مجلس الوزراء العراقي يعقد جلسة مثيرة للجدل في كركوك.. والمالكي يؤكد عراقيتها

مسؤول كردي لـ «الشرق الأوسط» : خطوة استفزازية

TT

في ثاني جلسة له خارج العاصمة بغداد عقد مجلس الوزراء العراقي جلسته أمس في مدينة كركوك المتنازع عليها وقاطع أربعة وزراء ونائب رئيس الوزراء، ممثلو التحالف الكردستاني في الحكومة الاتحادية، الاجتماع الذي وصفه مسؤول كردي رفيع بـ«الاستفزازي».

وشهدت كركوك إجراءات أمنية مشددة نفذتها قوات أمنية جاءت من بغداد أول من أمس لتأمين استقرار الأوضاع أثناء انعقاد الجلسة، وفرض خلالها إجراءات مشددة على مداخل ومخارج مدينة كركوك، كما حلقت خمس مروحيات في سماء المدينة، وفقا لوكالة الصحافة الفرنسية. ووصل رئيس الوزراء برفقة عدد من وزراء حكومته على متن طائرتي نقل إحداهما عسكرية والأخرى مدنية. وأشارت مصادر في حكومة بغداد وأخرى كردية مطلعة، إلى قيام «مدير مكتب مسعود بارزاني (رئيس إقليم كردستان) بالاتصال بالوزراء الأكراد جميعهم، وأبلغهم بعدم الحضور». وأضافت أن «مكتب بارزاني اتصل كذلك، بوزراء القائمة العراقية، لكنهم رفضوا دعوته باستثناء وزير الاتصالات محمد توفيق علاوي».

وفي قاعة «باباكركر»، وهو اسم أول حقول النفط التي اكتشفت في العراق قبل أن تتحول كركوك طوال النصف القرن الماضي إلى شعلة من نار، بدأت جلسة مجلس الوزراء برئاسة المالكي بهدف مناقشة الأوضاع العامة في هذه المحافظة. وأكد المالكي أن هوية كركوك عراقية ويجب أن لا تطغى هوية على أخرى. وقال في كلمة له خلال الجلسة إن «حل مشكلة كركوك لا يتحقق بالقوة والإملاءات وإنما بإرادة أهلها وجماهيرها»، مشددا على ضرورة أن «تكون هويتها عراقية ولا تطغى هوية على أخرى». وتابع المالكي أن «لمدينة كركوك سمات خاصة كونها تمثل عراقا مصغرا ومثالا للتآخي والتعايش السلمي بين جميع العراقيين»، مؤكدا أن «هذا التعايش سيستمر ويتعزز بين جميع مكوناتها».

من جهته، وصف محمد إحسان، ممثل حكومة إقليم كردستان في بغداد والوزير السابق للمناطق المتنازع عليها، خطوة المالكي بأنها «استفزازية» وأن «هدفها استفزاز القيادة الكردية والمكونات القومية لمدينة كركوك التي يشكل الأكراد غالبيتهم»، مشيرا إلى أن «المالكي لم ينسق مع رئاسة أو حكومة الإقليم قبل الزيارة مثلما كان قد فعل صالح المطلك نائب رئيس الوزراء الذي كان قد زار المدينة مؤخرا». وأضاف إحسان قائلا لـ«الشرق الأوسط» عبر الهاتف من أربيل أمس، إن «المالكي كان قد حاول أن يترأس مجلس الوزراء في كركوك الأسبوع الماضي وتدخلنا في الموضوع لنمنع هذه الخطوة الاستفزازية، لكنه عاد وقام بالزيارة اليوم (أمس)»، مشيرا إلى أن «سبعة وزراء فقط رافقوه في اجتماعه حيت امتنع وزراء التحالف الكردستاني ووزير الاتصالات محمد علاوي من العراقية وبعض وزراء التيار الصدري عن الحضور»، منبها إلى أنه من ضمن أهداف هذه الزيارة «إضعاف التنسيق بين التحالف الكردستاني وائتلاف العراقية كون بعض وزرائها يزايدون على قضية كركوك لأسباب انتخابية مع أنهم لا علاقة لهم بالمدينة».

وتعليقا على قول المالكي إن كركوك مدينة عراقية، قال إحسان إن «كركوك مدينة عراقية ونحن أكدنا على هويتها العراقية قبل المالكي، لكنها في ذات الوقت مدينة متنازع عليها حسب ما ورد وصفها بالدستور العراقي، بل هي أهم قضية في ملف المناطق المتنازع عليها، وهذه القضية هي في مقدمة نقاط الخلاف بين بغداد وأربيل»، منبها إلى أن «نتائج هذه الزيارة لن تخدم كركوك ولا أهلها ولا الوضع السياسي المتأزم» ومشددا «إننا في انتظار يوم 17 من الشهر الحالي حيث تنتهي المهلة الممنوحة للمالكي قبل التصويت على سحب الثقة منه».