اليمن: «القاعدة» تقتل وتأسر أكثر من 60 جنديا انتقاما للقصع

استعراض قرابة 35 جنديا أسيرا ومعدات عسكرية ورفع أعلام «القاعدة» في معقل المسلحين بـ«جعار»

TT

شن مقاتلون من «القاعدة» أمس هجوما كبيرا على مواقع للجيش اليمني في الجنوب أسفر عن مقتل ثلاثين جنديا، وذلك انتقاما لمقتل فهد القصع، أحد قادة «قاعدة الجهاد في جزيرة العرب»، في غارة شنتها طائرة أميركية من دون طيار.

وأعلن مصدر طبي مقتل 16 مسلحا من «القاعدة» في الهجوم الذي استهدف موقعين عسكريين في زنجبار الخاضعة لسيطرة موالين للتنظيم المتطرف منذ نحو عام. وأوضح مصدر عسكري رافضا ذكر اسمه أن «مجموعة كبيرة من مسلحي (القاعدة) هاجمت موقعين عسكريين تابعين للواء 115 المتمركز في جنوب زنجبار، ما أسفر عن مقتل عشرين جنديا بينهم أربعة ضباط وإصابة 11 آخرين بجروح»، بينما ارتفع العدد إلى ثلاثين في وقت لاحق.

وزنجبار كبرى مدن محافظة أبين الجنوبية حيث تسيطر «القاعدة» على عدد من البلدات. وقال سكان إن المعارك توقفت بعد الظهر مع انسحاب المقاتلين إلى بلدة جعار، حيث استعرضوا في شوارعها قرابة 35 جنديا أخذوهم أسرى، ومعدات عسكرية استولوا عليها، ورفعوا أعلام «القاعدة» السوداء هاتفين: «الله أكبر».

وأكدت السلطات اليمنية مقتل القصع الذي وصفته بالمطلوب الـ3 «ضمن قائمة المطلوبين دوليا في عملية نوعية ناجحة في منطقة وادي رفض بمديرية الصعيد محافظة شبوة»، واعتبرت عملية مقتله تأتي «استمرارا للنجاحات الكبيرة التي حققتها الجمهورية اليمنية في مجال مكافحة الإرهاب والتصدي لأنشطة عناصر تنظيم القاعدة، فقد نُفذت عملية نوعية ناجحة»، وأضاف مصدر يمني رسمي أن «الإرهابي فهد القصع يعتبر أحد أبرز قيادات تنظيم القاعدة الذين قاتلوا في أفغانستان والمطلوب لتورطه بجرائم وأنشطة إرهابية، فضلا عن قيامه بإعداد وتدريب العناصر المغرر بها وتقديم الدعم لهم للانخراط في أعمال إرهابية»، وكذا تورطه في القيام بعدد من العمليات الإرهابية التي تم تنفيذها ضد القوات المسلحة والأمن.

وبعد ساعات من الغارة هاجم مسلحون من «القاعدة» بلدة لودر الواقعة في محافظة أبين من ثلاثة محاور. وقال مسؤول في لجان المقاومة الشعبية المؤيدة للجيش إن أربعة من أنصارها أصيبوا بجروح خلال الهجوم.

ومن جهته قال مصدر عسكري آخر إن «المسلحين هاجموا مواقعنا ردا على مقتل القصع»، مشيرا إلى أن بعض المسلحين وصلوا عن طريق البحر. وأكدت مصادر عسكرية عدة لوكالة الصحافة الفرنسية أن «الضربات الأميركية تتم بالتنسيق مع قيادة الجيش والمخابرات والرئاسة»، دون مزيد من التفاصيل. وكان زعيم قبلي أكد أن اليمني فهد القصع أحد قادة «القاعدة» الملاحق لتورطه في تفجير المدمرة الأميركية «يو إس إس كول» عام 2000 قتل في غارة جوية أميركية مساء الأحد في محافظة شبوة الجنوبية. وأوضح عبد المجيد بن فريد العولقي، وهو من أبناء عم القصع، أن صاروخين استهدفا القصع قرب منزله في منطقة وادي رفض، مشيرا إلى أن اثنين من حراس القصع قتلا معه أيضا. وأكدت «القاعدة» مقتله في رسالة نصية قصيرة أرسلتها إلى عدد من الصحافيين، وكذلك السفارة اليمنية في واشنطن. ونجا القصع من خمس محاولات اغتيال كانت آخرها في أغسطس (آب) 2011 حين أخطأته غارة جوية استهدفت محافظة أبين.