لجان خالية في معظم المناطق.. ومشاركات بـ«الإكراه»

TT

بينما حرص الإعلام السوري أمس على ترسيخ ما سماه بـ«المشاركة الشعبية الواسعة»، و«الإقبال الجماهيري المتزايد» في الانتخابات البرلمانية، كان الواقع على الأرض لا يشير إلى ذلك، إذ أكد ناشطون وشهود عيان داخل سوريا أن المشاركة الفعلية كانت ضعيفة للغاية في معظم المناطق، بينما أوضح آخرون أن قوات الأمن السورية كانت تكره المواطنين على المشاركة في مناطق أخرى.

وجاهدت وسائل الإعلام الرسمية وشبه الرسمية لإبراز أن العملية الانتخابية جرت في البلاد في «أجواء طبيعية»، وقالت وكالة الأنباء الرسمية (سانا) والتلفزيون الرسمي إنها تمت في «جو من الديمقراطية وبمشاركة شعبية» لاختيار «ممثلي الشعب»، بينما كادت تخلو المراكز الانتخابية من الناخبين، ما عدا قلة قليلة جدا.

وقام ناشطون ببث مقاطع مصورة للانتخابات التي يجريها الشعب في مناطق عدة مقاطعة للانتخابات، مثل جوبر وزملكا وعربين وحمورية وسقبا وحرستا ويلدا وببيلا والضمير ومضايا والزبداني والهامة في ريف دمشق، والتي أظهرت ضعف المشاركة.

وفي درعا قاطعت الغالبية العظمى من بلدات ومدن حوران الانتخابات، وسط حالة إضراب عام. أما في محافظة حماه فقالت مصادر محلية لـ«الشرق الأوسط»، إن «المدينة أغلقت بالكامل، وشلت الحركة هناك تماما»، حيث التزم الأهالي بيوتهم، خشية إجبارهم من قبل قوات الأمن على المشاركة في الانتخابات.

بينما قال ناشطون في حماه إن «الثوار قاموا بحملة لإلصاق صورهم على أنهم مرشحو حماه لمجلس الشعب على جدران المراكز الانتخابية، ورفعوا أعلام الاستقلال فوق بعض المراكز»، كما أظهر فيديو آخر قيام ناشطين بإلصاق صور الشهداء على جدران المدينة، وعبارات ثورية مناهضة للنظام في غالبية الشوارع. بينما شهدت أحياء الكرامة ونزلة الجزدان والحاضر والأربعين استنفارا أمنيا، بعدما أشعل شباب هناك الإطارات وقطعوا الطرق، «كما أصيب شاب هناك برصاص قوات الأمن، بينما كان يقوم بتعليق علم الاستقلال».

وفي مدينة حمص وريفها غابت مظاهر الانتخابات، ما عدا بعض الأحياء والمناطق الموالية للنظام.. حيث لم يترشح للمجلس سوى أشخاص قلة من تلك المناطق، أغلبهم من المنتمين لحزب البعث (الحاكم). وفي إدلب زينت أعلام الاستقلال معظم المناطق المنتفضة، بينما غابت مظاهر الانتخابات تماما عن المحافظة عموما، وخرجت مظاهرات في جرجناز وعدة بلدات أخرى احتجاجا على الانتخابات. وفي الحسكة خرجت مظاهرة حاشدة في حي غويران احتجاجا على الانتخابات، وقام المتظاهرون بإخراج صناديق الاقتراع من المدارس وحطموها، وقطعوا الطرق بالإطارات المشتعلة.