائزة الملك عبد العزيز للكتاب.

وأفاد الدكتور الربيعة بأن المجلس أصدر جملة من القرارات، حيث أقر بعد الاطلاع على ما رفعه ولي العهد نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الداخلية، وبعد النظر في قرار مجلس الشورى رقم 4/ 11 وتاريخ 12/ 4/ 1433هـ، الموافقة على الاتفاقية العربية لنقل نزلاء المؤسسات العقابية والإصلاحية في إطار تنفيذ الأحكام الجزائية بالصيغة المرفقة بالقرار، وقد أعد مرسوم ملكي بذلك.

كما قرر بعد الاطلاع على ما رفعه وزير الخارجية في شأن شمول الرسوم الدراسية المقررة لأبناء الموفدين والعاملين والمبتعثين في الخارج - المرحلة التمهيدية، الموافقة على شمول تنظيم المدارس السعودية في الخارج، الصادر بقرار مجلس الوزراء رقم 36 وتاريخ 25 /2 /1418هـ، الدارسين في المرحلة التمهيدية من أبناء السعوديين الموفدين والعاملين والمبتعثين في الخارج.

ووافق مجلس الوزراء على تفويض وزير الثقافة والإعلام - أو من ينيبه - بالتباحث مع الجانب القمري في شأن مشروع مذكرة تفاهم بين وزارة الثقافة والإعلام في المملكة العربية السعودية وهيئة الإذاعة والتلفزيون في جمهورية القمر المتحدة في مجال إعادة بث إذاعتي «نداء الإسلام» و«القرآن الكريم»، وإعادة بث «قناة القرآن الكريم» على التلفزيون القمري، والتوقيع عليه في ضوء الصيغة المرفقة بالقرار، ومن ثم رفع النسخة النهائية الموقعة لاستكمال الإجراءات النظامية اللازمة.

وبعد الاطلاع على ما رفعه وزير المياه والكهرباء رئيس مجلس إدارة هيئة تنظيم الكهرباء والإنتاج المزدوج، قرر مجلس الوزراء تجديد عضوية الآتية أسماؤهم في مجلس إدارة هيئة تنظيم الكهرباء والإنتاج المزدوج، لمدة ثلاث سنوات ابتداء من تاريخ 9/ 5/ 1433هـ، وهم كل من: الدكتور فهد بن حامد دخيل، والمهندس سفر بن محمد ظفير، والمهندس عبد الله بن إبراهيم الحبيب، والدكتور خالد بن حسين بياري، وتعيين الدكتور إبراهيم بن صالح المعتاز عضوا في مجلس إدارة هيئة تنظيم الكهرباء والإنتاج المزدوج لمدة ثلاث سنوات ابتداء من تاريخ صدور القرار.

كما وافق المجلس على تعيين كل من الدكتور إبراهيم بن مبارك بن ناصر الدجين على وظيفة «وكيل الأمين للتعمير والمشاريع» بالمرتبة الخامسة عشرة بأمانة منطقة الرياض، ومحمد بن عبد الله بن متعب المزيد على وظيفة «مدير عام المتابعة» بالمرتبة الرابعة عشرة بوزارة الداخلية، والمهندس محمد بن عبد الهادي بن محمد العمري على وظيفة «أمين منطقة نجران» بالمرتبة الرابعة عشرة بأمانة منطقة نجران، وخالد بن فهد بن محمد بن حسين على وظيفة «مدير عام الشؤون الإدارية والمالية» بالمرتبة الرابعة عشرة بالرئاسة العامة لرعاية الشباب، ومحمد بن عبد الله بن محمد العقيل على وظيفة «وكيل الوزارة المساعد لشؤون المحاكم» بالمرتبة الرابعة عشرة بوزارة العدل، ومحمد بن مطلق بن حمدان النفيعي على وظيفة «مدير عام مكتب الرئيس» بالمرتبة الرابعة عشرة بديوان المراقبة العامة.