أعلن مجلس القبائل العربية السورية في اجتماعهم المقام في القاهرة عن إسقاط النظام والعمل على قيام دولة مدنية بدستور يكرس سيادة الشعب عن طريق الدعم المادي والبشري للجيش الحر لمقاومة جيش النظام، من خلال إقناع أبناء العشائر الموجودين في الجيش النظامي بأن يرفضوا أوامر إطلاق النار على إخوتهم في الوطن، والانشقاق فورا عن هذا الجيش الذي يحاول النظام تحويله لأداة لقمع الثورة ونصرة الضعيف وإغاثة الملهوف، دون تمييز بين عرق ودين، وعلى كون أبناء القبائل العربية السورية يشكلون نصف عدد سكان الوطن، وانتشارهم في جميع أنحاء المدن والبلدات والقرى في سوريا وما يجاورها.
وأوضح محمد المزيد التركاوي في اتصال هاتفي لـ«الشرق الأوسط» أن المجلس وحد كلمة القبائل من خلال التنسيق بين المعارضة في الداخل والخارج من أبناء العشائر الذين يشكلون 50 في المائة من مجموع التركيبة السكانية في سوريا، عبر القيام بدورهم السياسي القيادي، وحمل المسؤوليات التي تلقيها على عاتقهم في الظروف التي يمر بها الوطن في هذا الوقت العصيب، الذي يتطلب من جميع أطياف الشعب السوري بذل كل غال ورخيص لإنقاذ الوطن وتخليصه من شرور النظام القائم.
وقال التركاوي: «من أهم بنود الملتقى هو كيفية دعم ووصول السلاح للجيش الحر وانشقاق أبناء العشائر عن الجيش النظامي، والانضمام إلى دعم الثورة ومساعدة الشعب السوري، وخاصة في المدن التي تشهد مقاومة كحمص وحماه من أعمال قتل وتشريد واعتقال وتهجير، على يد نظام لم يشهد تاريخ الأمم والشعوب مثيلا له في وحشيته وهمجيته».
وعقد الاجتماع والذي حضره ممثلو القبائل العربية السورية مع لجان ممثلة في القبائل الدرزية والكردية بعد دراسة الأوضاع الراهنة في الوطن، وما وصلت إليه تلك الأوضاع من تدهور خطير، وما يتعرض له الشعب السوري من جرائم ضد الإنسانية. واستعرض المجتمعون أوضاع اللاجئين السوريين، الذين هجرهم النظام إلى دول الجوار، والأوضاع المأساوية التي يعيشونها، والمصاعب التي يلاقونها في حياتهم اليومية. كما تدارسوا أوضاع الجرحى والذين تعرضوا لإصابات جسيمة أدت إلى عاهات مستديمة.
وخرج عن الاجتماع توصيات بإنشاء مجلس سياسي يضم ممثلين عن جميع القبائل العربية السورية، بهدف جمع كلمتهم، والقيام بدورهم السياسي القيادي. وأشار البيان الذي حصلت «الشرق الأوسط» على نسخة منه، في بنوده إلى وضع وتنفيذ الخطط والاستراتيجيات اللازمة، للمساهمة في إسقاط النظام من خلال دعم الثوار في الداخل، ماديا وسياسيا وبكل ما تتطلبه الثورة في سوريا، للوصول إلى الخلاص من نظام الأسد، والذي وصف في بيانهم بـ«الاحتلال الأسدي»، وإقامة دولة سوريا الجديدة.
وأضاف البيان «تقديم الدعم للجيش السوري الحر، لتمكينه من الاستمرار في الدفاع عن المدنيين وتأييد مطالبات الدول العربية الشقيقة، بتقديم العون والدعم العسكري للجيش السوري الحر. ومطالبة جميع عناصر الجيش العربي السوري من أبناء القبائل وغيرهم، أن يرفضوا أوامر إطلاق النار على إخوتهم في الوطن، والانشقاق فورا عن هذا الجيش الذي يحاول النظام تحويله لأداة لقمع الثورة».