الانتخابات في عيون العالم: فرنسا تعتبرها مهزلة والصين تراها بداية الإصلاح

وسائل إعلام سورية تبدي شماتة في هزيمة ساركوزي

TT

بينما أعلنت وسائل إعلام سورية «شماتتها» في هزيمة الرئيس الفرنسي المنتهية ولايته نيكولا ساركوزي في الانتخابات الرئاسية التي جرت أول من أمس، على خلفية موقف فرنسا المؤيد لمناهضي ومعارضي الرئيس السوري بشار الأسد.. أعلنت الخارجية الفرنسية أن الانتخابات التشريعية التي نظمتها دمشق «بمثابة مهزلة شنيعة»، فيما أظهرت الصين تفاؤلا حيال الانتخابات كخطوة لتطبيق إصلاحات في سوريا.

واعتبر المتحدث باسم الوزارة برنار فاليرو في ندوة صحافية أن الانتخابات التشريعية التي تنظمها دمشق هي «بمثابة مهزلة شنيعة»، وذكر مجددا بضرورة «انتشار سريع لكافة مراقبي الأمم المتحدة في سوريا»، وتابع أن «نظام دمشق ينتهك بشكل فاضح قراري مجلس الأمن الدولي 2042 و2043 كما أثبت ذلك استمرار القمع الذي خلف أكثر من 30 قتيلا خلال الأيام الأخيرة».

وأشار فاليرو إلى أن «الأولوية اليوم هي مع انتشار سريع لكل مراقبي الأمم المتحدة في سوريا، وتنفيذ خطة (كوفي) أنان برمتها من دون عراقيل»، وأضاف أن «الشعب السوري سيستعيد عبر العملية الانتقالية السياسية المنصوص عليها في خطة أنان والجامعة العربية، القدرة على تقرير مصيره بحرية».

واعتبرت واشنطن أن الانتخابات التشريعية في سوريا «أقرب إلى السخافة»، وانتقدت الخارجية الأميركية أمس الانتخابات السورية، وقال بيان رسمي إنها «ليست حرة وليست نزيهة» وإن الحكومة السورية التي تجريها «هي نفس الحكومة التي تقتل شعبها».

وكانت الخارجية كررت في تصريحات وبيانات سابقة بأنها لن تعترف بالانتخابات ولا بنتيجتها، وأن الرئيس السوري بشار الأسد يبحث عن ذرائع لاستمرار بقائه في الحكم. وأن أي انتخابات تجرى تحت إشراف حكومة ديكتاتورية لا يمكن أن تكون حرة.. وكانت الخارجية كررت أيضا أن الحل لمشكلات سوريا هو رحيل الأسد.

من جهتها، أعربت الصين عن أملها في أن تساهم الانتخابات التشريعية «في تعزيز عملية الإصلاح في سوريا والاستجابة للمطالب المحقة بحماية مصالح الشعب السوري»، بحسب ما قال المتحدث باسم الخارجية الصينية هونغ لاي أمس.

وأعلن هونغ أن أمين عام الجامعة العربية نبيل العربي، الذي يجري زيارة إلى الصين حاليا، سيلتقي وزير الخارجية الصيني يانغ جياشي ونائب الرئيس الصيني تشي جينبينغ، الذي يرجح أن يرأس البلاد لاحقا، موضحا أن سوريا مطروحة على جدول أعمال اللقاءات. وقال هونغ «نأمل أن تعمل الأطراف المعنية في سوريا على تطبيق كامل لتعهداتها من أجل وقف إطلاق النار وانسحاب القوات»، في إشارة إلى خطة أنان.

وفي المقابل، رحبت صحيفة «الوطن» السورية أمس بهزيمة الرئيس الفرنسي المنتهية ولايته نيكولا ساركوزي ووزير خارجيته ألان جوبيه، اللذين كانا من الداعمين للحركة الاحتجاجية في سوريا. وعنونت صحيفة «الوطن» الخاصة، والمقربة من السلطات، «الثنائي ساركوزي - جوبيه إلى مزبلة التاريخ... الاشتراكي فرنسوا هولاند رئيسا للجمهورية الفرنسية».

وقالت الصحيفة إن ساركوزي وجوبيه «عملا طوال الأشهر الخمسة عشر الماضية بحثا عن مدخل من خلال مجلس الأمن الدولي لتدمير سوريا متسلحين بمبررات زائفة وحملات إعلامية كاذبة وبدفع من أعداء سوريا».

وأضافت الصحيفة «سيرث فرنسوا هولاند جمهورية فرنسية شبه منهارة اقتصاديا مع ارتفاع قياسي في أرقام العاطلين عن العمل، وتابعة سياسيا للولايات المتحدة الأميركية وتعاني من مشكلات مع شركائها داخل الاتحاد الأوروبي».

وأشارت الصحيفة إلى أن فرنسا «تحت عهد الثنائي ساركوزي - جوبيه قد أغلقت سفارتها في سوريا وذلك لأول مرة في تاريخ العلاقات الثنائية بين البلدين، واحتضنت وشاركت في اجتماعات مناهضة لسوريا». وأعلن الرئيس الفرنسي نيكولا ساركوزي، إثر قمة للاتحاد الأوروبي في بروكسل في 2 مارس (آذار) الماضي، أن بلاده قررت إغلاق سفارتها في دمشق تعبيرا عن إدانتها «لفضيحة» القمع الذي يمارسه النظام السوري ضد شعبه.

وهي المرة الأولى التي تغلق فيها فرنسا سفارتها في دمشق منذ عام 1956 عندما قررت البلدان العربية قطع العلاقات مع فرنسا وبريطانيا عقب حرب السويس (العدوان الثلاثي على مصر)، وأعادت السفارة فتح أبوابها بعد 6 أعوام.