رئيس اللجنة الدولية للصليب الأحمر يصف الوضع في سوريا بـ«الحرب الأهلية المحدودة»

المتحدث باسمها لـ«الشرق الأوسط»: سنزور سجن حلب في الأيام المقبلة بعد الاتفاق مع الحكومة

جاكوب كلينبرغر أثناء مؤتمر صحافي في جنيف أمس (أ.ب)
TT

اعتبر جاكوب كيلينبرغر، رئيس اللجنة الدولية للصليب الأحمر أنّ القتال كان شديدا للغاية في بعض المناطق السورية وفي بعض الأحيان يمكن توصيفه بأنه «حرب أهلية محدودة». وقال كيلينبرغر إن «المواقع الساخنة - مثل حمص في وقت سابق من العام، وبلدة إدلب الشمالية في وقت أقرب - تنطبق عليهما ثلاثة معايير تضعها اللجنة لتعريف الصراع المسلح غير الدولي، وهي الشدة والفترة الزمنية ومستوى تنظيم المسلحين الذين يقاتلون القوات الحكومية».

وعلى صعيد المساعدات الإنسانية التي تقدّمها للمواطنين والنازحين السوريين، وجّهت اللجنة الدولية للصليب الأحمر نداء إلى ألمانحين لجمع مبلغ 24.5 مليون فرنك سويسري (ما يعادل نحو 27 مليون دولار أميركي أو 20 مليون يورو)، من أجل دعم الجهود التي ستبذلها حتى نهاية العام 2012 لتقديم المساعدة إلى الأشخاص المتضررين في سوريا.

وأعلن كيلينبرغر أنّه «لا يزال هناك عشرات آلاف النازحين من رجال ونساء وأطفال. وقد استقبلت الجماعات المحلية بعضهم، بينما لجأ البعض الآخر إلى المباني العامة. وإننا نبذل كل ما بوسعنا لتقديم المساعدة التي هم بحاجة ماسة إليها من خلال تعزيز الاستجابة الإنسانية العاجلة لاحتياجاتهم».

وفي حين اعتبر أنّ الهدوء عاد بشكل متقطع إلى بعض المناطق في سوريا، لفت إلى أنه لم تشهد مناطق أخرى تراجعا في الاضطرابات. وقال «لا يزال الكثيرون يكافحون يوما بعد يوم لمجرد تأمين لقمة العيش. ويحاول آخرون إعادة بناء حياتهم بالبدء من الصفر».

وعن توسيع عمل الصليب الأحمر ليطال النازحين في لبنان، قال هشام حسن، المتحدث باسم اللجنة الدولية للصليب الأحمر، لـ«الشرق الأوسط»: «سبق لنا أن أنشأنا مركزا منذ شهرين في منطقة رأس بعلبك القريبة من الحدود السورية، وذلك بهدف تقديم المساعدات الإنسانية والطبية للنازحين السوريين ونقل الجرحى، الذين وصل عددهم إلى 500 منذ شهر سبتمبر (أيلول)، إلى المستشفيات في لبنان. كما أننا نقدّم المساعدات الطبية إلى 3 مستشفيات في لبنان تستقبل هؤلاء المصابين ونؤمّن العناية لهم بعد إخضاعهم للعمليات الجراحية. وستشهد المرحلة المقبلة توسعا في هذه العمليات التي ستشمل مساعدات غذائية».

أما فيما يتعلّق بالمباحثات التي كانت جارية مع السلطات السورية حول دخول اللجنة إلى السجون السورية، فأعلن حسن أنّه تمّ التوصّل إلى اتفاق وسيقوم فريق البعثة بزيارة سجن حلب في الأيام القليلة المقبلة، على أمل أن تشمل الزيارات السجون الأخرى في وقت لاحق. وعن العوائق التي تواجههم للقيام بهذه المهمة اكتفى بالقول «هناك شروط محدّدة لا بد من توفّرها لزيارة السجون، وهي مقابلة السجناء من دون أي رقيب وأن نعود إلى السجن في الوقت الذي نريده، وبالتالي نرفض القيام بهذه المهمّة إذا لم ينفّذ أي شرط من هذه الشروط. وهذا ما حصل بعدما قمنا بزيارة سجن حلب في سبتمبر (أيلول) الماضي وقرّرنا بعدها العودة إلى طاولة الحوار».

وأشار حسن إلى أنّ القلق أو المشكلة الأساسية التي تواجه فريق العمل هي تأمين سلامة المتطوعين، الذين قتل منهم 3 لغاية اليوم، بينهم الأمين العام للهلال الأحمر العربي السوري، وقال: «رغم أننا قد نستطيع الوصول إلى كلّ المناطق فإنّ هذا لا يعني أنّنا نتمكن من القيام بمهماتنا كما يجب، لا سيّما أنّه وفي حين تشهد المعارك في بعض المناطق تشتدّ حدّتها في مناطق أخرى». مضيفا «مع العلم، أنّنا في الأسبوع الماضي نفذنا الاتفاق الذي ينصّ على وقف إطلاق النار الإنساني، لأوّل مرّة، حين قتل متطوّع من الهلال الأحمر وأصيب متطوعان، وقد نلجأ إليها في أي وقت نشعر أنّ الوضع بحاجة إلى ذلك».

بدوره أيضا، اعتبر كيلينبرغر أنّ الأولية بالنسبة إلى اللجنة الدولية للصليب الأحمر هي «تحسين ظروف العيش وإعادة الخدمات العامة لصالح عدد من المتضررين من القتال يصل إلى مليون ونصف المليون شخص».

ولفت جاكوب إلى «إن الوصول إلى المناطق المتضررة دون عائق هو السبيل للتوسع مستقبلا في عملياتنا. فخلال الشهرين الأخيرين، تمكنت اللجنة الدولية والهلال الأحمر العربي السوري من الوصول إلى الناس في إدلب وحمص وحماه ودرعا وحلب وريف دمشق. ومن المشجع أن نرى الحوار الذي أقمناه مع كل من السلطات والمعارضة وقد بدأ يؤتي ثماره، واستطعنا بشكل خاص في الأسبوع الماضي تأمين فترة (وقف إنساني) لأعمال العنف لأول مرة في دوما بالقرب من دمشق، خلال يومين متتاليين».