دبلوماسي غربي: إيران تمارس نفس ألعاب صدام حسين

تتحدث بلهجة رافضة لإسرائيل لكن يمكن أن تستخدم سلاحها ضد جيرانها العرب

TT

قال دبلوماسي غربي رفيع المستوى إن إيران تمارس نفس ألعاب الرئيس العراقي الأسبق صدام حسين الذي، وكما وصفه، كان يسعى للظهور بمظهر القائد المعارض لإسرائيل بينما كان جاهزا لاستخدام أسلحة دماره ضد شعبه وضد العرب، مشيرا في تصريح لـ«الشرق الأوسط»، بشرط عدم الإشارة على اسمه، إلى أن إيران تتحدث بذات اللهجة الرافضة لإسرائيل بينما يمكن أن تستخدم سلاحها ضد جيرانها من العرب، مضيفا أن سوريا بدورها، خصوصا في وضعها الحالي وبما تملكه حكومتها من أسلحة دمار، تعتبر مصدر قلق عظيم، لا سيما وأن الرئيس الأسد قد فقد حربه ضد شعبه.

إلى ذلك، قال ذات المصدر إن على الدول العربية بمنطقة الشرق الأوسط انتهاج نهج جديد بدلا من الاستمرار في تكرار الحديث عن التاريخ والقانون رغم أهميتهما، داعيا لضرورة مراعاة الحقائق السياسية الحالية بالمنطقة وأخذها بعين الاعتبار إذا ما رغبت الدول العربية جادة في عقد مؤتمر ناجح وصولا إلى خلق منطقة شرق أوسطية خالية من السلاح النووي.

من جانبه كان توماس كونتريمان، مساعد وزيرة الخارجية الأميركية لشؤون الأمن الدولي ومنع انتشار الأسلحة النووية قد أشار في كلمته التي ألقاها صباح أمس أمام المؤتمر الاستعراضي للدول الموقعة لاتفاقية عدم انتشار الأسلحة النووية المنعقد بمقر الوكالة الدولية للطاقة النووية بالعاصمة النمساوية فيينا، قد أكد على دعم بلاده لإقامة منطقة شرق أوسطية خالية من السلاح النووي، موضحا أن الحكومة الأميركية على استعداد تام لاتخاذ كل التدابير لتحقيق هذا الهدف.

وكان كنتريمان قد أشار بدوره إلى ضرورة أن تستوعب دول المنطقة أهمية اشتراكها جميعا في المؤتمر المزمع وأهمية امتثالهم جميعا امتثالا كاملا لمنع الانتشار النووي والعمل على بناء الثقة في ما بينهم وبين المجتمع الدولي، وضرورة العمل على معالجة القضايا الأمنية بالمنطقة، مشددا على حتمية أن تبدأ في اتخاذ خطوات أساسية لتهيئة الظروف لنجاح المؤتمر، موضحا أن حكومة بلاده تؤمن أن سياسة عزل إسرائيل والاستفراد بها ستقلل من فرص نجاح المؤتمر، داعيا في ذات الوقت كلا من سوريا وإيران لالتزام كامل باتفاقية الحد من انتشار السلاح النووي.

في سياق موازٍ أكد كونتريمان أن الأوضاع السياسية والمستجدات بالمنطقة حاليا تختلف عما كان سائدا من قبل، داعيا إلى أن تكون وتيرة التحولات السياسية التي تعيشها أكثر من دولة عربية عاملا إيجابيا في تحديد سبل للمضي قدما لإنجاح مؤتمر هلسنكي القادم ومن بعده المؤتمر الأكبر الخاص بالعمل لجعل منطقة الشرق الأوسط منطقة خالية من السلاح النووي.

إلى ذلك، لم يغفل أن يدعو إيران للعودة إلى مائدة التفاوض والحوار بمسؤولية أكبر واتخاذ موقف جاد خلال جلسة المفاوضات القادمة بين إيران ومجموعة 5+1 المقررة ببغداد في الثالث والعشرين من هذا الشهر.