عمليات عسكرية موسعة في إدلب ودرعا وحمص وحماه

المراقبون تفقدوا حمص وريف دمشق ولجان التنسيق تتحدث عن مقتل 1122 طفلا منذ اندلاع الثورة

صورة صادرة عن وكالة الأنباء السورية (سانا) لبعض أعضاء فريق مراقبي الامم المتحدة يتحدث للمواطنين خلال جولتهم في ثلاثة مواقع في الاحياء المحيطة بدمشق أمس
TT

لم يؤثر انشغال النظام السوري بفرز أصوات من شاركوا بالانتخابات النيابية التي نظمها يوم أول من أمس الاثنين على وتيرة عملياته الأمنية التي طالت أمس مناطق إدلب ودرعا وحمص وحماه، موقعة وبحسب لجان التنسيق المحلية ما لا يقل عن 20 قتيلا.

وقال ناشطون: إن الجيش السوري قصف أحياء في الرستن وحماه، في وقت تحدثت لجان التنسيق المحلية عن أن القتلى سقطوا في كل من إدلب ودرعا وحمص وحماه. ونفذت قوات الأمن، وبحسب الناشطين، حملات دهم واعتقال في مدينة دوما بريف دمشق واعتقلت مجموعة من الشبان واقتادتهم إلى مكان غير معلوم.

بدوره، أعلن المرصد السوري لحقوق الإنسان عن توثيق مقتل 7 أشخاص في أنحاء سوريا، لافتا إلى أن 3 سقطوا في محافظة إدلب، بينهم رجل وسيدة في قرية التمانعة إثر إطلاق نار وقذائف من قبل القوات النظامية، وقتيل في مدينة أريحا متأثرا بجراح أصيب بها يوم الأحد الماضي.

وأوضح المرصد أنه في محافظة حمص، قتل مواطنان اثنان بينهما قتيل برصاص قناصة من حاجز للقوات النظامية في حي القصور، وقتيل من قرية جوسية في ريف حمص متأثرا بجراح أصيب بها بوقت سابق برصاص القوات النظامية السورية التي كانت تشتبك مع مقاتلين من المجموعات المسلحة المنشقة. وقال المرصد إن شخصا قتل في مدينة حماه، فيما تم العثور في نهر الفرات على جثمان مواطن قرب مدينة الميادين كان قد اعتقل قبل يومين.

وفي مدينة دوما في ريف دمشق، لفت المرصد السوري إلى أن قوات الأمن السورية نفذت أمس حملة مداهمات واعتقالات في المدينة واعتقلت مجموعة من الشبان واقتادتهم إلى مكان مجهول.

بدورها تحدثت لجان التنسيق المحلية في سوريا عن تعرض بلدة الحصن بريف حمص لإطلاق نار من رشاشات ثقيلة وقذائف الهاون من قبل القوات النظامية السورية التي تحاول السيطرة على البلدة، مشيرة في ذات الوقت إلى أن قصفا عنيفا طال قلعة الحصن بقذائف الهاون وقذائف الدبابات والشيلكا، تصاعدت نتيجته أعمدة الدخان في المنطقة.

وفيما أفاد ناشطون عن نزوح معظم أهالي قرية حيالين في حماه إلى القرى المجاورة تخوفا من اقتحام القرية، قالت لجان التنسيق المحلية إن 6 شبان قتلوا فيما سقط عدد كبير من الجرحى إثر إطلاق نار كثيف عليهم من أسلحة ثقيلة في إدلب وبالتحديد في منطقة خان شيخون.

وفي ريف دمشق، أفيد عن أن قوات الأمن شنت حملة مداهمات في سهل مضايا، فيما أطلقت النار الكثيف في حرستا وبالتحديد في منطقة الكوع والبيدر وحي السيل والبستان وقرب الطريق الدولي.

أما في اللاذقية، فتحدثت لجان التنسيق المحلية عن حملة اعتقالات عشوائية قرب معسكر الطلائع بالرمل الجنوبي، كاشفة كذلك عن انشقاق 5 جنود انضموا للجيش السوري الحر في دير الزور وبالتحديد في البصيرة.

وبالتزامن مع العمليات العسكرية، استمر الإضراب العام سيد الموقف في مناطق درعا، وبخاصة في الطيبة والمسيفرة وعلنا والحارة، فيما خرجت مظاهرات كبيرة في معظم المدن السورية مطالبة بإسقاط النظام وشاجبة للانتخابات النيابية وما سيترتب عنها من نتائج.

وقالت وكالة الأنباء الرسمية «سانا» إن وفدا من المراقبين الدوليين زار منطقة المليحة بمحافظة ريف دمشق والتقى عددا من الأهالي فيها، كما زار منطقة البساتين بين قريتي دير العصافير والمليحة، شملت الجولة كذلك المتحلق الجنوبي وجرمانا وبزينة. وتحدثت «سانا» عن أن وفدا آخر زار حي الخالدية بحمص.

ونقل عن المتحدث باسم بعثة المراقبة التابعة للأمم المتحدة في سوريا نيراج سينغ أن المراقبين يستعدون لزيارة مشارف دمشق وحمص. وأطلع المتحدث باسم البعثة نيراج سينغ الصحافيين على خطة تحرك المراقبين خارج مكاتب الأمم المتحدة في دمشق. وأضاف أنهم سيبدأون من هنا حيث سيقومون بجولة قصيرة في بعض المناطق في مشارف دمشق، ويستكملون في حمص، ثم ينتقلون إلى مواقع أخرى. وكشف سينغ أن هناك 9 مراقبين في حمص بالفعل و4 في كل من إدلب وحماه ودرعا.

ودعا سينغ الجميع إلى الالتزام بوقف العنف، مبينا أن أعضاء البعثة يقومون بزيارة الأحياء والبلدات والمدن والقرى، والتواصل مع الأهالي والتفاعل معهم لتأسيس صورة حقيقية لما يجري على الأرض، ومن ثم إرسال التقارير اليومية التي تصف الواقع تماما.

بدورها، تحدثت لجان التنسيق المحلية عن دخول لجنة المراقبين الدوليين إلى مدينة دير العصافير في ريف دمشق لمدة قصيرة رفضت خلالها التحدث إلى المواطنين، في وقت زار مراقبون آخرون الرستن ودرعا.

وفي تقرير أعدته لجان التنسيق وتم تعميمه يوم أمس، قالت: إن عدد القتلى من الأطفال السوريين منذ اندلاع الثورة بلغ 1122 طفلا، من بينهم 524 طفلا في حمص، و147 طفلا في حماه، و103 أطفال في إدلب، و103 أطفال في درعا، و103 أطفال في ريف دمشق، و46 طفلا في دير الزور، و26 طفلا في دمشق، و15 طفلا في حلب، و8 أطفال في اللاذقية.

ووصل عدد المعتقلين حتى مارس (آذار) الماضي 20561 معتقلا، منهم 2365 معتقلا في دمشق، و5751 معتقلا في ريف دمشق، و3726 معتقلا في درعا، و1286 معتقلا في حماه، و1120 معتقلا في حمص، و1016 معتقلا في حلب. وعدد المعتقلين الرجال وصل إلى 18979 معتقلا، وعدد المعتقلات 211 معتقلة، بالإضافة إلى 453 طفلا معتقلا.