شككت تركيا في جدية الانتخابات النيابية السورية، كما شككت في نجاح خطة المبعوث العربي - الدولي كوفي أنان، وقال رئيس الوزراء التركي رجب طيب أردوغان إنه، شخصيا، فقد «كل أمل» حيال السلطات السورية، داعيا الأمم المتحدة لزيادة «ملموسة» في عدد مراقبيها في سوريا.. فيما قال إرشاد هورموزلو كبير مستشاري الرئيس التركي لـ«الشرق الأوسط» إن الانتخابات السورية «مهزلة»، معتبرا أن الهدف منها «تعيين برلمان تصفيق».
وأوضح رئيس الوزراء التركي، خلال لقاء صحافي مع نظيره الإيطالي ماريو مونتي في روما أمس: «نحن بحاجة إلى ألف أو ألفين وربما ثلاثة آلاف مراقب، أي مهمة كبيرة قادرة على تفقد البلاد بأكملها ورؤية ما يجري فيها»، وأضاف: «نحن ندعم خطة أنان، لكن إذا سألني أحدهم عن آمالي، فإني سأجيب بأني فقدت كل أمل» تجاه سلطات سوريا. مضيفا: «ماذا يمكن أن يفعله 50 مراقبا؟ إنهم لا يستطيعون حتى مراقبة قسم صغير من منطقة في البلاد». وقال: «لم نتمكن من الحصول على الحل الذي نريد، وربما يتعين على مجلس الأمن الدولي اتخاذ إجراءات أخرى».
وعلق أردوغان على انتخابات سوريا قائلا: «نحن لا نعتبر أن الأمر يتعلق بانتخابات حقيقية».
بدوره، قال إرشاد هورموزلو إن الانتخابات السورية «لم تكن مقنعة»، معتبرا أن النظام أراد من خلالها «تعيين مجلس تصفيق»، مشيرا إلى أن بلاده «أيدت خطة أنان.. وتنتظر النتائج»، ومشددا على ضرورة التطبيق الكامل لهذه الخطة ببنودها الستة، وفي مقدمتها السماح بالتظاهر السلمي والانسحاب من المدن، و«هو ما لم يحدث حتى الساعة».
وأكد كبير مستشاري الرئيس التركي «ضرورة عدم السماح بتحول هذه الخطة إلى غطاء لاستمرار القتل للسماح بمزيد من القمع».
وكان الرئيس التركي عبد الله غل، قال إن «أنقرة قلقة من حالة عدم الاستقرار على الحدود الجنوبية (لبلاده) وما قد تؤدي إليه من نتائج لا يمكن التكهن بها»، وأضاف في حديث لمحطة «سكاي نيوز»: «السوريون جميعا يعرفون أننا نقف إلى جانب استقرارهم وأمنهم، ولكن عندما يبطش النظام بشعبه بهذا الشكل، فإننا نقف إلى جانب الشعب، لا يمكننا أن نقف متفرجين على ما يحدث، لأن مطالب الشعب السوري مشروعة ومحقة، ولو كانت مطالبهم غير مشروعة لوقفنا موقفا مغايرا»، رافضا مزاعم السلطات بوجود «عصابات مسلحة إرهابية».
وحول الانتخابات في سوريا، قال: «لا أعرف كيف يمكننا أن نحكم على هذه الانتخابات وهي تجري في هذه الظروف؟ إلى أي مدى هي حرة ونزيهة وفي أي أجواء سياسية وأمنية تجري؟ الانتخابات التي أعرفها تجرى عادة في جو من البهجة والمنافسة النزيهة، وتكون البلاد كأنها في عيد»، مضيفا: «لا أعتقد أن هذه هي أجواء الانتخابات في سوريا الآن؛ فظلال الأزمة السورية تغطي عليها».