متحدث باسم المراقبين يؤكد استمرارهم في «الرصد والإبلاغ»

الناطق باسم مجلس قيادة الثورة: البعثة غطاء شرعي لجرائم النظام.. والمعلم طالبها بالموضوعية

وزير الخارجية السوري وليد المعلم خلال لقائه روبرت موود رئيس بعثة مراقبي الأمم المتحدة في دمشق أمس (إ.ب.أ)
TT

بدأت ثلاث مجموعات من المراقبين الدوليين أمس في تسيير دوريات بمناطق ريف دمشق بعد انضمام أعداد جديدة إليهم، حيث جال وفد من المراقبين الدوليين في عدد من أحياء مدينة دمشق وريفها، كما زار أحياء بمدينة حمص. وبينما قال عمر حمزة، الناطق باسم مجلس قيادة الثورة إن «بعثة المراقبين غطاء شرعي للنظام لارتكاب المزيد من الجرائم»، طالب وزير الخارجية السوري وليد المعلم بعثة مراقبي الأمم المتحدة إلى سوريا بـ«الموضوعية والمهنية» في أداء البعثة، والنأي عن «التسييس الدائر للملف السوري بمجلس الأمن».. فيما لا يزال أغلب سكان المناطق التي يزورها المراقبون غير مقتنعين بجدوى الزيارات، أو فاعلية أدائهم عملهم.

وذكرت وكالة الأنباء السورية الرسمية (سانا) أن «وفدا من المراقبين الدوليين قام صباحا بجولة في عدد من أحياء مدينة دمشق وريفها شملت المتحلق الجنوبي ودوار البيطرة والصناعة والمزة - جانب بساتين الرازي وحول دار المعلمين ووزارة الإعلام وساحة الأمويين ودوار الجمارك ومنطقة المجتهد وشارع خالد بن الوليد والحميدية وشارع النصر والمرجة وجسر فيكتوريا وقبر عاتكة ودوما وحرستا»، كما ذكرت الوكالة أن «وفدا من المراقبين زار أحياء طريق الشام والوعر والغوطة ووادي الذهب وعكرمة والإنشاءات وشارع الحضارة بمدينة حمص».

وفي هذا الإطار، قال المتحدث باسم المراقبين الدوليين نيراج سينغ في تصريح له: «سيرت بعثة المراقبين الاثنين 3 دوريات في مناطق ريف دمشق، بالطريقة نفسها التي تعمل بها فرقنا العاملة في المحافظات الأخرى.. حيث يعمل 8 مراقبين عسكريين، إضافة إلى شخص مدني انضم إليهم، ولدينا 4 مراقبين في كل من حماه وإدلب ودرعا».

وكان سينغ قد أكد أن البعثة مستمرة في الرصد والإبلاغ عما تراه على أرض الواقع، مشيرا إلى أن عدد المراقبين حتى الآن وصل إلى 70 مراقبا؛ «بينهم 39 مراقبا عسكريا»، إضافة إلى فريق متخصص في دعم المدنيين، وموضحا أن أعدادا جديدة من المراقبين سوف تنضم إلى البعثة.

وعن جولة المراقبين في مناطق ريف دمشق، قال عمر حمزة، الناطق الإعلامي باسم مجلس قيادة الثورة في ريف دمشق، لـ«الشرق الأوسط»: «اقتصرت زيارة المراقبين إلى عدد من مناطق ريف دمشق على جولة بالسيارات، ومروا في دوما وعين ترما وحزة وكفربطنا، من دون أن يدخلوا إلى حمورية، وكان موكبهم عبارة عن سيارة تابعة للبعثة وسيارة لقناة (الدنيا) في داخلها عدد من الشبيحة والمسلحين. لكن في منطقة سقبا اضطروا للتوقف بعدما اعترضتهم امرأة في وسط الطريق، طالبة منهم أن يفرجوا على الأقل عن المعتقلين الجرحى وعن جثامين القتلى، فيما كانت كاميرا قناة (الدنيا) تصور وجوه الأهالي الذين اقتربوا من المراقبين وحاولوا التكلم معهم.. مع العلم بأن الحواجز لا تزال منتشرة في كل المناطق، إضافة إلى انتشار ملحوظ للقناصة».

وفي المناطق الأخرى، قال حمزة: «سمحت قوات الأمن في كفربطنا لشخص واحد وهو من خارج البلدة ولا يعرفه أحد من أهل المنطقة، أن يتكلم مع فريق بعثة المراقبين، ليقول لهم إن الجيش النظامي يحميهم. أما في عربين والزمالة وكفربطنا والضمير والحموري، فقد نفذت قوات الأمن حملة مداهمات واعتقالات بمجرد خروج بعثة المراقبين منها». وأكد أن «عمل هذه البعثة، بحسب قول المراقبين الذين التقوا الأهالي، هو مراقبة أو التأكد من تنفيذ البند المتعلق بسحب الآليات العسكرية من الشوارع فقط، كما أنهم نصحوا الناشطين والأهالي، وعلى لسان العقيد أحمد حميش، بعدم التظاهر كي لا يواجهوا بعمليات القنص»، سائلا: «كيف يمكن أن تنص مبادرة أنان على سلمية التظاهر ويطلبون منا في المقابل عدم التظاهر؟».

في المقابل، ذكرت وكالة «سانا» أن الجنرال روبرت موود رئيس بعثة مراقبي الأمم المتحدة التقى وزير الخارجية السوري وليد المعلم الذي رحب بعمل البعثة، وأكد استمرار سوريا في تسهيل مهمتها ضمن التفويض المخصص لعملها، وقال بيان رسمي إن المعلم «شدد على أهمية الموضوعية والمهنية في أداء البعثة لنقل حقيقة الواقع السوري إلى المجتمع الدولي؛ بعيدا عن التسييس الدائر للملف السوري بمجلس الأمن».

وقال البيان إن موود «أشاد» بتعاون الجانب السوري في «تسهيل عمل البعثة وضمان حرية حركتها دون أي عوائق، كما قدم التعازي في الضحايا السوريين الذين سقطوا جراء الأحداث الأخيرة». ويشعر أهالي غالبية المناطق التي يزورها المراقبون الدوليين بكثير من الحنق والظلم؛ إذ يتعاطى معهم المراقبون ببرود وحياد كبير يصل حد الجفاء و«العجرفة»، ويقول ناشط من مدينة القصير في ريف حمص التي زارها المراقبون منذ يومين، إن «الأهالي منذ وصل المراقبون إلى سوريا وهم يحضرون لاستقبالهم، وعندما جاءوا جرى استقبالهم بالورود، لكنهم بدوا جافين جدا في الاستماع لشكاوى الأهالي، حتى إنهم رفضوا فتح زجاج السيارة وكلموهم من خلف الزجاج»، وتابع: «كانوا يحققون في ما يقوله الأهالي المنكوبون وكأنهم لا يصدقونهم، ويقارنون بين كلامهم وكلام المحافظ.. وعلى سبيل المثال، اشتكى الأهالي من عدم السماح لهم بحرية الحركة داخل المدينة بسبب الاعتقالات والحواجز والقناصة، فكان الرد أن محافظ حمص أكد لهم أن المطلوبين أمنيا فقط هم من لا يستطيعون التحرك». وعبثا حاول الأهالي أن «يوضحوا للمراقبين أن أكثر من 70% من سكان المدينة مطلوبون أمنيا لأنهم شاركوا بالمظاهرات وصوروها وتعاملوا مع وسائل الإعلام»، كما وجدوا «صعوبة في إقناعهم لزيارة المواقع التي يخبئ فيها النظام الدبابات التي دكت المدينة لنحو شهرين، وكذلك المناطق التي زرعت بالألغام وحرمت المزارعين من الوصول إلى مزارعهم».

وفي بلدة حمورية في ريف دمشق، التي زارها المراقبون أمس، قال ناشطون في تنسيقية حمورية إن «لجنة المراقبين الدوليين قامت بأداء واجبها بالمراقبة في مدينة حمورية في فترة لا تتجاوز الأربعين ثانية، وذلك من خلال عبورها شارع الروضة والعودة بالاتجاه الآخر بمرافقة قناة (الإخبارية) الرسمية».