مستشار كاميرون يؤدي شهادته أمام لجنة أخلاقيات الصحافة البريطانية دون كبوات

المراقبون يعقدون الآمال اليوم على شهادة بروكس لمعرفة مدى حميميتها برئيس الوزراء

اندي كولسون
TT

بدأ المراقبون يعقدون آمالهم على إفادة ريبيكا بروكس رئيسة تحرير «نيوز أوف ذي وورلد» والرئيسة التنفيذية السابقة لـ«نيوز إنترناشيونال» مؤسسة روبرت مردوخ البريطانية التي كانت تملك الصحيفة قبل إغلاقها بسبب فضيحة القرصنة التليفونية. والسؤال هل ستبوح بروكس في إفادتها اليوم بما لم يبح به زميلها اندي كولسون المستشار الأسبق لرئيس الوزراء ديفيد كاميرون، الذي مثل أمس أمام لجنة ليفيسون التي تحقق في أخلاقيات الصحافة على خلفيات الفضيحة.

تعيين كولسون مستشارا ومديرا للاتصالات في داونينغ ستريت سبب وما زال يسبب المتاعب لرئيس الوزراء ديفيد كاميرون على الرغم من استقالته، وأثيرت العديد من الأسئلة من قبل المعارضة حول هذا التعيين الذي تبين أنه لم يخضع لتدقيق أمني عال من قبل الأجهزة الأمنية، خصوصا بعد ما قيل إن كولسون حضر بعض الاجتماعات الأمنية والدفاعية الحساسة جدا.

أهمية إفادات كولسون وبروكس تصب مباشرة في حيثيات فضيحة التنصت، كونهما تبوءا مناصب في إمبراطورية روبرت مردوخ في بريطانيا وعملا رؤساء تحرير للصحيفة التي أغلقت أبوابها بسبب فضيحة التنصت. كما تربطهما علاقات وثيقة وشخصية بالسياسيين وبالتحديد مع كاميرون، ومن هنا جاءت الاتهامات حول انحياز الحكومة المحافظة في صفقة الاستحواذ على «بي سكاي بي»، والتي تخلت عنها «نيوز كوربوريشن» بعد أيام من اندلاع الفضيحة في يوليو (تموز) الماضي. وتم اعتقال كولسون وبروكس من قبل الشرطة البريطانية على هذه الخلفية.

لكن أنهى كولسون إفادته أمس أمام لجنة ليفيسون دون أي كبوات، الأمر الذي أغضب العديد من المراقبين الذين كانوا يتوقعون أن يقوم محامي اللجنة روبرت جي بتوجيه أسئلة محرجة بخصوص تعيينه في وظيفته مديرا لاتصالات مكتب كاميرون التي استقال منها لاحقا والتي خولته أن يحضر بعض الاجتماعات بين رئاسة الوزراء وبعض المؤسسات الأمنية والدفاعية البريطانية على الرغم من أنه لم يخضع إلى تدقيق أمني متقدم.

وعلق نيك روبنسون المحرر السياسي لهيئة البث البريطاني «بي بي سي» قائلا إنه من الغريب والعجيب جدا أن اللجنة لم تسأل كولسون عن مستوى التدقيق الذي خضع له خلال المقابلات التي سبقت تعيينه في داونينغ ستريت.

وقال كولسون إنه من الصعب جدا إيجاد ميزان متكافئ في العلاقة بين السياسيين والصحافة، مضيفا أنه يعتقد بأنها أصبحت حميمية جدا، لكنه مصر على أن هذه العلاقات مهمة جدا حتى تقوم الصحافة بواجبها وتزيد من اهتمام الناس بها. وأورد مثلا قائلا إن الناس أصبحوا لا يهتمون بالسياسة، والمثال على ذلك أن الإقبال على الانتخابات المحلية التي أجريت قبل أسبوع كانت متدنية جدا.

كما نفى كولسون أن وجوده في داونينغ ستريت قد سهل منح صفقة الاستحواذ على تلفزيون «بي سكاي بي» إلى «نيوز كوربوريشن»، التي كانت تملك 39 في المائة من أسهم الشركة وكانت تريد شراء الأسهم الباقية، 61 في المائة، بمبلغ 12 مليار دولار.

وكان قد استقال كولسون من وظيفته في داونينغ ستريت في يناير (كانون الأول) بسبب الضغوط والأسئلة المتكررة حول دوره في عمليات التنصت عندما عمل رئيس تحرير الصحيفة واستقالته منها عام 2007 بعد أن أدين اثنان من العاملين في الصحيفة بالتنصت على أبناء العائلة المالكة.

لكن انفجرت الفضيحة ثانية في يوليو وأغلقت الصحيفة وتشكلت لجنة للتحقيق في أخلاقيات العمل الصحافي وهي اللجنة التي مثل أمامها كولسون أمس.

مثول بروكس أمام اللجنة اليوم قد يلقي الضوء أكثر حول العلاقة الحميمية بين مؤسسة مردوخ قطب الإعلام الاسترالي الأصل وكاميرون. وقد طلب منها تزويد اللجنة بالمراسلات بينها وبين رئيس الوزراء، وكذلك بينها وبين وزير الثقافة البريطاني الذي استقال مستشاره بعد مثول جيمس مردوخ قبل أسابيع أمام اللجنة.

وكان قد صرح رئيس الوزراء البريطاني ديفيد كاميرون بأنه لم تكن هناك أي «صفقة كبرى» مع روبرت مردوخ مقابل الدعم في الانتخابات العامة التي جرت عام 2010. ونفى في تصريحات لهيئة الإذاعة البريطانية (بي بي سي) صحة إشارات مفادها أن المحافظين وافقوا على دعم المصالح التجارية لعائلة مردوخ أو تسهيل استحواذهم على شبكة تلفزيون «بي سكاي بي» مقابل الدعم الإعلامي لحزبهم. وأضاف في مقابلة مع «بي بي سي»: «لو كان هناك أي نوع من الصفقات، لكان ذلك خطأ جسيما.. لم تكن هناك أية صفقة».

لكن تصريحات رئيس الوزراء ستوضع اليوم على المحك مع استجواب بروكس. وسعت قناة «بي سكاي بي» التلفزيونية البريطانية لأن تنأى بنفسها عن فضيحة تنصت على الهواتف بعدما أشار مشرعون بريطانيون إلى أن علاقاتها مع «نيوز كورب» التابعة لروبرت مردوخ قد تعرض رخصتها للخطر.

مجموعة «نيوز كورب» الإعلامية العملاقة أعلنت أمس تحقيقها أرباحا قوية، حيث زادت الأرباح بنسبة 47 في المائة في حين ارتفعت إيراداتها بنسبة اثنين في المائة خلال الربع الثالث من العام المالي الحالي. وذكرت المجموعة أن مبيعات الربع الثالث من العام المالي بلغت 8.4 مليار دولار مقابل 8.2 مليار دولار في الفترة نفسها من العام المالي الماضي. وقفزت الأرباح من 639 مليون دولار إلى 937 مليون دولار في الفترة نفسها. وقال روبرت مردوخ: «مرة ثانية تظهر (نيوز كوربوريشن) قوة دفع تشغيلية في ربع العام مدفوعة بنمو شبكة التلفزيون الكبلي وقطاعات السينما الترفيهية».