الرئيس التونسي يفاجئ الطلبة بحضوره إلى الجامعة للاحتفال باليوم الوطني للطالب الشهيد

وزارة الخارجية تنتقد تصريحات للسفير الأميركي بشأن محاكمة مدير قناة «نسمة تي في»

TT

فاجأ المنصف المرزوقي، الرئيس التونسي المنتخب، الطلبة وقدماء مناضلي الحركة الطلابية بالمركب الجامعي المنار بالعاصمة التونسية، حينما حضر أمس لأول مرة كرئيس للجمهورية فعاليات الاحتفال باليوم الوطني للطالب الشهيد الذي يحتفل به الطلبة كل يوم 8 مايو (أيار) من كل سنة.

وحضر المرزوقي برحاب كلية العلوم بتونس العاصمة ووضع إكليلا من الزهور في المكان الذي سقط فيه الطالب التونسي عدنان بن سعيد شهيدا برصاص الشرطة يوم 8 مايو 1991. ويوجد الموقع أسفل مقر مركز ما كان يسمى «الأمن الجامعي»، وهو الجهاز الذي كان يراقب التحركات السياسية للطلبة.

وقال عادل الثابتي، رئيس رابطة قدماء الاتحاد العام التونسي للطلبة لـ«الشرق الأوسط»: إن زيارة المرزوقي للجامعة قد تكون بداية اعتذار الدولة التونسية لضحاياها من الطلبة، وإنها تعد أول اعتراف رسمي بالتضحيات التي قدمها الطلبة في نضالهم ضد الديكتاتورية.

وذكر الثابتي أنه لفت انتباه رئيس الجمهورية إلى المظلمة المسلطة على منظمة الاتحاد العام التونسي للطلبة منذ سنة 1991. وهي مظلمة الحكم المسيس، الذي سحب تأشيرة عمل المنظمة، مشيرا إلى أن المرزوقي وعد بالنظر في المظالم التي ارتكبت ضد الحركة الطلابية والجامعة في عهد الرئيس التونسي السابق زين العابدين بن علي.

يذكر أن الثابتي نفسه كان قد أجبر على قطع دراسته في بداية عقد التسعينات من القرن الماضي بفعل التجنيد الإجباري في منطقة «رجيم معتوق» (الصحراء التونسية)، وجزيرة زمبرة سنة 1990. والسجن بسبب انتمائه إلى الاتحاد العام التونسي للطلبة (1991 – 1996)، واضطر إلى خوض إضراب عن الطعام في الريف حيث يقطن لمدة 37 يوما من أجل حقه في مواصلة الدراسة.

على صعيد آخر، وجهت الحكومة التونسية المؤقتة أمس انتقادات للسفير الأميركي في تونس غوردن غراي على خلفية تصريحاته بشأن محاكمة مدير قناة «نسمة تي في» التي بثت شريطا مجسدا للذات الإلهية العام الماضي.

وذكرت وزارة الخارجية التونسية، في بيان نشر أمس، أنها «تستغرب تصريح السفير الأميركي غوردن غراي الذي قال فيه «إن الحكم تسبب له في خيبة أمل».

وكان القضاء التونسي أدان مدير القناة التونسية الخاصة في 3 مايو الجاري بدفع غرامة مالية قدرها 2400 دينار (1500 دولار) بسبب بث القناة للشريط الكارتوني «بيرسيبوليس» (بلاد فارس) الذي جسد في أحد مشاهده الذات الإلهية في أكتوبر (تشرين الأول)2011.

وأدين مدير القناة نبيل القروي بتهمة «عرض شريط أجنبي على العموم من شأنه تعكير صفو النظام العام والنيل من الأخلاق الحميدة» لكن محاميه قالوا: إنهم سيقومون باستئناف الحكم.

وفور صدور الحكم قال السفير الأميركي في بيان له إن هذه الإدانة «تطرح مخاوف حقيقية بشأن التسامح وحرية التعبير في تونس الجديدة».

واعتبرت الخارجية التونسية أن هذا التصريح يعد تدخلا في الشأن القضائي بتونس، مضيفة أن تونس «تحرص على عدم التدخل في مجريات القضاء»، وأن «حرية التعبير ستظل حقا مشروعا يكفله القانون».

ودعت الخارجية إلى أن تكون العلاقات مع الولايات المتحدة «مبنية على التفاهم والتشاور والاحترام المتبادل والمصالح المشتركة واحترام سيادة البلدين».

وتواجه الحكومة التونسية انتقادات من الداخل والخارج بسبب عدم تفعيل القوانين المنظمة للقطاع الإعلامي ومنها بشكل خاص المرسومان 115 و116 اللذان أصدرهما الرئيس السابق فؤاد المبزع في نوفمبر (تشرين الثاني) 2011.

وزاد التوتر بين السلطة والصحافيين بعد صدور دعوات من الائتلاف الحاكم في وقت سابق بخصخصة الإعلام العام.