كلينتون تناقش مع الهند العقوبات على إيران مشيدة بخطواتها نحو خفض واردات النفط منها

وفاة مفتش تابع لفريق مفتشي الأمم المتحدة النووي وسط إيران في حادث سير

TT

التقت وزيرة الخارجية الأميركية هيلاري كلينتون نظيرها الهندي إس. إم. كريشنا في نيودلهي أمس، ويتوقع أن يناقش الاثنان العقوبات الأميركية على واردات النفط الإيراني، الأمر الذي سبب توترا في العلاقات بين الولايات المتحدة وحليفتها الهند.

ولا تريد نيودلهي أن تبدو وقد رضخت للضغوط الأميركية، وتريد أيضا تلبية متطلبات الطاقة المتزايدة بسرعة لخدمة اقتصادها وكذلك اهتماماتها الاستراتيجية.

وتركز اهتمام كلينتون على المصافي الهندية التي خفضت وارداتها من إيران، محولة موقفها من الضغط على حكومة نيودلهي إلى الترحيب بالخطوات التي أخذتها المصافي حتى الآن. وقالت إن الولايات المتحدة تعمل مع الهند على إيجاد إمدادات نفط بديلة بعد أن دعتها واشنطن أول من أمس لبذل المزيد لخفض اعتمادها على إيران ثاني أكبر مورد للنفط لها والتي تخضع لعقوبات أميركية.

وقالت كلينتون في مؤتمر صحافي في اليوم الأخير من زيارتها للهند التي تستمر ثلاثة أيام: «نشيد بالهند للخطوات التي تتخذها مصافيها لخفض الواردات من إيران، ونجري كذلك مشاورات مع الهند ونعمل معها في بعض المجالات المتعلقة بمصادر الإمدادات البديلة».

والهند ثاني أكبر مستورد للنفط الإيراني، لذلك تعتبر عنصرا أساسيا في جهود الولايات المتحدة للضغط على إيران حتى توافق على التخلي عن برنامجها النووي الذي تشتبه دول غربية في أنه غطاء لامتلاك سلاح نووي.

وعلى المستوى العلني، ترفض الهند العقوبات الغربية. ووقعت المصافي الهندية عقودا سنوية جديدة مع إيران بدأت من الأول من أبريل (نيسان)، وتشير حسابات «رويترز» إلى أن الواردات قد تنخفض بنسبة 25 في المائة في 2012 - 2013.

إلى ذلك، دعت وزارة الخارجية الإيرانية، أمس، القوى العالمية إلى التركيز على التخلص من الأسلحة النووية وتحمل التزاماتها بشأن الحد من الانتشار النووي بدلا من التكهن بشأن النشاط «النووي السلمي لإيران».

وكان الهجوم المركز للمتحدث باسم وزارة الخارجية رامين مهمان باراست ردا في ما يبدو على دعوة أميركية في اليوم السابق إلى إيران لاتخاذ «خطوات عملية عاجلة» لبناء الثقة قبل محادثات نووية مع القوى الست الكبرى في بغداد في 23 مايو (أيار).

وقال: «بعض الدول تقول إنها قلقة من احتمال تحول أنشطة إيران تجاه أغراض غير سلمية في المستقبل. عندما يتحدثون عن التكهن بالمستقبل كيف لا يقلقون بشأن التخلص من الأسلحة النووية في الوقت الراهن..!».

وفي توبيخ غير مباشر لبعض الدول المشاركة في المفاوضات النووية مع إيران، وهي الولايات المتحدة وروسيا والصين وبريطانيا وفرنسا وألمانيا، تحدث مهمان باراست عن «انتهاكاتها وخرقها الواضح» للقوانين.

وقال: «بعض هذه الدول لديها غواصات ذات قدرات نووية سلموها إلى النظام الصهيوني»، في إشارة إلى بيع ألمانيا لغواصات من طراز دولفين إلى إسرائيل التي يقول بعض المحللين إنها تستطيع حمل رؤوس نووية.

وأضاف: «جميع هذه الدول في حاجة إلى الشعور بالالتزام بمضمون معاهدة حظر الانتشار النووي»، حسب «رويترز».

ولكن في نفس الوقت، أعلن باراست للصحافيين استعداد بلاده لتبديد الغموض حول برنامجها النووي بعد أيام، قائلا «لدى إيران بعض التطلعات.. وكذلك الوكالة الدولية للطاقة الذرية، ولذلك سنحاول تقديم حزمة تضمن حقوقنا (النووية) وتزيل مظاهر الالتباس عن الوكالة».

وفي غضون ذلك، أشار وسيط عينته الأمم المتحدة، في فيينا أمس، إلى أن إيران وإسرائيل لم تتعهدا حتى الآن بحضور مؤتمر مقرر في وقت لاحق العام الحالي حول جعل منطقة الشرق الأوسط خالية من الأسلحة النووية.

ويرجح انعقاد المؤتمر في هلسنكي في ديسمبر (كانون الأول) المقبل.

وكانت إسرائيل، التي يعتقد أنها الدولة الوحيدة التي تمتلك أسلحة نووية في الشرق الأوسط، أوضحت أنه يتعين أولا تحقيق السلام في الشرق الأوسط، قبل جعل المنطقة خالية من السلاح النووي.

يشار إلى أن إيران رفضت حضور مؤتمر مماثل استضافته الوكالة الدولية للطاقة الذرية في نوفمبر (تشرين الثاني) العام الماضي.

وقال الوسيط جاكو لاجافا، وهو دبلوماسي فنلندي بارز، أمام اجتماع للدول الموقعة على معاهدة منع الانتشار النووي عقد في فيينا، «إن مشاركة جميع دول المنطقة على نطاق واسع تعد شرطا أساسيا لنجاح المؤتمر».

ولم يذكر لاجافا على وجه التحديد ما إذا كانت إيران وإسرائيل قد وافقتا على حضور المؤتمر، لكنه قال إن «عددا من الدول لم يحسم القرار في هذه المرحلة».

ومن جانبها، أعلنت المنظمة الدولية للطاقة الذرية، أمس، عبر بيان أصدرته، عن وفاة مفتش تابع لفريق مفتشي الأمم المتحدة النووي في وسط إيران في حادث سير.

وأوضح البيان أن المفتش هو أوك - سيوك سيو وهو كوري جنوبي الجنسية وكان ضمن فريق تفتيش الوكالة الدولية العامل في إيران، حسب وكالة الصحافة الفرنسية.