استئناف عملية بناء الجدار الفاصل بين لبنان وإسرائيل بعد الاعتراضات اللبنانية

متحدث باسم «اليونيفيل» لـ«الشرق الأوسط»: الضابط الإسباني تجاوز الحدود عن غير قصد

TT

استأنفت القوات الإسرائيلية أمس عملها في بناء الجدار الفاصل على حدودها مع لبنان مقابل بوابة فاطمة، وسط استنفار للجيش اللبناني وقوات الطوارئ الدولية العاملة في جنوب لبنان «اليونيفيل» عند الجانب اللبناني، وانتشار آليات مصفحة إسرائيلية في الجانب المقابل للبوابة.

ومن المقرر أن يعقد صباح اليوم اجتماع ثلاثي في مقر «اليونيفيل» في الناقورة، يضم ضباطا لبنانيين وإسرائيليين ومن «اليونيفيل»، بطلب من لبنان، الذي قدم احتجاجات بسبب رصد خروق إسرائيلية متمثلة بدخول إسرائيل 65 سنتيمترا داخل الأراضي اللبنانية، أثناء عملية بناء الجدار العازل على الحدود الدولية، إضافة إلى تجاوز النقيب الإسباني كال ديرون الحدود وحديثه إلى جندي إسرائيلي قبل عودته.

وأوضح نائب المتحدث الرسمي باسم قوات «اليونيفيل»، أندريا تيننتي، لـ«الشرق الأوسط» أمس، أن «الجيش اللبناني أبلغ «(اليونيفيل) الأسبوع الفائت بوجود اعتراضات لديه بشأن موقع جزء من الجدار الإسمنتي الذي يقوم الجانب الإسرائيلي ببنائه في المنطقة الحدودية في كفركلا»، لافتا إلى أن «فريقا تقنيا من (اليونيفيل) عاين المكان وقام بأخذ القياسات على الأرض للتأكد من الموقع الدقيق للبلوكات الإسمنتية التي تم الانتهاء من وضعها حتى اللحظة».

وأشار إلى أن «قائد اليونيفيل الجنرال باولو سيرا يضطلع في الوقت الراهن بمناقشات ومشاورات مع كلا الطرفين لمعالجة هذه المسألة، فيما لا يزال العمل مستمرا في المنطقة الحدودية في كفركلا».

وفي ما يتعلق بالشكوى اللبنانية بسبب اجتياز الضابط الإسباني الحدود وحواره مع عنصر إسرائيلي، قال تيننتي إن «قيام فريق (اليونيفيل) التقني بمعاينة مكان بناء الجدار وأخذ القياسات للتأكد من وضع الجيش الإسرائيلي للبلوكات الإسمنتية في مكانها الصحيح، تم بمساعدة ومرافقة الكتيبة الإسبانية، وخلال القيام بعملية التحقق هذه عبر عنصر من قوات حفظ السلام السياج التقني، من دون قصد، وسرعان ما عاد أدراجه بمجرد أن أدرك ذلك». وذكر أنه «تمت معالجة هذه المسألة على المستوى التكتيكي والعملاني بين الجيش اللبناني واليونيفيل».

وأكد تيننتي أن التقارير عن عبور عنصر من قوات حفظ السلام الغانية للسياج التقني، بحضور قائد القوة الدولية، وكذلك ترحيل الضابط الإسباني، «غير دقيقة ولا أساس لها من الصحة»، وذلك على خلفية تداول أنباء في بيروت عن نية قيادة «اليونيفيل» نقل النقيب كال ديرون من موقع الكتيبة الإسبانية في بلدة ابل السقي إلى الناقورة، على خلفية الاحتجاج الذي تقدم به لبنان إلى قوات «اليونيفيل».

وكانت تقارير صحافية أشارت أمس إلى أن إسرائيل أوقفت عملية البناء من جهة بلدة العديسة بسبب التحفظ اللبناني عليها، فيما واصلت البناء في منطقة «جدار الطيب» من الجهة الشمالية من خلال رفع المزيد من «بلوكات» الباطون، التي حلت مكان الشريطين الشائك والإلكتروني.