أنان: الوضع قد يتدهور.. وإذا كانت هناك أفكار أفضل سأكون أول من يأخذ بها

رايس: سنبحث وسائل أخرى للضغط على النظام السوري من أجل الامتثال للخطة

أنان مع ناصر عبد العزيز قبيل محادثاتهما في مقر الأمم المتحدة ألأوروبي في جنيف أمس (أ.ب)
TT

حذر المبعوث الخاص للأمم المتحدة والجامعة العربية كوفي أنان من تدهور الأوضاع في سوريا بما يؤدي إلى حالة من الحرب الأهلية، مؤكدا أن ذلك سيكون أمرا مرعبا. وقال أنان إن استكمال إنزال المراقبين العسكريين التابعين للأمم المتحدة سيشكل فارقا، وسيؤدي إلى نتائج إيجابية، مشيرا إلى انخفاض في الأنشطة العسكرية بسبب وجود العدد الحالي من المراقبين، بما أدى إلى تأثير مهدئ وانخفاض أعمال القصف.

ولمح أنان في المؤتمر الصحافي بجنيف أمس - الذي تأخر لأكثر من ساعة عن موعده - إلى احتمالات أن يأخذ المجتمع الدولي منحى آخر إذا فشلت الخطة، وقال: «أنا لا أحمل في جعبتي تهديدات وتحذيرات، وأعلم أن كثيرا من الأسئلة تثار حول ماذا لو فشلت خطة السلام، وأنا أنتظر مقترحات عما يمكن القيام به، وإذا كانت هناك أفكار أفضل سأكون أول من يأخذ بها». وأضاف: «مجلس الأمن والجمعية العمومية للأمم المتحدة والجامعة العربية يسعون جميعا لإنجاح الخطة؛ وربما نصل إلى نتيجة أن الخطة لم تعد ناجحة، وعلينا أن نأخذ منحى آخر، وسيكون ذلك محزنا للمنطقة. وأناشد الجميع أن يفكروا في سوريا والشعب السوري، وأن يأتوا لمائدة التفاوض».

ورفض أنان إعطاء موعد نهائي لخطته، وقال: «نفعل قصارى جهدنا، وإذا فشلنا فإننا نحذر كما حذر الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون من وقوع حرب أهلية، وسيكون لذلك تأثيرات جيوسياسية على المنطقة، وعلينا القلق على سوريا».

وقال أنان: «رأينا أعمال عنف من جانب السلطات الحكومية تبعث على القلق، ورأينا أيضا هجمات من الجماعات المسلحة ضد المنشآت والشخصيات الحكومية، إضافة إلى سلسلة تفجيرات تثير قلق السكان»، وأضاف: «على الحكومة مسؤولية أكبر لتقوم بكل ما في وسعها لتخفيف حدة العنف، وعلى المعارضة والجماعات المسلحة أن يفكروا في الشعب السوري الذي وقع ضحية بين الطرفين، وأن تعطي المعارضة فرصة للسلام وتستجيب من أجل أن يتوقف العنف ويبدأ الحوار، والاستجابة لتطلعات الشعب السوري الذي عانى كثيرا». وأشار إلى نجاح المجتمع الدولي في تحقيق وقف لإطلاق النار في 12 أبريل (نيسان) مما أعطى فرصة للسلام، مطالبا كافة الأطراف بتنفيذ الخطة وإتاحة الفرصة لحل الأزمة سلميا وتحقيق السلام. وتابع أنان أن «الأولوية الآن هي الحاجة لإنهاء انتهاكات حقوق الإنسان وإيصال المساعدات الإنسانية وقوات الإغاثة وتطبيق الخطة بنقاطها الست بشكل كامل، وإرسال رسالة قوية تنم عن الاستعداد لحل الأزمة بشكل سلمي»، وأضاف: «عند نشر كافة المراقبين سنستطيع التأثير بشكل أكبر، وعلي أن أقول: إن كل نقاط الخطة الست يجب تطبيقها لخلق المناخ المناسب الذي ينقلنا إلى مرحلة إجراء الحوار السياسي، لأن بعثة المراقبين هي الفرصة الأخيرة لتحقيق استقرار في هذا البلد»، و«استمرار الوضع الحالي يصعب من القيام بذلك».

ووجه أنان انتقادات لإجراء الانتخابات البرلمانية في سوريا في ظل الأجواء الحالية، وقال: إنها «جاءت بمبادرة من جانب الحكومة، لكن الحديث عن عملية سياسية يجب أن يكون من خلال حوار سياسي يؤدي إلى إجراء انتخابات، وعلى السلطات السورية أن تفهم أنه قد يكون هناك ضرورة لإجراء انتخابات برلمانية أخرى».

وتحدث أنان صباح أمس إلى مجلس الأمن عبر دائرة تلفزيونية من جنيف، وأجاب على عدد من أسئلة مندوبي الدول الخمس عشرة بالمجلس. وقال دبلوماسيون إنه أكد استمرار العنف في سوريا بشكل غير مقبول، وأن القوات الحكومية لا تزال موجودة داخل وحول المدن السورية والبلدات، مشيرا خلال إفادته إلى عمليات عسكرية واسعة النطاق تقوم بها القوات السورية وإلى انتهاكات واسعة لحقوق الإنسان واعتقالات وتعذيب جماعي، وإلى تقدم ضئيل في تقديم المساعدات الإنسانية.

من جانبها، قالت مندوبة الولايات المتحدة للأمم المتحدة سوزان رايس إن الحكومة السورية لم تلتزم بأي من النقاط الست الواردة في خطة أنان، مشيرة إلى دعم المجتمع الدولي للمعارضة.. وكررت موقف بلادها من فقدان الرئيس بشار الأسد لشرعيته وضرورة تنحيه عن السلطة.

وقالت رايس في مؤتمر صحافي في نيويورك: «على الحكومة السورية أن تفي بالتزاماتها بتنفيذ النقاط الست لخطة أنان، وقد رأينا بعض التحسن في الوضع الأمني بعد إنزال المراقبين، وبالفعل تم إيقاف القصف المتواصل من الآليات العسكرية، لكن الحقيقة أن هناك لجوءا إلى أشكال أخرى من العنف».

وأكدت رايس أن الدول الأعضاء في مجلس الأمن مستعدة للنظر في وسائل أخرى لزيادة الضغوط على الحكومة السورية لتنفيذ التزاماتها، بما في ذلك العودة إلى مجلس الأمن لإصدار قرارات أخرى. وقالت: إن «إصدار قرارات أخرى قد يكون غدا أو بعد شهر، والأمر يعتمد على الأوضاع في سوريا. وإذا رأينا أن الوضع لا يتحسن والعنف مستمر، فإن عددا من الأعضاء (في مجلس الأمن) يعتقدون بضرورة التفكير في خطوات إضافية».

وقالت رايس: «لا يمكن إنكار احتمال وجود مقاتلين أجانب قادمين من العراق أو فارين من سوريا إلى العراق، لكن هذا ابتعاد عن القضية الأساسية، وهي أن الحكومة السورية تقتل شعبها، وخلقت وضعا أجبر المتظاهرين السلميين على حمل السلاح للدفاع عن أنفسهم، والبعض من الجماعات المتطرفة يستغل الوضع ويستغل الفوضى، ولديه طموحات متطرفة وهذا أمر ممكن».