خطف 3 سوريين على طريق مطار بيروت في ظروف غامضة

مصدر أمني لـ«الشرق الأوسط»: ظاهرة خطفهم باتت تثير القلق

TT

تواصل مسلسل خطف المواطنين السوريين والاعتداء عليهم في لبنان، سواء لأسباب سياسية أو حتى مالية، وفي آخر فصول هذا المسلسل خطف ثلاثة شبان سوريين من عائلة واحدة (شقيقان وابن عمهما) فجر أمس لدى وصولهم من مدينة حمص إلى العاصمة اللبنانية بيروت.

وفي تفاصيل الحادثة، ادعى لدى فصيلة الأوزاعي في قوى الأمن الداخلي، كل من عبد اللطيف دلا وعبده دلا، أن أبناء شقيقيهما السوريين حضروا إلى بيروت ولدى وصولهم إلى منطقة طريق المطار تعرضوا للخطف على أيدي مجهولين، فيما بقيت السيارة التي كانت تقلهم متوقفة إلى جانب الطريق، وفي وقت لاحق تلقى عبد اللطيف وعبده دلا اتصالا من شخص مجهول، طلب منهما خمسة آلاف دولار أميركي كفدية مقابل الإفراج عن المخطوفين. في غضون ذلك، أوضح مصدر أمني أن «التحقيق يتتبع مصدر الاتصال الذي تلقاه عما المخطوفين والنقطة الجغرافية الذي أجري منها». وأكد المصدر لـ«الشرق الأوسط» أن «معطيات الحادث تفيد بأن المخطوفين كانوا مراقبين مسبقا». وعما إذا كانت دوافع الخطف سياسية أم مادية، لفت إلى أن «الأسباب الحقيقية لن تتضح بكل جوانبها قبل استكمال التحقيق وجمع المعلومات، غير أن اللافت هنا أن الجناة طلبوا فدية، علما بأن أوضاع المخطوفين المادية ليست جيدة».

وقال المصدر الأمني إن «حوادث خطف السوريين في لبنان، بدءا من خطف الأشقاء الثلاثة من آل الجاسم قبل سنة تقريبا ومن بعدهم المعارض السوري (نائب الرئيس السوري الأسبق) شبلي العيسمي، ثم خطف عمال سوريين في أكثر من منطقة لبنانية، باتت ظاهرة مثيرة للقلق، خصوصا أنه لا يمكن فصلها عما يجري في الداخل السوري. باعتبار أنها بدأت (أعمال الخطف) بعد انطلاقة الثورة السورية». ولم يستبعد أن «يكون الهدف منها إيصال رسالة لمن يعنيهم الأمر بأن لبنان ليس ملاذا آمنا للاجئين السوريين الفارين من الأحداث الجارية في بلدهم».

إلى ذلك، استنكر «الحزب التقدمي الاشتراكي» في بيان أصدره أمس «الاعتداء المسلح الذي تعرض له عدد من العمال السوريين في بلدة مزبود بمنطقة إقليم الخروب (جبل لبنان) في الآونة الأخيرة». وإذ ندد بهذه الأعمال، حذر من «العودة إلى الممارسات الميليشيوية». وطالبت القوى الأمنية بـ«وضع حد لمثل هذه التعديات التي تتكرر باستمرار في المنطقة، واتخاذ التدابير اللازمة لوقف هذا المسلسل عبر تكثيف الدوريات ووضع نقاط مراقبة»، مؤكدا أن «هذه الحوادث تسيء إلى الإقليم وأهله وروح الأخوة».