مصادر أمنية مصرية تنفي مقتل مجند أمن مركزي على يد ضابط

بعد تمرد محدود لجنود الأمن المركزي في القاهرة

TT

تمكنت القيادات الأمنية في الشرطة المصرية من احتواء أزمة تمرد جنود في الأمن المركزي أدت إلي قيامهم بقطع طريق مصر - الإسماعيلية الصحراوي، شرق العاصمة، لبضع ساعات، بعد أن سرت شائعة بين المجندين بأن زميلا لهم لقي مصرعه بعد أن أطلق ضابط النار عليه، يوم السبت الماضي، ونفت قيادات أمنية واقعة القتل. وذكّر التمرد الأخير المصريين بما يعرف إعلاميا بـ«أحداث الأمن المركزي» التي وقعت قبل 25 عاما، والتي شهدت مظاهرات احتجاج عنيفة في القاهرة بعد سريان أنباء عن مد فترة خدمة المجندين.

وكان مئات المجندين التابعين لقطاعين من الأمن المركزي الواقعين على طريق القاهرة - الإسماعيلية تجمعوا وقطعوا الطريق لأكثر من 3 ساعات، بعد أن تعدى ضابط بقطاع الأمن المركزي بالسب والقذف والضرب على أحد المجندين.

ونقلت جريدة «الأهرام»، المملوكة للدولة، عن قيادات أمنية أن سلوك المجندين جاء بعد أن سرت «شائعة» بين المجندين بأن ضابطا أطلق النار على أحد زملائهم فلقي مصرعه، وهو ما نفته القيادات.

وقال لواء شرطة، تحدث شريطة عدم ذكر اسمه، لأنه غير مصرح له بالحديث للإعلام، إن المجند تحدث إلى الضابط بطريقة غير لائقة مما أثار غضبه، ووقعت بينهما مشاجرة وتردد بين المجندين أن زميلهم توفي بسبب اعتداء الضابط عليه بالضرب.

وتداول نشطاء على مواقع التواصل الاجتماعي مقطع فيديو لمجندين في لباس مدني وهم يسيرون في الطريق الصحراوي ويرددون هتافات ضد السلطات ويشعلون الشماريخ (ألعاب نارية). وقال ناشطون إن أهالي المنطقة تضامنوا مع المجندين.

وقال اللواء حسن الزيات، الخبير الأمني، إن مؤامرة تقف خلف التمرد، وأضاف لـ«الشرق الأوسط»: «الأمر كله وراءه إشاعة ومؤامرة والدليل على ذلك أن الجنود لم يسعوا لمعرفة الحقيقة بل تجمهروا وخرجوا للشارع مباشرة».

وتابع الزيات: «هناك مخطط لضرب كل القوى المسؤولة عن ضبط الأمن في مصر وعلى رأسها وزارة الداخلية»، مضيفا أن من يثير تلك الأزمات هو نفس الطرف الذي يثير الأزمات الأخرى التي تعصف بمصر.

واقترن اسم «الأمن المركزي» عبر عقود بقمع السلطات للمظاهرات والاعتصامات وحالات الشغب، مما ولد حالة من النفور الشعبي تجاه الجهاز، وفقا لمراقبين، لكن ذلك لم يمنع الكثيرين من التعاطف مع الجنود الذين يأتي أغلبيتهم الساحقة من أكثر المناطق فقرا في مصر.

وشهد قطاع الأمن المركزي في عام 1986 مظاهرات احتجاج عنيفة في القاهرة بعد سريان أنباء عن مد فترة خدمة المجندين، حيث قام الجنود بالنزول للشوارع وإثارة الشغب وتكسير الممتلكات العامة والخاصة، مما استدعى نزول القوات المسلحة لردع الجنود المتمردين، في ذلك الوقت.