الدوما يصادق على تعيين ميدفيديف رئيسا للوزراء.. والشرطة تعتقل قادة الاحتجاجات

نواب الحزب الشيوعي المعارض وحزب «روسيا العادلة» يصوتون ضده

الرئيس الروسي فلاديمير بوتين يحضر مراسم وضع إكليل الزهور على قبر الجندي المجهول عشية الاحتفال بيوم النصر في موسكو أمس (أ.ف.ب)
TT

صادق مجلس النواب الروسي أمس على تعيين ديمتري ميدفيديف رئيسا للوزراء بعدما كان رشحه أول من أمس الرئيس فلاديمير بوتين. ونال ميدفيديف دعم 299 نائبا في الدوما من أصل 450.

وقال ميدفيديف «أشكركم على ثقتكم» واعدا بالاستماع إلى كل القوى السياسية الممثلة في الدوما. وأضاف «سأعمل من دون ادخار الجهود من أجل الوفاء بالوعود التي قطعها رئيس روسيا وأنا».

وتابع «أنا مقتنع بأنه إذا عملنا معا، يمكننا الحصول على هذه النتائج». وكان بوتين قدم بعيد تنصيبه ترشيح ميدفيديف لكي يخلفه في رئاسة الوزراء.

وتمت المصادقة على ترشيحه بفضل دعم الحزب الحاكم «روسيا الموحدة» وكتلة القومي المتشدد فلاديمير جيرينوفسكي.

وبعد ذلك وقع بوتين المرسوم الذي يخول ميدفيديف تولي مهامه رسميا كرئيس للوزراء.

لكن ما يدل على أن مهمته مع البرلمان الحالي لن تكون سهلة، صوت نواب الحزب الشيوعي المعارض وحزب «روسيا العادلة» ضد ترشيح ميدفيديف ولم يحصل بالتالي على الأصوات الـ300 في مجلس النواب التي كان الكرملين يتوقعها.

وكان بوتين قدم إلى مجلس النواب، في خطوة نادرة، من أجل دعم ترشيح ميدفيديف الذي حدد أيضا الخطوط العريضة لبرنامجه.

وقال خلال جلسة الدوما «لا أشك في أن جهوده المتواصلة وخبرته السياسية وإدارته ستساعد ديمتري اناتولفيتش ميدفيديف على حل أصعب المشكلات التي يواجهها رئيس وزراء».

من جهته وعد ميدفيديف في خطاب طويل بـ«بذل كل الجهود الممكنة للحفاظ على الدينامية الإيجابية في المجالين الاجتماعي والاقتصادي».

وكان بوتين وميدفيديف أعلنا اعتبارا من الخريف أنهما سيتبادلان منصبيهما مع إجراء الانتخابات الرئاسية في مارس (آذار) التي فاز بها بوتين بنحو 64 في المائة من الأصوات من الدورة الأولى.

وهذا «الثنائي» الحاكم مع تبادل المناصب الجاري، يتوقع أن يبقى في الحكم لفترة طويلة.

وقد بقي ديمتري ميدفيديف طوال فترة رئاسته في ظل بوتين الذي اضطر لمغادرة الكرملين في 2008 بسبب عدم تمكنه من شغل ثلاث ولايات متتالية بموجب الدستور.

إلى ذلك، ألقت الشرطة الروسية أمس القبض على قادة حركة المعارضة وعدد من أتباعهم في موسكو، فيما تواصلت الاشتباكات بين ناشطين معارضين وقوات الأمن بالعاصمة لليوم الثالث على التوالي.

وقد ألقي القبض على المدون البارز ألكسندر نافالني وزعيم الجماعة السياسية «الجبهة اليسارية» سيرجي أودالتسيف بسبب قيادتهما لحشد من نحو 500 شخص في مظاهرة سلمية، ولكن دون تصريح بتنظيمها، في منطقة كيتاي جورود وسط موسكو.

ونقلت وكالة «إنترفاكس» الروسية للأنباء عن نافالني القول إن المسيرة كانت جزءا من عطلة «عيد النصر»، والتي قد يناقش المشاركون فيها معارضتهم للرئيس فلاديمير بوتين الذي جرى تنصيبه الاثنين.

وردد أنصار المعارضة كلمة «عار»، خلال إلقاء الشرطة القبض على نافالني وأودالتسيف وثلاثة ناشطين آخرين. اتهم نافالني وأودالتسيف بالمشاركة في مظاهرة دون تصريح وصدر أمر بمثولهما أمام القضاء يوم الجمعة المقبل، قبل أن يفرج عنهما.

يأتي ذلك بعد القبض على 436 شخصا الأحد في موسكو خلال مظاهرة مناهضة للحكومة شارك فيها عشرات الآلاف، وأيضا القبض على 120 شخصا في مظاهرة أصغر حجما الاثنين.

وتنظم المعارضة الروسية مظاهرات احتجاج ضد تنصيب بوتين، حيث عاد الرجل إلى عرش الكرملين رئيسا لولاية ثالثة خلفا لحليفه ديمتري ميدفيديف بعد أربعة أعوام قضاها في منصب رئيس الوزراء.